الليلة الثانية: التعبد بالأسماء والصفات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          قصة المنسلخ من آيات الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          نعمة الأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          (المسيخ الدجال) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عاشوراء بين السنة والبدعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          فضول الكلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          آداب المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          بناء الإنسان قيمة حضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أيها الداعي! اعزم مسألتك وعظم رغبتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أفضل الخلق بعد الأنبياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-04-2025, 03:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,409
الدولة : Egypt
افتراضي الليلة الثانية: التعبد بالأسماء والصفات

الليلة الثانية:

(التعبد بالأسماء والصفات)

عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإن علم الأسماء والصفات هو أصل الدين وسرُّ العبودية؛ قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: فإن معرفة هذا أصل الدين وأساس الهداية، وأفضلُ ما تكتسبه القلوب وحصَّلته النفوس، وأدركته العقول، فكيف يكون ذلك الكتاب، وذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أفضلُ خلق الله بعد النبيين، لم يحكموا هذا الباب اعتقادًا وقولًا؛ (الحموية 196).

قال ابن القيم رحمه الله: وهذه طريقة الكُمَّل من السائرين إلى الله، وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].

والدعاء بها يتناول دعاءَ المسألة ودعاءَ الثناء ودعاءَ التعبد، وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويُثنوا عليه بها ويأخذوا بحظهم من عبوديتها؛ (مدارج السالكين 1 /455).

ومن طرق الوصول الى التعبد بالأسماء والصفات:
التأمل في الأسماء والصفات، وفَهْم معانيها والتدبر فيها:
وهذا ما أرشد إليه قول النبي صلى الله عليه وسلم الحديث المتفق على صحته: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»، وإحصاء الأسماء إنما يكون بإحصاء ألفاظها وعددها، وتفهُّم معانيها ومدلولاتها، وبالدعاء بها بنوعَي الدعاء: دعاء المسألة والثناء، ودعاء التعبد.

التأمل في مفعولات الله وآياته الكونية:
وهذا باب عظيمٌ من النظر؛ حثَّ عليه الرب الكريم في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [يونس: 101]، وقوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 185].

التأمل في نِعم الله ومِنته على العبد:
قال ابن القيم رحمه الله: فهذا الباب يدخل منه كلُّ أحد إلى محبَّته سبحانه وتعالى، فإن نعمته على عباده مشهودة لهم، يتقلَّبون فيها على عدد الأنفاس واللحظات؛ (طريق الهجرتين (519 /520).

وإذا تأمل العبد نعم الله عليه أوصَله ذلك إلى أن يتعبد بأسماء الله: البر والمحسن والكريم، ونحوها من الأسماء الدالة على لُطف الله وكرمه وبرِّه بعبده، فيتعبَّد الله بما تقتضيه تلك الأسماء من الحياء والحب لله، والاتصاف بموجب هذه الأسماء الكريمة.

النظر في الآيات الشرعية والأحكام الربانية:
القرآن الكريم كتاب الله، وقد تجلى الله تعالى فيه لعباده بصفاته؛ (الفوائد لأبن القيم رحمه الله 99).

فمن تأمل كتاب الله ساقه إلى الله، وعرَّفه عظيمَ فضله وكمال صفاته، وجمال أفعاله، وهذا الطريق من أعظم الطرق الموصِّلة إلى التعبد وأكملها، وقد حث على ذلك القرآنُ الكريم حينما أمر بالتدبر عمومًا؛ قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ﴾ [النساء: 82]، وقوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

اسم الله الأعظم:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بريدة الأَسْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ»، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى»؛ رواه الترمذي 3475، وقال الألباني: صحيح، رحمهم الله تعالى.

عِظم ثواب من أحصى أسماء الله تعالى:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ»؛ متفق عليه.

من آثار التعبد بالأسماء والصفات:
محبة الله، سرور القلب بمحبة الله، الخشية والهيبة، اليقين والسكينة والطمأنينة، الرضا، التوكل، الدعاء، الإخلاص، التلذذ بالعبادة، خِفة العبادة بسبب لذتها.

اللهم وفِّقنا لطاعتك والعمل بسُنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم؛ إنك على كل شيء قديرٌ، وبالإجابة جديرٌ؛ انتهى من كتاب: (التعبد بالأسماء والصفات)؛ لوليد الودعان.

وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.32 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]