وقفة مع قول الله تعالى : { أياما معدودات .. } - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 541 - عددالزوار : 23819 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5372 )           »          حدث في الثامن من ذي القعدة 669 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف نحصن شبابنا من الآراء الشاذة؟؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خلاف العلماء في حكم استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء الحاجة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من مائدة الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 9620 )           »          الفرع الأول: أحكام اجتناب النجاسات، وحملها والاتصال بها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من قام من نومه فوجد بللًا في ثوبه هل يجب عليه الغسل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحديث الرابع والعشرون: حقيقة التوكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تفسير سورة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 11-03-2025, 10:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,672
الدولة : Egypt
افتراضي وقفة مع قول الله تعالى : { أياما معدودات .. }

وقفة مع قول الله تعالى : { أياما معدودات .. }


رمضان شهر كريم، وفرصة غالية يجب استغلالها في تكثير الحسنات، والتقرب إلى رب السموات، بجميع أنواع النوافل والطاعات، وفي هذه المادة بيان منزلة صيام رمضان؛ يقول الله تعالى:
{أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184].

كان الصيام قبل فرض شهر رمضان ثلاثة أيام من كل شهر، فنسخ ذلك بشهر رمضان، كما قيل في تفسير قوله تعالى: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ}؛ فممن قال بذلك من الفقهاء: عطاء، فعن ابن أبي نَجِيح، عن عطاء قال: كان عليهم الصيامُ ثلاثة أيام من كل شهر، ولم يُسمِّ الشهرَ أيامًا معدودات. قال: وكان هذا صيام الناس قبل، ثم فرض الله - عز وجل - على الناس شهرَ رمضان.. وأيضًا ذكره قتادة.

وقال آخرون: إنما عنى الله - جل وعز - بقوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 183، 184]: أيامَ شهر رمضان، لا الأيامَ التي كان يصومهن قبل وُجوب فرض صَوم شهر رمضان.. وهو الأصح في معنى الآية.

تفسير الآية[1]:
{أَيَّامًا} نُصب بالصيام أو يصوموا مقدَّرًا {مَعْدُودَاتٍ}؛ أي: قلائل أو مؤقتات بعدد معلوم، وهي رمضان، كما سيأتي، وقلله تسهيلاً على المكلفين {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ} حين شهوده {مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ}؛ أي: مسافرًا سفر القصر وأجهده الصوم في الحالين فأفطر {فَعِدَّةٌ} فعليه عدة ما أفطر {مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} يصومها بدله {وَعَلَى الَّذِينَ} لا {يُطِيقُونَهُ} لكبَرٍ أو مرض لا يرجى برؤه {فِدْيَةٌ} هي {طَعَامُ مِسْكِينٍ}؛ أي: قدر ما يأكله في يومه، وهو مد من غالب قوت البلد لكل يوم، وفي قراءة بإضافة فدية، وهي للبيان، وقيل: لا غير مقدرة، وكانوا مخيرين في صدر الإسلام بين الصوم والفدية، ثم نسخ بتعيين الصوم بقوله: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185]، قال ابن عباس: إلا الحامل والمرضع إذا أفطرتا خوفًا على الولد، فإنها باقية بلا نسخ في حقهما {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} بالزيادة على القدر المذكور في الفدية {فَهُوَ}؛ أي: التطوع {خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا} مبتدأ، خبره {خَيْرٌ لَكُمْ} من الإفطار والفدية {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أنه خير لكم فافعلوه.

تعريف الصيام:
الصيام في اللغة: الإمساك؛ ومنه: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} [مريم: 26].

وفي الشرع: إمساك مخصوص، في زمن مخصوص، من شخص مخصوص، عن أشياء مخصوصة. إمساك بنية ما بين الليلين عن الأكل والشرب والجماع، وما يقوم مقامها كالاستمناء والحجامة ونحو ذلك.

والأشياء المخصوصة: مفسداته كما يأتي.
من شخص مخصوص: هو المسلم العاقل المميز الذي ليس بحائض ولا نفساء.

(صوم رمضان أحد أركان الإسلام) الخمسة، وهو أحد مبانيها العظام فرضيته مدنية لم يفرض إلا بالمدينة، وكذلك الزكاة ذات الأنصاب، بخلاف فريضة الصلاة فإنها مكية كما تعلمون، (فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات) وكان قبل فرضية رمضان مفروض صيام يوم عاشوراء، فنسخت فرضيته وبقي على الندب فقط.

معاني الكلمات[2]:
• أيامًا معدودات: تسعة وعشرون أو ثلاثون يومًا بحسب شهر رمضان.

• فعدة من أيام أخر: فمن أفطر لعذر المرض أو السفر فعليه صيام أيام أخر بعدد الأيام التي أفطر فيها.

• يطيقونه: أي: يتحملونه بمشقة؛ لكبر سن، أو مرض لا يرجى برؤه.

• فدية طعام مسكين: فالواجب على من أفطر لعذر مما ذكر أن يطعم على كل يوم مسكينًا، ولا قضاء عليه.

• فمن تطوع خيرًا: أي: زاد على المُدَّين، أو أطعم أكثر من مسكين، فهو خير له.

• وأن تصوموا خير: الصيام على من يطيقه ولو بمشقة خيرٌ من الإفطار مع الطعام.

من هداية الآية:
1- فرضية الصيام، وهو شهر رمضان.

2- الصيام يربي ملكة التقوى في المؤمن.

3- الصيام يكفر الذنوب؛ لحديث: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه».

4- رخصة الإفطار للمريض والمسافر.

5- المرأة الحامل أو المرضع دل قوله: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ} أنه يجوز لهما الإفطار مع القضاء، وكذا الشيخ الكبير فإنه يفطر ولا يقضي، والمريض مرضًا لا يرجى برؤه كذلك، إلا أن عليهما أن يطعما عن كل يوم مسكينًا بإعطائه حَفنتي طعام، كما أن المرأة الحامل والمرضع إذا خافت على حملها أو طفلها أو على نفسها أن عليها أن تطعم مع كل صوم تصومه قضاءً مسكينًا.

6- في الصيام فوائد دينية واجتماعية عظيمة، أشير إليها بلفظ: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [3].

[1] تفسير الجلالين (1 / 38).
[2] أيسر التفاسير؛ للجزائري (1 / 160).
[3] أيسر التفاسير؛ للجزائري (1 / 161).
_________________________________________
الكاتب: محمد أحمد عبدالباقي الخولي









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.82 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]