كاشف الأسرار معمر الديار بين المندل و البلورة ، و معرفة المستقبل و جلب الرزق !!

[أمة_الله]

بسم الله أواصل التعليق على الموضوع الاجتماعي القيم
لمراقبة منتدانا المميزة وأختي الفاضلة ملاك النور جزاها الله خير

أرى أن هذه الظاهرة باتت منتشرة للأسف في كل البلدان العربية المسلمة
وهي من السبع الموبقات والتي تكون بابا للدخول في أبواب أخرى من الشرك والكفر والعياذ بالله
قال تعالى -عن الملكين الذين يعلمان الناس السحر- (( وما يُعلِّمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر)) [ سورة البقرة الآية 102]
قد تتعدد الأسباب والدوافع وتتشعب لكن من خلال تعليقي سأقف عند مجموعة من النقط التي أرى أنها النقاط الأساس وراء انتشار هذه الآفة الاجتماعية

النقطة الأولى : قلة الإيمان
أراها أهم نقطة في الموضوع كله، يعني الواحد لما يكون مؤمن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، فالقلب الذي يؤمن بهذه الأركان فحتما لن يفتح الباب لدخول مثل هذه الخرافات إلى قلبه ليدنسها، فمن آمن بالقدر خيره وشره ورضي بما قدره الله له فحتما لن يبحث عن الوسائل التي تدفع عنه سوء حظ أو فشل زواج أو فراق حبيب...إلخ
لذلك فالأصل يبدأ بالإيمان من تربية الأطفال وخاصة التربية الدينية وتعليمهم مبادئنا الإسلامية ونزرع فيهم بذور الإستعانة والتوكل على الله وحده في كل الأمور صغيرها وكبيرها، وطبعا حتى تؤتي الشجرة أكلها على الوالدين مسلحين بالوسائل ولعل أهمهما أن يكونا القدوة الحسنة لأبنائهم.
وأيضا بنشر الوعي الديني من علمائنا الأجلاء في مختلف الأوساط الاجتماعية وعلى وجه الخصوص الأوساط الفقيرة.

النقطة الثانية : انتشار الخرافات والخزعبلات
أقول مرة أخرى إن التربية لها دور مهم ، فالتربية ( التقليدية ) التي تعرفها أوساطنا العربية تدعو إلى التشبت بتقاليد وعادات أنشأها البشر منذ الآزل لا صلة لها البتة بتعاليم ديننا الحنيف ، هذا الشيء ينتج عنه جيل متشبت بعادات أصبحت لكثرة تداولها وتطبيقها والعمل بها تندرج ضمن الواجب والحتمي وإلا فإنها ستكون خرقا لقانون اجتماعي وممكن تخوف من نزول لعنات
فلما تكون التربية منذ الصغر قائمة على هذه المبادئ الهشة والأكاذيب الواهية تؤمن بقدرات البشر بل حتى الأموات (وأعني بذلك اللجوء إلى الأولياء والتمسح بقبورهم والحديث في هذا الموضوع يحتاج لوقفة أخرى) وغير ذلك من الخرافات التي روجها الانسان، فحتمي أن يكون هناك إيمان وتصديق كامل بقدرة هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم (( الروحانيين)) خصوصا لما تكون جل أعمالهم تتعلق بعالم الغيبيات والخوارق والذين يدَّعون أنهم يعلمون به والله سبحانه وتعالى وحده عالم الغيب والشهادة.

النقطة الثالثة : الفقر والثقافة والتعليم
كنت إلى فترة معينة أعتقد أن من أسباب انتشار الشعوذة والسحر الفقر و الأمية وأن هذه الفئة هي من تتشبت بهذه الخرافات وتلجأ إلى هؤلاء الأشخاص لتحقيق اماني وغايات أو لحل مشاكل وتنفيذ حقد وانتقامات وذلك لسهولة استدراجهما للتشبت والانبهار بهذه الحبال الواهية كما انبهر آل فرعون بسحرتهم،
لكن للأسف وجدت أن الأمر يتعلق بالفقير والغني، وبالمثقف والأمي ، وبالمتعلم والجاهل وهذا لشيء يحز في النفس
ولا يتقبله المنطق والعقل فهذه الفئة من المتعلمين والمثقفن ما الفائدة من نيل شهادات واكتساب ثقافات، فكما تعلمنا منذ نعومة أظافرنا (( العلم نور)) يضيء العالم بأسره ويظهر شمس الحقيقة في ظلام الليل الدامس لكن كيف ذلك وبعض حملة العلم ومثقفونا هم أنفسهم قد عميت بصيرتهم؟
لذلك فالأمر لا يتعلق لا بــ فقبر/غنى أو مثقف/جاهل ولا متعلم/أمي
فكل واحد منهم أسير لأزماته النفسية ومشاكله الاجتماعية والاقتصادية، والمهنية والعاطفية،تجعلهم رغم اختلاف فئاتهم وثقافتهم ودرجة تعليمهم نموذج لشخص يلهث وراء أشخاص يدعون تحقيق الأمور المستعصية والتي لم يسبق لأحد حلها (أضحكتني هذه المقولة في الإعلان)، وحل المشاكل الاجتماعية والزوجية

النقطةالرابعة : وسائل الإعلام
ربما لا تعتبر سببا رئيسيا لهذه الظاهرة، لكن هي بمثابة الوقود الذي زاد من اشتعال النار، فوراء الربح الإقتصادي تسعى وسائل إعلامنا بمختلف (السمعية والمرئية والمكتوبة ) وللأسف لنشر أي شيء كيفما كان حتى ولو كان يمس بديننا وشريعتنا حتى ولو لانغماس جيل في براثن الخرافات والخيالات المهم ما تحققه من ربح مادي مطبيقة بذلك المقولة (أنا وما بعدي الطوفان).
قد يكون ثمن الجريدة زهيدا لكن ذلك شيء إيجابي ويحقق غايات كبرى كازدياد عدد القراء والأهم انتشار أفكار لدى شريحة أكبر من المجتمع.
اللهم أصلح إعلامنا واجعله منبرا لنشر النور والخير يارب

لنوجه دفة النقاش إلى هؤلاء الذين يدعون تحقيق المستحيل

صراحة لا أعرف ما الشيء الذي يدفعهم إلى امتهان هذا العمل
قد يكون وسيلة لكسب عيش، أو لكسب المال، أو لتحقيق شهرة، أو ادعاء امتلاك كرامات أو أو أو
ولكن الحقيقة التي لا أحد يستطيع أن يخفيها هوآيات الله في كتابه الحكيم
(( إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى )) [ سورة طه الآية 69]
((فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ )) [البقرة آية 102]

فهم في النهاية بشر مثلنا مثلهم لهم مشاكل قد تكون أقسى وأكثر منا بكثير
لكن لماذا نلجأ إليهم تائهين ونجعل بيننا وبين الله وسطاء
وهو سبحانه الحق القائل (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان)

واختم بالحديث القدسي الذي إذا قرأناه وتدبرناه وآمنا به لما لجأنا لأحد غير الله

" واعلم أن الأمة كلها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك"

الموضوع كما أسلفت متشعب كثيرا وما طرحته مجرد نقاط بسيطة
نسأل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم ويهدينا ويصلح أحوال أمتنا يارب
قد تكون لي عودة للموضوع وحتى ذلك الحين
أقول جزاك الله خيري الدنيا والآخرة على قملك المميز
وتقبلي تقديري واحترامي ومحبتي

وسلامي لحضرتك وكل أهلك بارك الله فيهم وأتمم الله شفاء الوالد الكريم يارب
وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين