في حادثة الإفك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         جوجل تعمل على ميزة جديدة تمكنك على استئناف تنزيلات التطبيقات لمدة 24 ساعة بعد إلغائها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مستخدمو واتس اب يعانون من مشكلة الشاشة الخضراء.. ما سببها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          جوجل تختبر تطبيق Gemini المستقل على iOS..أعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          كيفية تفعيل وضع الخصوصية على متصفح جوجل كروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كيفية التحكم في أذونات التطبيقات على هاتفك لحماية خصوصيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شحن أيفون بطيء.. اعرف طريقة شحن 16 iPhone بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مايكروسوفت تطلق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لتطبيق Paint وNotepad (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هواتف Google Pixel تحصل على ميزة جديدة تمكنك من الرد على مكالماتك ومعرفة أسباب المكال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تعرف على خدمة Google Photos لمتابعة نشاط ألبوماتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أزرار مخفية فى هاتفك الآيفون تمنحك سهولة فى الاستخدام والوصول للتطبيقات أسرع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 01-05-2025, 01:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,035
الدولة : Egypt
افتراضي في حادثة الإفك

في حادثة الإفك

نورة سليمان عبدالله

في قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11]، وما تليها من الآيات الكريمة، نزلت في شأن أمنا عائشة رضي الله عنها حين رماها أهل الإفك والبهتان من المنافقين.

ولو تأملناها لوجدنا العجب من الفوائد والعِبر، التي كان وما زال المتدبرون لتلاوتها يستخرجون منها الكثير والكثير من الحِكم الربانية، كيف لا وهو كتاب للأولين والآخرين، وموعظة لعباد الله المتقين؟! وهذه القصة تُعلِّم الأجيال: حقدَ المتربصين، وأهمية حفظ اللسان، والتثبُّت، وعاقبة الصبر، وآداب التعامل.

فالإفك أشنع الكذب وأفحشه، يُقال: أفِكَ فلان - كَضَرَبَ وعَلِمَ – إفْكًا؛ أي: كذب كذبًا قبيحًا.

وحديث الإفك هذا ليس شرًّا، بل هو خير؛ لأنه كشف عن قويِّ الإيمان من ضعيفه، كما فضح حقيقة المنافقين، وأظهر ما يُضمرونه من سوء للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأهل بيته، وللمؤمنين.

قال أبو بكر ابن العربي: "حقيقة الخير ما زاد نفعه على ضره، وحقيقة الشر ما زاد ضره على نفعه، وأن خيرًا لا شر فيه هو الجنة، وشرًّا لا خير فيه هو جهنم"، فنبَّه الله عائشة ومن ماثلها ممن ناله همٌّ من هذا الحديث، أنه ما أصابهم منه ليس شرًّا، بل هو خير على ما وضع الله الشر والخير عليه في هذه الدنيا من المقابلة بين الضر والنفع، ورجحان النفع في جانب الخير، ورجحان الضر في جانب الشر.

فمن الفوائد في هذه الآيات الكريمة:
1- عند تلقِّي أي خبر تراه سيئًا فقل: لعله خير؛ ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11]، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية قصص كثيرة على هذا المعنى؛ فمثلًا: في صلح الحديبية لم يقتنع كثير من الصحابة ببنود الصلح، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا تقول له قريش شرطًا إلا وافق عليه، فخرج المشركون بانتصار صوريٍّ لا يعلمون أنه عليهم لا لهم، وكان الصلح في صالح المسلمين حصرًا لا شيء منه يخدم أعداء الإسلام إلا صيتًا اكتسبوه بأنهم أجبروا النبي وأتباعه على الصلح بشروطهم، وأنهم منعوهم من العمرة ذلك العام، لكن الذي حدث هو عكس ما طمِع فيه المشركون، فجاؤوا مرة تلو أخرى يريدون نقض الصلح، أو تعديل بنوده، لتكون العزة لله ولرسوله والمؤمنين.

وقد قيل: إن ضاقت بك السُّبُلُ، فلا تظن أن الله يمكر بعبده، حرِّك شفتيك بها: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11].

2- لا تخُضْ بما يخوض به الناس، وحلِّل الموقف حتى لا تقع في الإثم ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ﴾ [النور: 11]، والذي يبدأ بالخوض في أعراض الناس له العذاب والعقاب الأكبر والأعظم من الله: ﴿ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11]، فاحذر أن تكون ممن يبدأ بفعل سيئ، أو ينشر شيئًا سيئًا، فيكون عليك وزرك ووزرُ من عمِل بمثل ما فعلتَ أو نشرت.

3- إياك وظنَّ السوء بأخيك المسلم، والتَمِسْ له العذر؛ ﴿ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ﴾ [النور: 12]، ولقد كان بكر بن عبدالله المزني رحمه الله يقول: "إياك من الكلام ما إن أصبت فيه لم تؤجَر، وإن أخطأت فيه أثِمت، وهو سوء الظن بأخيك"، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والظنَّ؛ فإن الظن أكذب الحديث)).

4- دافع عن عِرض أخيك؛ ﴿ وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ [النور: 12]، فمن حق المسلم على أخيه أن يرد غيبته إذا انتقص منه أحد، ويدافع عن عِرضه إذا خُيض فيه، ولو بكلمة يُنتقص بها منه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ فِي الْغَيْبِ، رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).

5- لا تستهِن بالقذف أو الكلمة دون تحرٍّ وتبيُّن، فقد تُكتب عند الله كذَّابًا؛ ﴿ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ [النور: 13]، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)).

6- إن أخطأت وتسرعت في تلقِّي الأخبار الكاذبة، ومدَّ الله في عمرك، فاحمَد الله على رحمته بك، وتُبْ من فعلتك؛ ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 14]، وللتوبة وقبولها شروطٌ؛ وهي:
الأول: الندم على ما وقع منه من السيئات والمعاصي.

الثاني: تركها والإقلاع منها؛ خوفًا من الله سبحانه وتعظيمًا له.

الثالث: العزم الصادق ألَّا يعود فيها.

الرابع: إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوق؛ فلْيُعْطِهِ حقَّه، أو يستحلَّ منه.

7- نزِّه لسانك عن قول البهتان والكذب، وكذلك نزِّه سمعك عن الإنصات لمثل هذه الأكاذيب والشبهات؛ ﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 16]، فينزِّه المؤمن سمعه عن مجرد الاستماع إلى ما يسوء المؤمنين.

8- من يُشِعِ الفاحشة بأي صورة من صورها ويتلذذ بهذا الفساد، فله عذاب أليم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 19]، فمحبة الفجور وشيوع الفواحش في صفوف المؤمنين ذنب عظيم، يؤدِّي إلى العذاب الأليم في الدنيا والآخرة، وفيه حفظ للمجتمعات المؤمنة من شيوع الفواحش فيها.

9- تفكَّر في اسم الله الرؤوف الرحيم؛ الذي لا يُعاجل الناس بالعقوبة، بل يُمهلهم ليتوبوا: ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 20]، فمن رأفة الله بعباده أن يمنَّ عليهم بالتوبة ويوفقهم لها، ويقبلها منهم، ويثبتهم عليها.

10- سبب كل معصية اتباع خطوات الشيطان: ﴿ لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21]؛ لأن الشيطان يسعى هو وجنده في الدعوة إليها وتحسينها.

11- لا تمنع صدقتك عن العاصي والمذنب، فلعلها تُعفه عن الحرام، حتى لو كانت إساءته لك، فقابل - أيها المؤمن - إساءة المسيء بنسيانها، وبمقابلتها بالإحسان: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى ﴾ [النور: 22].

12- ﴿ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا ﴾ [النور: 12] فيها أسمى ألوان الدعوة إلى غرس روح المحبة والمودة، والإخاء الصادق بين المؤمنين، حتى لكأن الذي يظن السوء بغيره، إنما ظنه بنفسه.

نسأل الله أن يفتح لنا في فهم كتابه، ويُلهمنا الصواب، ويرزقنا حسن الاتباع له ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.17 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.54%)]