قيمة الجمال في الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 785 - عددالزوار : 118058 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 39962 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366400 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-11-2024, 05:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,161
الدولة : Egypt
افتراضي قيمة الجمال في الإسلام

قيمة الجمال في الإسلام ( 1/2)




د. علي الأصبحي


إن الجمال قيمة من القيم الإسلامية التي نطقت بها الآيات في الكتابين المسطور والمنظور كليهما، فالمتأمل في الكتاب الأول يجد تصويرا بديعا لقيمة الجمال في سياقات مختلفة، ومثله في السنة النبوية المبينة لما جاء فيه مجملا، أما كتاب الكون المنظور فزاخر بالصور الجمالية المنثورة على صفحاته االناطقة، لدرجة يمكن القول معها أن الكون كله يعد لوحة وآية للجمال، لكن هذه القيمة -مع مرور الزمن- تأثرت بالمؤثرات الثقافية، والعوامل الاجتماعية، ونحت الزمن في مدلولها حتى أصبح استعمالها في سياقات غير السياق الذي وضعت له أول مرة، ونقلت دلالته الأصلية إلى دلالات فرعية لا تستقيم، بل كان الضغط –شديدا- في اتجاه قصر مدلوله على ما يثير الشهوات والغرائز، وهو حق أريد به باطل، فما حقيقة الجمال إذن؟ وما مدى عناية الإسلام به؟ وما مظاهره؟ وأية علاقة بين جمال الظاهر والباطن؟

فحقيقة الجمال في معناه العام، كل قول أو فعل أو صورة تأخذ بلب الإنسان السوي الإحساس بعد أن تنفذ إلى أعماقه وتلامس شغاف قلبه، والإحساس بالجمال والميل إليه شيء فطري ما لم تكل العين ويمرض القلب، وإلا تراءت الأشياء على غير حقيقتها على حد قول الشاعر:

ويرى الشوك فــي الــورود ويعمـى أن يـــرى فوقهــــا النــدى إكلـيـــــلا

وعلى غير ما يتصور الكثير من الناس عبر تاريخنا الإسلامي؛ فإن قيمة الجمال كانت موضع عناية عز نظيرها، يظهر ذلك واضحا في تأكيد النصوص الشرعية -قرآنا وسنة- على العناية بالجمال باعتباره قيمة أساسية، سواء تعلق الأمر بجمال الظاهر كالمأكل والمشرب والملبس والمركب والبيوت وأفنيتها، والطرق وفضاءاتها، والأكوان وبهائها، أو جمال الباطن المتمثل في تطهير القلوب من الشرك، والتحلي بمكارم الأخلاق من حياء وصدق وأمانة وبر وإحسان وغيرها، وبحكم هذه الثقافة السائدة للحياة العامة في كنف الإسلام، اكتسب الإنسان في ظلها ذوقا رفيعا، ونفسا مرهفة، تنشرح لمظاهر الجمال، وتنقبض لمنظر القبح والقذارة، ولا غرو أن عد الرسول صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الإيمان بضع وسبعون –أو بضع وستون- شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان"[1]؛ لكون نظافة الطريق أبهج لنفوس السالكين، وأنقى للنسيم، ووسيلة للوقاية من انتشار الأوبئة، كما أرشد الرسول الأكرم إلى الجزاء الذي أعده الله لمن يتمتع بالحس الجمالي قائلا: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخره فشكر الله له فغفر له"[2]. وكل ذلك مستمد من شيوع قيم الجمال المترسخة في الحياة الثقافية للمجتمع الإسلامي، والمنبثقة من جمال الطبيعة التي أبدعها الباري عز وجل على غير مثال، والتي يعيش الإنسان بين أحضانها ويقلب نظره بين آياته فيها في كل لحظة من اليوم والليلة، حيث قال عز من قائل: "بديع السماوات والاَرض" [سورة البقرة، جزء من الآية: 117].

وقال سبحانه واصفا جمال الأرض مخصصا: "اِنا جعلنا ما على الاَرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا" [سورة الكهف، الآية: 7]، كما قال –أيضا- في وصف جمال السماء: "ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين" [سورة الحجر، الآية: 16]، وهكذا لم يترك التصوير القرآني مظهرا من مظاهر الجمال الظاهر والباطن إلا صوره في أجمل صورة، وأبرزه في أبهى حلة.

لكن على الرغم من عناية الإسلام بقيمة الجمال على مستوى الظاهر والباطن؛ فإن المسلمين لم يعطوا هذه القيمة ما تستحق من العناية فهما وتطبيقا، يدل على ذلك درجة ضمور تآليفهم وإنتاجاتهم في المجال الجمالي، مقارنة بإنتاجاتهم واهتماماتهم بالقيم الأخرى التي أشبعت بحثا ولو على المستوى النظري، ما يؤكد التراجع عن الفهم السليم للجمال الذي ساد قرونا وقرونا، ولا زالت معالم الحضارة الإسلامية في شتى مجالاتها العمرانية والثقافية شاهدة على رسوخ هذا النوع من القيم في حضارتنا الخالدة، فهلا عادت أمتنا إلى إحياء تراثها القيمي وتجديده حتى تعود إليها حياتها الطيبة التي لا عوج فيها ولا ضنكا.

-------------------------------

1. أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة رقم: 58.

2. أخرجه الإمام البخاري، رقم: 652.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.74 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]