|
|||||||
| الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#11
|
|||
|
|||
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أختى المستغفرة ...جزاك الله خير الجزاء على هذه الفكرة الرانعة ...جعلها الله فى ميزان حسناتك ......حبيت ان أنقل لكم هذه الخطبة و هي فى غاية الأهمية ...لأنى أحبكم فى الله .. ابنك لا يصلي .. مسؤوليتك أنت!! كثيرا ما يشكو الآباء من قضية عدم صلاة أبنائهم، أو تهاونهم بها، ويعدونها مشكلة يريدون لها حلا. بل بعضهم يصل إلى حد الاستسلام للمشكلة لأنه ــ كما يعتقد ــ استنفد كل الوسائل التي عرفها ليجعل ابنه يصلي. وإذا أردنا أن نعالج هذه القضية فيجب أن نبحث عن الأصل فيها، وعن جذورها لنسير من هناك في طريق الحل. فكلنا ــ معشر الآباء ــ نرى كيف يقلدنا أبناؤنا الصغار فيما نقوم به من أفعال، سواء من حيث اللبس وطريقته أو الكلام أو المشية أو حتى طريقة تناول الطعام. ألم تلاحظ يوما كيف جاء ابنك الصغير وأنت تصلي ليقف بجانبك ويقوم بحركاتك التي تقوم بها ؟ هذا هو أول الخيط في حل هذه المعضلة ــ إذا جازت هذه التسمية لها ــ إنه القدوة التي يقدمها الأب لأبنائه، فمنذ صغر الطفل يرى أباه مصليا حريصا على أداء الصلاة، ولأن إحدى طرق التربية الحديثة تعتمد على التقليد فسترى ابنك يقلدك ويسير على هديك ونهجك، بل يراك المثل الأعلى والقدوة التي يضعها نصب عينيه. ولكن مع ذلك ــ ولأن لكل قاعدة شواذ ــ نجد بعض الأبناء يتهربون من الصلاة ويحاولون التفلت من عقالها، وكأنها هم جاثم على الصدور. هنا يأتي دور الأب الذي هو قدوة في الصلاة ليمارس دوره الدعوي إضافة إلى دوره الأبوي على أولاده، وهنا يجب أن يكون تركيزه، فبداية يجب أن تخلص النية ــ عزيزي الوالد ــ في دعوة أبنائك للصلاة وابتغائك وجه الله من وراء ذلك امتثالا للمسؤولية التي تحملتها بملء إرادتك، فأنت راع و"كلكم مسؤول عن رعيته" وهذا سيفجر الطاقات لديك لتعمل بجد وإخلاص في سبيل السير في هذا الطريق إلى الآخر. ولتظهر منك الجدية في الموضوع وليكن مرشدك كتاب الله عز وجل الذي يستقر في نفوس أولادك تأثيره وسيكون هذا وازعهم الذاتي الذي سينمو، فواجبك أن تعلق قلوب أولادك بالله.. بمعنى آخر اغرس مبادئ التوحيد فيهم(حب الله ورسوله.. وطاعتهما، والخوف والرجاء، والإيمان) . فعندما تربي ولدك على قول الله تعالى:{ألم يعلم بأن الله يرى} فسيصلي عندما تغيب عنه. وهذا يعني أنك ستنمي عنده الرقابة الذاتية عن طريق تنمية عبادة الإخلاص لله وحده، حتى لا يصلي خوفاً منك بل حبا وتعظيما ورغبة ورهبة لله. فلا تكن ممن يعود أولاده على مراقبته هو ويعتقد أنه يغرس المراقبة الإلهية في نفوسهم فتراهم لا يصلون إلا بحضرته وهذا منزلق خطير في التربية فاربطهم دائما بالله وليس بك أنت. أمر آخر له من الأهمية الشيء الكثير، وهو تقديم أمور الآخرة على أمور الدنيا في جميع الأحوال والظروف ليتعود ولدك على أنه لا مجال للمنافسة بينهما. فأداء الصلاة في وقتها أهم من أداء الواجبات المدرسية. وإدراك ركعة أولى من إدراك لعبة كرة القدم، ومراعاة أوقات الصلاة أهم من مراعاة صديق أو مكالمة هاتفية أو برنامج في التلفاز. بل أكثر من ذلك، بين لأبنائك أن الصلاة لا تسقط عن الإنسان حتى في أشد الحالات، فتوضح لهم كيف أمر الله الجيش أن يصلي وقت الحرب من القرآن بقراءة الآية 102 من سورة النساء وتفسيرها لما له من أهمية في تثبيت أهميتها في نفسه. وإذا ما فشلت مرة أو مرتين فلا تظهر اليأس من إصلاح ولدك أمامه فذلك يقويه على التمرد، كما أن اليأس من رحمة الله سوء ظن به سبحانه ينافي كمال التوحيد. قال ابن القيم رحمه الله (فمن قنط من رحمته، وأيس من روحه، فقد ظن به ظن السوء). نقطة مهمة أخرى، اربط بين حبك وبغضك لأولادك وبين محافظتهم على الصلاة، فالأحب والأقرب لقلبك هو المصلي، وتقل المحبة بقدر التهاون بالصلاة. واجعل المنافسة بينهم للتقرب منك من خلال هذا الأمر. يفعل الكثير من الآباء ذلك في التفوق الدراسي وعدمه، والصلاة أولى بذلك. الأولاد الصغار لهم طريقة خاصة بالترغيب في الصلاة يمكن أن تستخدمها معهم، اعتماد المكافأة الفورية لأداء كل فريضة بمبلغ من المال أو قطعة من الحلوى أو مرافقتك في مشوار،هذه قد تبدأ بكل فرض، ثم تتطور لكل يوم، ومن ثم لكل أسبوع وهكذا. وهذه كلها تؤدي مفعول السحر في نفس الطفل، وهنا أذكر حادثة لا تزال ماثلة في ذهني منذ ثلاثين عاما خلت، عندما كنا في الصف الثاني الابتدائي رزقنا الله بمعلم كان يبتغي وجه الله في تعليمنا وكانت قضية الصلاة من صميم جهوده التي يبذلها معنا، ومما قام به في سبيل ذلك أنه رغبنا في الدرجات والنجاح لأداء الصلاة، وكان يحثنا على الذهاب للمسجد في صلاة الجمعة ، ومن يذهب فسينال الدرجات، ولن تغيب عن عيني صورتنا ونحن صغار نتسابق لتسجيل أسمائنا عند المعلم ومن ثم نجلس لسماع الخطبة وعند الصلاة تأخذ الشعبة ثلاثة أرباع الصف والمعلم يتوسطنا، رحمه الله وجعل ذلك في ميزان حسناته، فقد كان عمله هذا بذرة نمت وترعرعت في قلوبنا. كما أن الطفل الصغير يحتاج دائما للتذكير بالصلاة عند دخولها، ويجب ألا يتسرب الملل والكلل لنفوس الآباء من ذلك، إضافة لممارسة أسلوب المدح المعتدل للأبناء أما الأهل والأقارب والضيوف، بأن فلانا محافظ على صلاته ولا ينساها. ومهما كان التساهل عند الوالدين موجودا تجاه أبنائهما فيجب عليهما عندما يأمران أولادهما بالصلاة وأن يبدو على وجهيهما غضب لله إذا لاحظا التهاون فيها. وهذا أمر مهم حتى يشعر الولد بكبر الذنب الذي ارتكبه عندما ترك صلاته، مع الاستعانة بالقرآن الذي يبين ثواب المصلين وعقاب المتهاونين فتستقر في أعماق الطفل أهمية الصلاة عند الله سبحانه. مع تقديم نماذج مجتمعية لكلا الحالتين، تبين مكانة المصلي ورقيه في المجتمع، وحياة تارك الصلاة ونظرة الناس له. وإذا كان آخر الدواء " الكي ّ " كما يقولون، فإننا نصل إلى مرحلة أن تضرب ابنك على تركه للصلاة، ويكون الضرب عند بلوغ سن العاشرة كما بينه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم " مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر" وهنا قضية مهمة يجب التنبه لها، فالضرب في هذه الحالة هو تأديبي تعليمي وليس انتقاميا، بمعنى لا يكون ضربا مبرحا يورث النقمة وروح العداء في نفس الولد للصلاة. ولتعلم أيها الأب الكريم أنك إذا مشيت في طريق التعليم منذ البداية بالشكل الصحيح، فلن تصل إلى مرحلة الضرب، فصلاتك أمام ابنك، وحثك له على أدائها منذ أن يكون عمره أربع أو خمس سنين واستمرارك بمراقبته ستصل بك إلى أنه لن يصل إلى عمر عشر سنوات إلا وهو أحرص منك على أدائها. نسأل الله العظيم أن يجعل أبناءنا من مقيمي الصلاة والقائمين عليها إنه سميع مجيب.
__________________
![]() القرآن هذوء النفس إذا ضج المكان و راحتها إذا فقد الحنان حبل طرفه بيدك و آخره بالجنان :014: |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |