|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطينـــــــــــــاك الكوثر. فصـــــــل لربك وانحر.إن شـــــــــــانئك هو الأبتر} جميعنا يحفظ هذه السورة ، أليس كذلك ؟ هل استوقـفـتنا هذه السورة أم أنها مرت على آذاننا سريعا دون أي حظ أو نصيب من فهم ؟ إنني في مقالي هذا أود أن أحلق معكم في أجواء هذه السورة ثم أغوص قليلا في بحار معانيها ، ليس لأنها سورة الكوثر أو لأنها السورة الوحيدة في القرآن التي نزلت بهذه الحلية الذهبية ، وإنما لأشد انتباهكم إلى عظمة القرآن الكريم ولنتشجع معا على التعمق في معاني باقي السور الكريمة فنجني العلم وتحصل البركة ونكون من الفائزين ، قال الله عز وجل في سورة البقرة (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب) قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الحكمة أي المعرفة بالقرآن ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه وأمثاله. تعريف عام بالسورة : * سورة الكوثر مكية ، وقد تحدثت عن فضل الله العظيم على نبيه الكريم بإعطائه الخير الكثير والنعم العظيمة في الدنيا والآخرة ، ومنها (نهر الكوثر) وغير ذلك من الخير العظيم العميم، وقد دعت الرسول إلى إدامة الصلاة ، ونحر الهدي (الإبل) شكرا لله تعالى ، وختمت السورة ببشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بخزي أعدائه ، ووصفت مبغضه بالذلة والحقارة والانقطاع من كل خير في الدنيا والآخرة ، بينما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم مرفوع على المنائر والمنابر ، واسمه الشريف على كل لسان ، خالد إلى آخر الدهر والزمان * {صفوة التفاسير ، جــ 3 ، ص 446 ، الطبعة الأولى}. والآن أقدم بين يديكم بعضا من الحلل الذهبية للسورة ، أقصد بذلك الدقائق اللغوية في السورة ، وهنــــــــــا أبدأ : الحلة الذهبية الأولى: يخطىء الكثيرون منا عند تفسير كلمة الكوثر ، فيقولون الكوثر هو نهر في الجنة . في الحقيقة هذا التفسير قاصر وينبغي أن تفسر الكلمة بشكل أدق من ذلك . الكوثر في اللغة هو الشيء الكثير الكثير أو العظيم ، فيقال هذا رجل كوثر أي رجل كثير العطاء ، ذو خير عظيم ، ونقول هذا رجل مكثار، أيضا كثير الخير والعطاء ، لذلك فإن كلمة كوثر صفة مبالغة تفيد التكثير ، كقولنا هذا سيف بتار أو فتاك بدلا من باتر أو فاتك. ولكن كيف تعلمنا أن الكوثر نهر في الجنة ؟ الجواب : هذا من ضمن معاني كلمة الكوثر وليس المعنى الوحيد للكلمة ، فيكون المعنى إنا أعطيناك الخير العظيم العظيم يا محمد ومن ذلك الخير العظيم نهر في الجنة وهو كما ثبت في الصحيح (نهر في الجنة ، حافتاه من ذهب ، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك ، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا) رواه الترمذي. الحلة الذهبية الثانية : لماذا لم يقل الله عز وجل (فصل لي وانحر) بدلا من (فصل لربك وانحر) ؟ الجواب : لأنه إذا كان كذلك فإن هذا يعني أن الله عز وجل أمر محمد صلى الله عليه وسلم بالصلاة لأنه أعطاه الكوثر ، وهذا لا يجوز في حق الله سبحانه وتعالى ، فعلاقتنا بالله هي علاقة تعبد وليست علاقة مصلحة ، إن أنعم علي أطعته وإن ضيق علي عصيته ، لذلك قال عز من قائل (فصل لربك وانحر) أي فصل لي يا محمد بصفتي ربا للبشر ، لا لأنني أعطيتك الكوثر. الحلة الذهبية الثالثة : لماذا لم يقل الله عز وجل (فصل لربك واذبح) بدلا من (فصل لربك وانحر) ؟ الجواب : الذبح في اللغة يشمل جميع جنس الحيوان إلا الإبل ! فنقول : ذبحت شاة أوبقرة أو دجاجة أو ديكا أو نعامة بينما نقول نحرت ناقة ! قد يتساءل البعض : وما علاقة ذلك بالآية الكريمة ؟ في الحقيقة لا يوجد في هذا الموضع من السورة كلمة أنسب من كلمة (وانحر) والسبب أن الله عز وجل أكرم سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم بالكوثر أي الخير العظيم ، فكان لا بد من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يذبح أفضل حيوان شكرا لله عز وجل على ما أعطاه، وأفضل شيء هو الإبل ، لذلك ناسبت الكلمة مناسبة السورة ، بخلاف لو قال (واذبح) إذ يدخل في معانيها ذبح عصفور أو دجاجة ، وهذا لا يتناسب مع الأدب مع الله عز وجل الذي أعطى سيندا محمدا صلى الله عليه وسلم الكوثر. الحلة الذهبية الرابعة : الشانئ هو الحاقد أو المبغض ، وهذه الآية نزلت في العاص بن الوائل . قال المفسرون : لما مات (القاسم) ابن النبي صلى الله عليه وسلم قال العاص بن الوائل : (دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له (أي لا نسل له) فإذا هلك انقطع ذكره) فإنزل الله هذه السورة ، وأخبر تعالى أن هذا الكافر هو الأبتر وإن كان له أولاد لأنه مبتور من رحمة الله تعالى (أي مقطوع عنها) ولأنه لا يذكر إلا ذكر باللعنة، بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فإن ذكره خالد إلى آخر الدهر مرفوع على المآذن والمنابر، مقرون بذكر الله تعالى ، والمؤمنون من زمانه إلى يوم القيامة أتباعه فهو كالوالد لهم صلوات الله وسلامه عليه. نحن نعلم أيها الأخوة أن في اللغة مراتب للكلام ، فالحب له مراتب فنقول حب وغرام وعشق وهيام ، والحقد كذلك فنقول شنآن وكره وحقد وبغض ومقت ، وهكذا. فالشنآن هو أقل أدنى الحقد والكراهية ، لكن ما علاقة ذلك بالسورة ؟ العلاقة تكمن في حب الله الشديد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فالذي يحمل في قلبه مثقال ذرة من حقد على النبي صلى الله عليه وسلم فهو أبتر مقطوع من رحمة الله عز وجل ، فكيف بمن يحمل في قلبه كرها شديدا تجاه النبي صلى الله عليه وسلم!!! هل تصورنا معاً الدقة اللغوية في السورة ؟ اللهم إنا نشهدك أننا نحبك ونحب نبيك فوفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك. الحلة الذهبية الأخيرة: الأبتر كما قلت هو المقطوع ، وسبحان الله الذي بدأ السورة بالكوثر وأنهاها بالأبتر ، كلمتان متعاكستان تماما !!! كل هذا في سورة مكونة من 10 كلمات فقط !!! لا إله إلا الله محمد رسول الله. فهل بعد هذا نتكاسل عن قراءة القرآن الكريم والتنقيب عن معانيه ؟؟ لماذا لا نخصص يوما في الأسبوع نقرأ فيه تفسير شيء من القرآن الكريم ولو آية واحدة بشرط أن نتعمق في التفسير ؟ بعد خبرتي المتواضعة أنصح من يرغب بقراءة تفسير القرآن الكريم الكتب التالية - تفسير الطبري للإمام ابن جرير الطبري (هذا أروع تفسير مر علي) - تفسير القرطبي ( للإمام القرطبي) - فتح القدير (للإمام الشوكاني) - الكشاف (للإمام الزمخشري) وللمبتدئين أنصح بـ : - تفسير ابن كثير (ولكن انتبهوا من الإسرائيليات) - صفوة التفاسير (للعلامة الصابوني) - تفسير الجلالين (لكنه مختصر جدا) ولمن يرغب أن يتبحر قليلا في الدقائق اللغوية لبعض سور القرآن الكريم أنصح بالموقع التالي والدخول على قسم إستاذ الدراسات اللغوية الأستاذ العراقي (فــــاضل السامرائي) والذي تستضيفه قناة الشارقة باستمرار. والسلام عليكم ورحمة الله التعديل الأخير تم بواسطة نور ; 16-08-2007 الساعة 10:50 AM. سبب آخر: حذف رابط الموقع |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |