الرزق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         كيف تتعامل مع طفلك إذا شاهد محتوى عنيف على الإنترنت؟.. استشاري نفسي توضح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          المدونة الكبرى للإمام مالك رواية سحنون بن سعيد التنوخي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 75 - عددالزوار : 544 )           »          فقهُ الابتلاء في القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          نعمة الإيمان باليوم الآخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حال المؤمن مع الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أحكام العقيقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          اعتناق الإسلام سِرًّا طوال العمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حال المؤمن عند الشدائد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من سيؤهل علماء المستقبل؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          {وما كان ربك نسيا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-12-2025, 01:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,932
الدولة : Egypt
افتراضي الرزق

الرزق

د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري

الحمد لله الذي خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضلَّ بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى، والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى؛ أما بعد أيها المؤمنون:
فقد ضاقت على أُناس في الأيام الماضية أيام الحظر معايشُهم، حين توقفت أعمالهم، فيأتيهم رزقهم من حيث لا يحتسبون، سِلال غذائية تنهال من أهل الجود والخير والإحسان حكومةً وشعبًا، جارٌ فقير فيجتمع أهل الخير من جيرانه لمساندته ومعونته، وعلاج مجاني لكل مصاب بالفيروس، فنادق فاخرة تفتح بالمجان لتضم فئةً من الناس تقرر عزلهم صحيًّا، فتقدم لهم كافة الاحتياجات والخدمات، مراكز صحية تفتح في أوساط البيوت الشعبية لتستقبل كافة المرضى ليحوزوا على العلاج بالمجان، مئات إن لم يكونوا ألوفًا من المتطوعين يجوبون الأحياء ليمدوا يدَ العون والمساعدة، مُعرِّضين أنفسهم للخطر، وأمثلة مشرفة تمثل الجسد الواحد لكافة المسلمين على الأرض الطاهرة المباركة، أليس كلُّ ذلك رزقًا من الرزاق الكريم، ساقه الله وسخَّره بقدرته سبحانه وتعالى؟

أيها المؤمنون: لو سأل الإنسان نفسه من الذي تكفل بمطمعه ومشربه، ومسكنه وصحته خلال هذه الأعوام الطوال، والسنين المِداد، فلا جواب إلا أن يكون قوله تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 60]، وإن الرزق من الرزاق الكريم لَيسعى إلى بني آدم أكثر من سعيِ بني آدم له، وإن الأرزاق مقسومة ومقدَّرة كالآجال، ولو فرَّ الإنسان من رزقه كما يفر من أجَلِهِ، لأدركه رزقه كما يدركه أجله: ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [العنكبوت: 62]، ومع ذلك لا بد للمرء أن يتخذ الأسباب لينال الرزق: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾ [الملك: 15]، و((لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لَرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتعود بطانًا))؛ فمن الذي يسَّر لها لقمة العيش؟ إنه الله الرزاق الكريم.

فلا تتذمر - يا عبدالله - من غلاء تجابهه، ولتبادر بإيقاد شمعة في أحلك الظلام، فسترى النور؛ فالله خير الرازقين.

أيها المؤمنون: ليس الغِنى بكثرة الأموال، وليست الأرزاق بكثرة الأرصدة، فما فائدة الرصيد حين تُسلب البركة منه؟ فربَّ غنيٍّ ثريٍّ تزول بركة ماله في مصاريفَ لم تكن في البال والحسبان، فيفقد الأموال الكثيرة في علاج لمرض ألمَّ به، أو إصلاح خراب ألمَّ بداره، أو بوسائل تنقله، ورُبَّ رجل لا يملك المال الكثير، لكن شملته البركة فيوفر من ماله؛ فالرزق في الصحة والعافية، وصلاح الأبناء، وبركة الأموال والحياة الهانئة، في ظل عبودية الله وحده؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها)).

رزق الإنسان مكتوب قبل ولادته، فلن يحصد الإنسان إلا ما هو مكتوب له، وما هو مكتوب يا بنَ آدم لا تعلمه، فاسعُوا كادحين بلا تقاعس ولا كسل، الرزق له وسائل وطرق لا بد أن يكافح الإنسان ليناله، فالنعيم لا يُدرك بالنعيم، فالسعيُ له شيء محتم لا بد منه، وليس السبيل إلى الرزق وظيفةً ينتظرها الإنسان فقط؛ فكم من مكافح بدأ بأعمال زهيدة، وارتقى حتى صار كيانًا عظيمًا، فالحياة كفاحٌ وتجارِبُ ومشورة لأهل الاختصاص، وسوق العمل لا يمكن أبدًا تقسيمه إلى فئات، وتوزيعه على طبقات، فلا يُقبل أبدًا أن نصنِّف بعض المهن الحياتية اليدوية لفئة من الناس دون فئة، فهذا من التفريق الاجتماعي الوضيع، فرُبَّ صاحب مهارة نقلل في دواخلنا قيمة مهنته، فيفتح الله عليه فيفوق غيره، فإن كانت أعظم وسائل الرزق التعلم والتعليم، لكن قد يحصد الرزق العظيم، والمال الكثير من سعى مجتهدًا مثابرًا، وهو لا يحصد علمًا متخصصًا، وإن كان العلم عونًا ومساندًا بعد الله سبحانه وتعالى، فاكتساب مهارة أيضًا من طرق كسب الرزق، والمهارات ليست مقصورة فقط على الحِرف اليدوية، وإن كانت هي من وسائله، فرُبَّ مهارة تقنية يتعلمها الإنسان، فيفتح الله عليه بابًا عظيمًا من الرزق، ولك - أيها المسلم - أن تُبحر متأملًا في أغنياء، نالوا المفاوِز في هذا الميدان، ويمكن - أيها المؤمنون - أن يتعاون مجموعةٌ من أصحاب الهمِّ الواحد ليكون لهم مشروعًا، يبدأ صغيرًا لينتهي عظيمًا، لكن لا بد أن تكون الثقة والأمانة والمصداقية شعارهم.

أيها المؤمنون: إن السماء لا تُمطر ذهبًا ولا فضة، ولا عيب ولا حرج في أن يتعلم الأبناء السعي للرزق منذ نعومة أظفارهم، حتى يتذوقوا قيمة ما يطلبونه بعرق الجبين وتعب الأجساد، فيحصدوا بذلك أيضًا القضاء على الترف والتواكل، والكسل والفتور، ويشعروا بقيمة الدرهم والدينار: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 30].

ثم اعلموا - عباد الله - أن كثرة الرزق لا تدل على محبة الله، فقد يبسط الرزق على أهل الضلال لعلهم يشكرون نِعَمَ الله عليهم، ويقتر على أهل الإيمان لعلهم يصبرون على بلائهم، وقد عاش رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيرًا يمر عليه الشهر والشهران، ولا يوقد في بيته نارًا، وكان يجوع يومًا ويشبع يومًا صلى الله عليه وسلم، ولو شاء الله لجعل لنبيِّه أمثال الجبال ذهبًا وفضة، فلتصبر يا من يُقاسي الفقر، فلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلًا، وأبْشِرْ بخيرٍ، ففقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا، وهذا لا يعني ألَّا يسعى المؤمن للغِنى بالحلال، فخمسة من العشرة المبشرين بالجنة أثرياء: ساداتنا عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، وعبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم وأرضاهم، كلهم أثرياء فنِعم المال الصالح للرجل الصالح، ولكم أن تحلِّقوا التفكير في أثرياء صالحين في أزمنة غابرة وحاضرة، كم أفاضوا على بلادهم وأوطانهم من خيراتٍ حين أغناهم الله عز وجل!

وأبشِروا - أيها المؤمنون - بغدقِ الرزق في جنات النعيم، لمن حصدها، حتى ولو كان من أفقر عباد الله في دنيا البلاء: ﴿ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا * تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 61 - 63]، نسأل الله من فضله.

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من آيات وحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ إنه غفور رحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله على جزيل النعماء، والشكر له على ترادف الآلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام المتقين، وسيد الأولياء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأتقياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد أيها المؤمنون:
فكما أن للرزق وسائلَ مادية، فله وسائل شرعية، وأول وسيلة للكسب والرزق، وحصول خيرات الدنيا تقوى الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]، عليك بتقوى الله إن كنت غافلًا، يأتيك بالأرزاق من حيث لا تدري.

والعبودية لله، والقرب منه سبحانه وتعالى بفعل الطاعات وسيلةٌ للرزق والخيرات؛ ألم يقل الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]، وقال سبحانه: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]، فطاعة الله عز وجل من أهم وسائل الكسب، كما أن المعاصي سبب للفقر والجوع؛ ألم يقل الله عز وجل: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112]؟ وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن روح القدس نفث في رُوعي، أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجمِلوا في الطلب، ولا يحملنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا يُنال ما عنده إلا بطاعته))؛ ﴿ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [البقرة: 212].

ثم إن من أعظم وسائل الرزق وتكثير الأموال يا عباد الله: الإنفاقَ في سبيل الله؛ ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39]، وقال الله تعالى في الحديث القدسي: ((أنفِق يا بنَ آدم يُنفق عليك))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما نقصت صدقة من مال))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما من يومٍ يصبح العباد فيه، إلا‌ ملَكان ينزِلا‌ن، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلَفًا، ويقول الآ‌خر: اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا))، واليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى، فاليد المعطاءة والعفيفة أحب إلى الله من يدٍ تمد يدها إلى الغير، ومن يتعفف يُعفه الله.

أيها المؤمنون: هنالك فقراء في كل أصقاع الدنيا فلا يخلو بلد من فقير، والواجب - يا عباد الله - أن يتفقد الإنسان أقرباءه وأحبابه من حوله وجيرانه؛ فالأقربون أولى بالمعروف، قد نجد أناسًا يتبرعون بأموالهم لكل بعيدٍ، وينسون فقراء الصدقةُ عليهم لها أجور متعددة؛ أجر الصدقة، وأجر الصلة، وأجر أداء حق الجوار.

و((من أحبَّ - أيها المؤمنون - أن يُبسط الله له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليصِل رحِمه))؛ قالها صلى الله عليه وسلم، ومن أعظم وسائل صلة الأرحام الإنفاقُ عليهم.

ثم اعلموا - يا عباد الله - أن من أعظم طرق استجلاب الرزق دعاء الله عز وجل والطلب منه، في كل صلاة يدعو المؤمن ربه في الجلوس بين السجدتين: ((اللهم اغفر لي وارحمني، واهدني، وعافِني وارزقني))، فهذا هو الباب الوحيد الذي لا شكَّ في إجابة طارقه، كيف لا والله هو خير الرازقين؟ ومن أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كان يدعو بها: ((اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغِنى))؛ [رواه مسلم]، وهذا دعاء إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ﴾ [إبراهيم: 37].

اللهم يا باسطَ اليدين بالعطايا، سبحان من قسم الأرزاق ولم ينسَ أحدًا، فرَزَقَ الجنين في بطن أمه! وسبحان من رزق الطير في الهواء، والسمكة والحوت في ظلمات الماء! سبحان من رزق الحية في العراء، والنملة في الصخرة الصماء! سبحان من لا تخفى عليه الخوافي، فهو المتكفل بالأرزاق! سبحان ذي العزة والجلال مصرِّف الشؤون والأحوال!

صلوا على الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى؛ فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم أعزَّ الإسلام، وانصر المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم وفِّق أئمتنا وولاة أمرنا لِما فيه صلاح البلاد والعباد، وجازِهم خير الجزاء وأوفره على ما قدموه من خدماتٍ جليلة، لكل من يعيش على بسيطة هذه البقاع الطاهرة، اللهم دلَّهم بك عليك، وسخر لهم البطانة الصالحة الناصحة، التي تدلهم على الخير والسداد والصلاح، اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، وارفع عنا البلاء والوباء يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اشفِ مريضنا، وعافِ مُبتلانا، وارحم موتانا، اللهم ارزقنا رزقًا واسعًا طيبًا مباركًا فيه، وارزقنا الهدى والتقى، والعفاف والغِنى، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.75 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]