أبو هريرة يتمخط في الكتان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          5 حاجات إياكِ تحطيها على سطح الحمّام عشان يفضل دايما منظم ونضيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طريقة عمل الفطير الشامى فى البيت بخطوات بسيطة.. دلعى أولادك بطعم حكاية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-01-2025, 04:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,531
الدولة : Egypt
افتراضي أبو هريرة يتمخط في الكتان

أبو هريرة يتمخَّط في الكَتَّان

عبدالله بن محمد بن مسعد

ليس كل الناس يُقدِّر النعمة التي تفَضَّل الله بها عليه؛ بل إن هناك من تُطغيه إلى أن يرى نفسه فوق غيره من الناس، ولا يعرف قدرها، ولا يشكر مانحها، والكثير منهم يتمتع بها دون معرفة لقدرها، ويعتقد أن ما يعيشه هو أمر معتاد نشأ عليه، ويرى غيره من الناس يعيشونه، ومن ثم فلا مزية له، وليس هناك ما يدعوه للتأمل في وضعه، ومقارنته بوضع غيره ممن لم يحظوا بما حظي هو به.

وفي بداية العهد النبوي كان الكثير من الصحابة في شظف من العيش وقلة زاد، فلم تُفتح لهم الدنيا إلَّا بعد سنوات من هذا العهد المبارك، فهذا أبو هريرة يقف في طريق أبي بكر يتظاهر بأنه يسأله عن آية، ومراده الحقيقي أن يطلب منه أبو بكر أن يتبعه إلى بيته ليُطعِمه، ولما لم يفعل ومرَّ عمر بن الخطاب قال له ما قال لأبي بكر وحصل معه نفس الموقف، إلى أن مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم، وعرَف ما في وجهه من الجوع فهو -أي أبو هريرة- يقول: إن كنت لأعتمد على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشُدُّ الحجر على بطني من الجوع. نعم، لقد بلغ أثر الجوع من أبي هريرة مبلغه، وفي حادثة أخرى يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه تمرًا فيعطي كل إنسان سبع تمرات، ومنهم أبو هريرة الذي يقول: إن إحداهن حشفة لم يكن فيهن تمرة أعجب إليه منها شدَّت في مضاغي. يا للعجب! فقد أُعجب بها؛ لأنه طال مضغه لها؛ ليباستها، ثم هو بعد ذلك وخلال سنوات قليلة، وبعد أن كثر الخير، وفُتِحت عليهم الدنيا، يلبس ثوبينِ ممشقينِ من كَتَّان، ويتمخَّط في أحدهما قائلًا: "بخ بخ! أبو هريرة يتمخط في الكَتَّان، لقد رأيتني وإني لأخِرُّ فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه سلم إلى حجرة عائشة مغشيًّا عليَّ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون، ما بي إلَّا الجوع". نعم، ما به إلَّا الجوع آنذاك وهو اليوم يلبس الكَتَّان؛ بل وأكثر من ذلك يتمخط فيه، ويقول هذه العبارة العميقة الدلالة التي توحي بالتغير من حال إلى حال لإنسان يعي معنى هذا التغير وما يستلزمه من معرفة لقدر النعمة، فالأمر لا يقتصر على أنه كان في حال صعبة، ثم انتقل منها إلى حال اليسر فقط، ولكنه يعني أن هناك عملًا يستلزمه هذا الانتقال وهو شكر المنعم، لم يكن أبو هريرة في نظري وهو يقول هذه العبارة يرمي إلى التفكُّه أمام أصحابه؛ ولكنه يرمي إلى إظهار ما أنعم الله به عليه بعبارة لطيفة تحمل المعاني السامية لما يجب أن يكون عليه الإنسان المسلم عندما يُنعِم الله عليه.

وهذا الموقف من أبي هريرة يُذكِّرنا بموقف آخر من صحابي يعتبر من أثرياء الصحابة، ومع ذلك لم يُنسِه هذا الثراء ما كان عليه بعض أصحابه الذين يعرف حالهم جيدًا، ألا وهو عبدالرحمن بن عوف الذي قُدِّم له الطعام وتذكَّر ما كان عليه حال بعض الصحابة، فقال: أُعطينا من الدنيا ما أُعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عُجِّلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.

إن الإنسان ليعجب من تلك النفوس السامية التي تعي ما يجب أن يكون عليه حال المسلم عندما يكون في وضع معاشي طيب يختلف عن وضع غيره من بعض الناس، وما يستلزمه هذا الوضع من تبعات تترتب عليه.

إن عبارة أبي هريرة هذه تهدينا إلى نتيجة حتمية، وهي أن ثراء الإنسان المادي في الحياة الدنيا مهما بلغ مقداره، فليس له وزن حقيقي في ميزان الآخرة إلّا ما أنفق منه ابتغاءَ نفعه في هذه الدار، فكثير من أولئك الصفوة لم يعيشوا ولو جزءًا يسيرًا مما يعيشه الأثرياء في مختلف العصور.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.66 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]