اسماء وعناوين حسب اهوائهم

[خويلد الجزائري]

أسماء وعناوين حسب اهوائهم :


بين الحين والآخر ، يطلّ علينا الإعلام العالمي بصرعة جديدة ، وعنوان يبدو مبتكراً لكنه لا يحمل من الجدة سوى الاسم ، كذاك صاحب المطعم الملكيّ الذي حينما وقع الانقلاب وآلت الأمور إلى الجمهوريين ، أسقط الاسم القديم لمطعمه ليكتب بدلاًمن(المطعم الملكي)(المطعم الجمهوري) وقام بتغيير لائحة الطعام ، فصار الدجاج الملكي دجاجاً جمهورياً ، والرز الأميري رزاً جمهورياً ، والسلطات والشوربات والمقبّلات الملكية أصبحت ـ بجرّة قلم ـ جمهورية .. والحال أنّ شيئاً في تركيب تلك الأطعمة لم يتغير سوى الاسم والعنوان .
وهذه هي قصتنا مع (النظام الدولي الجديد) ولاحقاً مع (العولمة) . فمنذ الإعلان الأميركي عن الانتصار فيما كان يسمّى بـ (الحرب الباردة)((1)) بين القطبين الرئيسين أميركا والاتحاد السوفيتي ، حتى أصبح النظام العالمي الجديد هو النظام الأميركي ، ومنذ ذلك الوقت راحت أميركا تقيس العالم بمسطرتها وتفصّله وفق مقاساتها باعتبارها النموذج الأعلى للسياسة والعسكر والاقتصاد والمال في العالم .
وعمل الإعلام الأميركي ـ كما هي عادته ـ على أن يصنع من الولايات المتحدة القوة الباهرة والقاهرة والقادرة على تحقيق ما تريد دونما منافس ، وغدا الانبهار بكلّ ما هو أميركيّ موجةً ضربت العالم كلّه ليس في مجال العلم والاختراع والتقنيات الهائلة فحسب ، بل حتى في نموذج الحياة الأميركية المرفهة ، بل وحتى في (الجينز) و (الهمبرغر) و (المارلبورو) و (الكوكا كولا) !
ونحن نعرف أنّ المؤمن ـ كما في الحديث الشريف ـ «كيّسٌ فطن» . وأنّ (الكياسة) عقل و (الفطنة) وعي ، وإذا قدّر لانسان أن يجمعهما داخل شخصيته ، استطاع ان يتعامل مع الأشياء والأشخاص والأحداث والتطورات ، تعامل الحكيم المستنير المدبّر والمتروّي ، فإذا كانت بصيرتنا معنا ، فإنّها بوصلة تهدينا إلى شاطئ الأمان ، أمّا إذا غفلنا أو تغافلنا فإنّنا نكون ضحايا الأشياء والأشخاص والمستجدات ، ففي الحديث : «مَن نام لم يُنم عنه» .