|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() السفر أم البقاء في بلدي أ. رضا الجنيدي السؤال: ♦ الملخص: طبيب في حيرة بين أمرين؛ الأول: السفر لأجل العمل، والثاني: البقاء في بلده والصبر على مشروعه الخاص، وكلا الاختيارين له مميزاته وعيوبه، ويسأل: ما الرأي؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم. أنا طبيب، قضيت سنوات التخصص في بلدي، ولأجل الخوض في مغامرات الحياة، واكتساب خبرات جديدة؛ تركت العمل في مؤسسة حكومية، وأنشأت عيادة خاصة لي، لكن دائمًا المشاريع تحتاج إلى وقت وصبر، وتحتاج أيضًا إلى المال، لحين نجاح المشروع، وهنا بدأت أمرُّ بضوائق مالية، لكنها لم تكن شديدة، ثم عُرض عليَّ عقد عمل في دولة عربية لمدة ثلاث سنوات، العقد جيد، يسهِّل لي أمور حياتي مستقبلًا في حال أردت إكمال تعليمي في مجال أعلى مما أنا فيه، أما مشروع عيادتي، فقد لا يحقق لي ما أريده، لديَّ زوجة، وطفل، ووالداي، وإخوتي، إن سافرت فلا بد أن أسافر وحدي، وإن بقيتُ فلا أعلم مدى نجاح مشروعي، ولديَّ اختيار العودة إلى المؤسسة الحكومية التي كنت أعمل بها، والتي لا توفر لي دخلًا جيدًا يكفي حاجياتي ومصاريفي، كما أنني لا يمكنني الاستمرار في عيادتي مع عملي في تلك المؤسسة، استشرت أصدقائي ومن لهم خبرة في المجال، وكانوا قسمين؛ القسم الأول: أشار عليَّ بالسفر؛ فالحياة في بلدي صعبة، وتحتاج وقتًا وجهدًا طويلًا، ولا تدري هل تنجح العيادة أم لا، وقد لا تأتي فرصة السفر مرة أخرى، والقسم الثاني: أشار عليَّ بالبقاء والصبر لحين نجاح العيادة؛ لأنني بدأت فيه، ومن الخطأ أن أتركه في بدايته، ولأن السفر سيُفقدني موقع العيادة الذي عرفه الناس، أنا في حيرة من أمري، فمشروعي لا يحقق ما أطمح إليه من الدراسة، والسفر دون الأهل أمر صعب، وقد استخرتُ، والأمور تسير في الاتجاهين، وبقِيَ القرار على عاتقي، أشيروا عليَّ، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: أسأل الله عز وجل أن يوفِّقك لِما فيه الخير لك ولأسرتك، وأن يكلل جهودك بالفلاح والتميز في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك ممن يمارسون مهنة الطب كعبادة يتقربون بها إلى الله عز وجل، ويثقِّلون بها موازينهم. بالنسبة لقرار السفر لقد أحسنت صنعًا حين بدأت بالاستخارة؛ ففيها كل الخير بإذن الله، فأمور الغيب تخفى عنا، ولا يعلمها إلا الله عز وجل، ونحن بالطبع لا يمكننا الحكم على هذه الأمور، ولكن يمكننا أن نستعين بالله عز وجل، وأن نستخير ليختار الله لنا ما فيه صلاح أمورنا، وأنت استخرت بالفعل، وما زال الأمر يسير في اتجاهين، إذًا عليك أن تجلس مع نفسك جلسة هادئة، ثم تقوم بجمع مميزات السفر للخارج، ومميزات البقاء في بلدك، ثم مساوئ كل اختيار، ومن ثَمَّ بعد ذلك اختَرِ الأقل ضررًا، والأكثر نفعًا، واعلم أنه لا بد من بعض التضحيات، فلا يوجد اختيار يحمل داخله مميزات كاملة، وتختفي منه العيوب والمساوئ بشكل كامل، ولكن يوجد اختيار جيد، واختيار أفضل من الجيد. وأنا أرى من تجارب الحياة - والرأي أولًا وأخيرًا لك - أن فرصة السفر في وضعك الحالي قد تكون هي الأفضل بإذن الله عز وجل، وقد يكون فيها الكثير من الخير لك ولأسرتك، وإن استطعت بعد السفر أن ترسل إلى زوجتك وابنك ليكونا معك، فهذا هو الأفضل حتى إن كلفك هذا جزءًا من راتبك؛ فاستقرار الأسرة، وإعفاف نفسك وزوجتك، وتوفير بيئة نفسية جيدة لطفلك هو الأهم والمقدَّم في كل الحالات، وإن تعذر ذلك، فيمكنك أن تسافر لفترة قصيرة حتى تستقر أمورك المادية، ثم تقوم بجمع شمل الأسرة من جديد، ولكن احرص في هذه الحالة على التواصل المستمر مع زوجتك وطفلك، والاهتمام بوالديك وبرهما والعناية بهما، حتى وأنت في سفرك، وخذ قرارًا من البداية ألَّا تستغرق في عملك في الغربة إن صعب عليك أن تجتمع في هذا البلد بأسرتك؛ حتى لا يمر العمر فإذا بك قد كبُرت سنك، وحرمت نفسك من التمتع بأبنائك وزوجتك، وحرمتهم منك من أجل النجاح في العمل. خلاصة القول: اجتهد في أن تنجح وتصنع لنفسك اسمًا مميزًا في مجالك، ولكن دون أن تنسى أنك في المقام الأول زوج وأب وابن، ولا تنسَ أن تجلس مع زوجتك وتتناقش معها في أمر سفرك بشكل يرضيها نفسيًّا في أمر ابتعادك عنها، واحرص على أن يكون سفرك باتفاق بينكما، وبعدم كراهية من زوجتك للأمر. أسأل الله أن يبارك فيك، ويبارك لك في كل ما رزقك، وأن ييسر لك طريق الخير ويرضيك به.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |