سرقت أموالنا وعقولنا وأفكارنا فماذا بقي لنا؟!

[ملك الكلمة]

بســم الله الرحمــن الرحيم

الســلام عليكم ورحمة الله وبركـــاته ...

سرقــت أمــوالنــا وعقولنــا وأفكـــارنــا فمــاذا بقي لنــا ؟؟!..

في زمــن كثرت فيه الســرقــات ... وتلوثت فيه المبــادئ ... ونزعت الأمــــانة ...

في زمن السرقــات ... في هذا الزمــن .. كثيرا ما نسمع عن تلك القصص ... بل ولقد

أصبحت ديدن الصحف والمجــلات .. بل لا تكـــاد تخلو نشرة إخبارية ... ولا مجلة إعلامية ...

من تلك القصص ... ومن هذه الحوادث ...

أتســـاءل ما الذي حل بنـــا ؟!... ومـــا الذي قد جرى في واقعنـــا ؟!..

بل والأدهى من ذلك لقد أصبحت السرقة فن وذكــاء ... تفنن فيه أصحابها ..

وأخرجوهــا بشكل غير أشكالها .. وصورة غير صورتها المعتادة ...

من خلال قــراءتي لبعض تلك القصص أثارني واستوقفني هذه القصة بأحداثها الغريبة ...

قصة رجــل إنجليزي .. اعترف أمــام محاكم انجلتــرا ... أنه كــان يزيد من سرعــة الأراجيح ...

التي يعمل عليهــا في إحدى دور الملاهي ... مما يجعل محافظ ونقود الـرواد والــراكبين في

الأرجــوحــة تتبعثر بفعل القوة الطاردة المركزية ... وحيث أنهم يترنحون بعد خروجهم ...

من الأرجوحــة فقد كــان يجمع ما سقط منهم .. وذلك قبل أن يرحب بالزوار الجدد ...

وبسبب الإثارة التي يشعــرون بها لم يكــن أي منهم يتحقق من محتويات جيــوبه ...

وقـد حكـم عليه بســبب هـذا بـالسجــن مدة واحــد وعشـرين عــامــا ...

هــذه القصـــة أخــذت وقتــا طويلا من تفكيري ... وبقيت أفكــر في أولئك وتفننهم

في الســرقـــة ... حــاولت الربط بينهــا وبين ما يحدث في شبابنــا من سرقــة لأفكــارهم

وعقــولهم .. بل وأخـــذ أولئك يلوثون مبـــادئهم بأفكـــارهم الهــدامــة ... وأفهـــامهم السقيمـة ..

فرأيت الشبه كبير جــدا ؟..

نرى أعــدادا هـــائلة من أبنائنـــا وإخواننــا يقعون فرائس لهذا النوع من السرقـــة ...

ولتنظــر كيف تمت ســرقــة عقولهم !!... إنهم يتـــأرجحون ويترنحون يمنة ويسرة بين تيارات

مختلفة .. وعقائد شتى ... بل وتراهم يدورون هنـــا وهنــاك في أفلاك الغــاوين وغــوايتهم ...

حتى يصيبهم الترنح .. وعدم الشعــور .. وهنـــاك ربمــا لا يدرك أحــدهم ما أضــاع من أخلاقه

وقيمته ودينــه ... ولا ستطيع تقدير مــا سقط منه إلا بعــد فوات الأوان ..

فيصبح أحدهم تمثالا لا يعرف من الدين إلا اسمه .. ولا القرآن إلا رسمه ..

بل ربمـــا يكون عــالمـــا بعلوم الدنيـــا أجمعهـــا ...

لكــــن عقله مسروق ... ولبه مســـروق ... وفكــره مســلوب ...

فترى فكره قد صنع ... وقنــاعته وآراؤه قد ارتبطت بســـارقيه ...

في هذه المعـــركــة ... لا ينفعه مـــا أحـــاط من علوم .. وما تعلم من أفكــار ...

ولا مـــا أدرك وتيقن من المعـــارف ..

لأنـــه أصبح كالحمـــار يحمـــل أسفـــارا ... لا ينتفع بما حملـــه ...

فتنطبق عليه ... " يعلمون ظــاهرا من الحيــاة الدنيــا " ...

و ... " وإذا علم من آياتنــا شيئــا اتخـــذهــا هــزوا " ...

فإن كــان ذاك الرجــل الإنجليـــزي ... قد حكــم عليه بالسجـــن واحــدا وعشرين عــامــا

فبـــرأيكم ما هــو الحكــم الذي يستحقــــه من يسعـــى جـــاهـــدا إلى ســـرقة عقل الأمــة

الإسلامية ولبهـــا بأسرهـــا ؟!...

هـــذا الســـارق ليس فـــردا .. بل أفــراد ومؤسســـات ... وهيئـــات وفضـــائيات ...

وصحــف ومجـــلات ... تعمـــل بكــل ما تملك على ســـرقة عقــولنــــا

وتخــريب معتقـــداتنــــــا .. في وضح النهـــار ... وتحت سمع المجتمــع المسلم وبصـــره ,,



وفقكــم الله وســدد خطـــاكم ...


ونجـــــانا وإياكـــم من كيد الكـــائدين ...

حفظكـــم الله ورعـــاكم ...



بقلمي المتواضـــــــــــــــــــــــــــــــــــع