|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفات تربوية من أحاديث خير البرية (1) الاستعاذة من الفتن الأربع
روى الشيخان واللفظ لمسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي اله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ». من أقرب ما يتقرب به العبد لربه أن يدعوه بفقره إليه، وأن يستشعر العبد ضعفه بين يدي ربه، ويستحضر أنه لا منجا ولا ملجأ منه إلا إليه، وهو ما تمثله كلمة التعوذ التي تجسد صورة العبد الهارب من هلاكه، وكيد أعدائه إلى جناب ربه لاجئا مستجيرًا. إِنِّي بُلِيتُ بِأَرْبَعٍ مَا سُلِّطُوا إِلا لأَجْلِ شَقَاوَتِي وَعَنَائِي إِبلَيْسَ وَالدُّنْيَا وَنَفْسِي وَالْهَوَى كَيْفَ الْخَلاصُ وَكُلُّهُمْ أَعْدَائِي فأعداء الإنسان من نفسه التي بين جنبيه وهواه وميوله، والشيطان المتربص به ليوقعه في معصية الله، والدنيا التي تحاصره بفتنها، لا طاقة للإنسان لمواجهتها إلا بمدد من الله وإعانة وإحاطة واكتناف، فلا مناص من الهرب والفرار إلى الله. الاستعاذة أحد أنواع الدعاء والاستعاذة هي أحد أنواع الدعاء الذي جعلته الشريعة أسرع الأبواب لإجابة الله للعبد وانفتاح أبوابه أمامه، قال -تعالى-: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، ولا يرد القضاء سوى الدعاء، وكل ما يعرف عن الدعاء من ترغيب في المداومة عليه وترهيب من التقصير فيه ينطبق على الاستعاذة، فكما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدعاء هو العبادة»، سيكون التعوذ من العبادة أيضا؛ لأنه نوع من الدعاء، وهو أحد أسباب دفع القضاء الذي يخافه العبد، ويستعين بالدعاء لرده، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ» متفقٌ عليه». فلابد من المداومة عليه والاستشعار الدائم لمعناه العميق. تعددت تعوذات النبي - صلى الله عليه وسلم وقد تعددت تعوذات النبي - صلى الله عليه وسلم - فشملت أمور الدنيا والآخرة، فقد تعوذ من الأمور الأربعة في حديثنا، وتعوذ أيضًا من العجزِ والكسلِ، والجُبنِ والبُخلِ، والهَرمِ، وضَلَعِ الدَّينِ ومن الجوع والخيانة، وغَلبةِ الرِّجالِ وقهر الرجال، وتعوذ من القسوةِ، والغفلةِ، والعيْلةِ، والذلةِ، والمسكنةِ، والفقرِ والكفرِ، والفسوقِ والشقاقِ والنفاقِ، والسمعةِ والرياءِ، ومن الصممِ، والبُكمِ، والجنونِ، والجُذامِ، والبَرَصِ، وسيِّئِ الأسقامِ، وتعوذ من علمٍ لا ينفعُ، ومن قلبٍ لا يخشعُ، ومن نفسٍ لا تَشبعُ، ومن دعوةٍ لا يُستجابُ له، وتعوذ من التردِّي والهدْمِ والغرقِ والحرقِ، وتعوذ من تخبط الشيطان عند الموت، ومن الموت مبرا يوم الجهاد، ومن الموت بلدغ العقارب، وتعوذ من زوال نعمة الله تحول عافيته ومن فجاءة نقمته ومن سخطه -عزوجل. التعوذات الأربع والحديث الجليل الذي بين أيدينا جاء في بعض رواياته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم أصحابه هذه التعوذات الأربع كما يعلمهم السورة من القرآن لشدة عنايته بهن وحرصه على تحفيظهم إيَّاها والعمل بها، كما أن تكرار هذه الاستعاذات الأربع خمس مرات على الأقل في اليوم والليلة دليل على خطورة هذه الأمور، ولزوم الاستحضار الدائم لها والاحتياج لتوفيق الله في مقابلها، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ بهن رغم أنه معاذ ومعصوم إظهارا للفقر والعبودية والخضوع لله، وليكون قدوة لأمته فعلا وتشريعا. الوظيفة العملية للصلاة ونلحظ أن ختام الصلاة بهذا الدعاء يربطها بالحياة الدنيا والآخرة في آن واحد، فهو حلقة ربط بينها وبين الممارسة الفعلية لمواجهة فتنة المحيا ثم فتنة الممات بغرض اتقاء عذاب القبر وعذاب جهنم وفتنة الدجال، فيكون هذا الدعاء مذكرا بالوظيفة العملية للصلاة وهي النهي عن الفحشاء والمنكر. المعالم العقائدية وقد حوى الحديث عددا من المعالم العقائدية كإثبات عذاب القبر ونعيمه ووجوب الإيمان به؛ لأنه أول منازل الإيمان باليوم الآخر وإثبات خروج المسيح الدجال، وأن فتنته من أعظم الفتن التي تمر على الخلق منذ آدم. فوائد فقهية ومما فيه من الفوائد الفقهية استحباب الدعاء قبل التسليم لقوله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الموضع: «ثم ليتخير من المسألة ما شاء»، وفيه استحباب هذه التعوذات الأربع بالذات استحبابا شديدا وهو قول الجمهور من أهل العلم، بل ذهب بعضهم لوجوبها. أهمية التعوذ من الفتن كما أن فيه التنبيه على أهمية التعوذ من الفتن فهي تحيط بالإنسان منذ بداية خلقه إلى لحظة موته، كلما زالت فتنة أعقبتها أختها، وليست الفتن شرا دائما بل منها ما يكون خيرا إذا صبر العبد وثبت فيها، فيزداد بها الذين آمنوا إيمانا، وتكون شرا على ضعاف الإيمان وتنقية للصف المسلم منهم. فتنة المحيا والممات ونص الحديث على فتنة المحيا والممات على وجه الخصوص، ففتنة المحيا هي كل ما يتعرض له الإنسان في كل لحظات حياته من الكفر والشرك والبدع والشهوات والشبهات، وما يمر به من الأقدار خيرها وشرها. معنى فتنة الممات وفتنة الممات لها معنيان:
الاستحضار الدائم للموت والاستحضار الدائم للموت ولما بعده من فتن في هذه الموضع من الصلاة متناسب مع قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أكثروا من ذكر هاذم اللذات»، فيكون اليوم الآخر ومنازله دائمة موجهة لسلوك المسلم كلما خرج من الصلاة. فتنة المسيح الدجال ويجدر بنا أن نهتم بما ورد في الحديث من التعوذ من فتنة المسيح الدجال، وقد أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه رجل من بني آدم يخرج في آخر الزمان قرب الساعة على الناس بخوارق عظيمة ويدعوهم لعبادته فيتبعه جل الخلق، إلا من عصمهم الله وبصرهم، ولنوضح معنى كلمة «المسيح»:
معاني غريب الكلمات
اعداد: الشيخ: محمد الباز
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |