إضاءة: المقومات الأساسية للحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 959 - عددالزوار : 121097 )           »          الصلاة دواء الروح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          يكفي إهمالا يا أبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          فتنة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حفظ اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التحذير من الغيبة والشائعات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          قصة سيدنا موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-01-2025, 05:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,460
الدولة : Egypt
افتراضي إضاءة: المقومات الأساسية للحياة

إضاءة: المقومات الأساسية للحياة

د. عوض بن حمد الحسني


الحمد لله المنعم، صاحب الفضل والكرم والوجود، القائل في كتابه العزيز: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، محمد بن عبدالله، عليه أفضل صلاة وأتم تسليم، القائل صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله)؛ رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

فلله الحمد على نِعَمه التي لا تُعد ولا تُحصى، فلماذا البعض منا مع وجود هذه النعم تجده ناقمًا على نفسه قبل غيره، غير متلذذٍ بها؟

فأرى أن المشكلة التي وُلدت لدى البعض منا ضعف الشعور بوجود هذه النعم التي بين أيدينا، ومنها ما مقومات للحياة الأساسية؛ كـ(المكان الآمن - الصحة - قوت اليوم وليس الغد)، تكمُن في معايشة هذه النعم في ظل امتداد الأعين هنا وهناك بما عند الآخرين من النعم التي ربما هي أعظم وأوسع وأجمل وأكبرُ وأكثر... إلخ، لذلك وجَّه الله النبي صلى الله عليه وسلم، وهو توجيه لأمته من بعده بالنظر إلى النعم التي بين الأيدي، واستشعار نعمة الواهب لها، وعدم التطلع لما لدى الآخرين من النعم التي تفوق ما لدينا؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 131].

فإذا زاد امتداد النظر والطمع فيما عند الآخرين، ضعف شعورنا بالنعم التي بين أيدينا، بل يتلاشى ذلك الشعور الضعيف الذي كان سابقًا بتلك النعم؛ حتى ينعدم ذلك الشعور في الأصل، فتجد البعض منا ناقمًا نفسيًّا على نفسه قبل غيره، على أن هذه النعم لغيره وليس عنده في ظنه منها شيء، مع أنه يمتلك هو مِن النعم مقومات الحياة الكريمة التي يتمناها مَن لا يمتلكها في الأصل، أو لا يمتلك كمالها العددي وليس الكمي؛ قال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح آمنًا في سِربه، عنده قوتُ يومه، معافًى في جسده، فكأن الدنيا حُيزت له بحذافيرها)...

ولكن مَن يستحضر هذه المقومات، ويتخيَّل أن الدنيا يَملكها ومجوهراتها ونعيمها، هي بين يديه عندما تكون هذه الثلاثة حاضرة بين يديه، وإذا نقص منها واحدًا تعكَّرت لذةُ الحياة والاستمتاع بها، حتى ولو كان لديها من البقية أضعافٌ مضاعفة من النعم، فهل مَن يُصبح خائفًا في سربه - أي في بيته ونفسه - يتلذَّذ بشيءٍ ما؟! وهل مَن يصبح مريضًا في نفسه يتلذَّذ بشيء من البقية؟! وهل من يصبح مُعدمًا لا يجد قوت يومه الكافي لنفسه وأهل بيته، يتلذَّذ بشيء من البقية؟

وما سوى ذلك فهو نعيمٌ زائد، بعد توفُّر وجود تلك المقومات الثلاثة التي نصَّ عليها الحديث النبوي على صاحبه أفضل صلاة وأتم تسليم.

جعلنا الله لنعمائه من الشاكرين، الشكر القولي والفعلي، ﴿ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7]، فجعلنا الله وإياكم وكلَّ عزيز وحبيب ومسلمٍ ومسلمةٍ في العموم - من أهل المزيد في الدنيا والآخرة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.57 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]