حياتي تتمناها كل فتاة لكن بلا روح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 874 - عددالزوار : 119470 )           »          الوصايا النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 8862 )           »          البشعة وحكمها في الشريعة الإسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الألباني.. إمام الحديث في العصر الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 4 - عددالزوار : 1197 )           »          لا تقولوا على الله ما لا تعلمون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نصائح وضوابط إصلاحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 50 - عددالزوار : 21978 )           »          اصطحاب الأطفال إلى المساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صلة الرحم ليس لها فترة زمنية محددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الدعاء بالثبات والنصر للمستضعفين من المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الأسباب المعينة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-09-2023, 10:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,281
الدولة : Egypt
افتراضي حياتي تتمناها كل فتاة لكن بلا روح

حياتي تتمناها كل فتاة لكن بلا روح
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل

السؤال:
الملخص:
امرأة متزوجة تقول: إنها تحيا حياة تتمناها أي فتاة من الناحية المادية، لكنها تشكو إهمال زوجها لها، وإهانته لها، وترغب في الطلاق، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:
أنا أمٌّ لطفلتين، متزوجة منذ سبع سنوات، زوجي شخص جيد جدًّا؛ حيث إنه يوفِّر جميع متطلبات الحياة، أنا عاملة، وأنفق جُلَّ راتبي على نفسي وعلى أطفالي، وفي الأعم الأغلب لا أطلب من زوجي مصروفًا، وقد أصبح معتادًا عدم إعطائي مصروفًا.


مشكلتي أن زوجي لا يحترمني، ويهملني، وقليلًا ما يأتي البيت (يأتي كل شهرين)، وأصبح فقط يأتي عندما يريد معاشرتي الزوجية، أيضًا عندما أناقشه بموضوع معين، فإنه يرى ذلك قلة احترام، ولا يسمح لي بمناقشة عيوبه، وهو ضعيف ومتردد في اتخاذ القرارات، كما أنه يهينني ويضربني ضربًا غير مبرح، واليوم أصبح يهددني بالزواج الثاني؛ فنفرت منه بشدة، وأصبحت لا أبالي بوجوده نهائيًّا، وبرزت فكرة الطلاق عندي بوضوح، مع أنني أعيش في بيت جميل وحياة تتمناها أي فتاة، لكن روحي لا ترغب فيه، ولا أرغب في أي إصلاح لما بيننا؛ لأنه لا تفاهم بيننا وكلما مرت السنون، تتفاقم المشاكل أكثر، بمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.



الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص رسالتكِ المتناقضة في معلوماتها هو:
١- زوجكِ جيد جدًّا.

٢- وتعيشين في بيت جميل وحياة تتمناها كل فتاة.

٣- وزوجكِ يوفر جميع متطلبات الحياة.

٤- ثم بعد كل هذا الثناء تتناقضين وتقولين: إنه لا يُعطيكِ مصروفًا، ويضربك، ويُهينكِ!

إذًا أين ذهب الكلام عن توفيره متطلبات الحياة، وعن أنه جيد جدًّا، وعن أن البيت الجميل وعن أن كل فتاة تتمنى مثل هذه الحياة؟!

٥- ذكرتِ أنكِ موظفة وتصرفين على نفسكِ وعلى أولادكِ، وأن زوجكِ تعوَّد على إنفاقكِ فلم يعد ينفق عليكم، وهذا أيضًا متناقض مع ما سبقه.

٦- ذكرتِ أنكِ تعانين من قلة تقديره واحترامه لكِ.

٧- تقولين أنكِ تجدين منه اللامبالاة، وعدم قدرته على اتخاذ القرارات، وأنه لا يسمح بالكلام في عيوبه ولا بالنقاش، وأنه يَعتبر ذلك تعييرًا له.

٨- أصبح يهددكِ بالزواج من الثانية.

٩- بدأتِ تشعرين بالنفرة منه وتفكرين في الطلاق.

١٠- ولا تريدين الإصلاح، وتشعرين بأنه لا يوجد تفاهم بينكما نهائيًّا، وهذا أيضًا متناقض مع الثناء السابق.

فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: لا بد أن تُفَكَّ أسباب التناقض الحاد الموجود بشكواكِ: هل هو مثلًا كان فترة إيجابيًّا، ثم تغير، أو أن السبب كفرانُكِ للعشير، أو أنكِ أسأتِ الأدب معه، أو أغلظتِ القول له فقال ما يفِلُّ الحديد إلا الحديد؟

وعلى كل حال انظري في نفسكِ: إن كان هو الذي تغير، ففي الغالب لا بد من أسباب من عندكِ؛ مثل: الذنوب وإساءة الأدب والتعالي عليه، وإن كان السبب هو كفرانكِ للعشير، ومثاليتكِ الزائدة، فتخلصي منها؛ وتذكري الحديث الآتي: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أضحى - أو فِطْرٍ - إلى المصلَّى، فمرَّ على النساء، فقال: يا معشر النساء، تصدَّقْنَ؛ فإني أُريتُكنَّ أكثرَ أهل النار، فقلن: وبمَ يا رسول الله؟ قال: تكْثُرن اللعن، وتكْفُرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهبَ لِلُبِّ الرجل الحازم من إحداكن، قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلِّ ولم تصُمْ؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها))؛ [متفق عليه].

ثانيًا: ذكرتِ عيوبًا في زوجكِ ولم تذكري شيئًا عن أسلوب تعاملكِ معه، ويبدو من فحوى رسالتكِ أنكِ أيضًا تتعاملين معه بغلظة وتعالٍ، وتشعرين بالتفضل عليه؛ لأنكِ موظفة وتنفقين، فانتبهي لنفسكِ فلا يوجد رجل في العالم يقبل بإهانة زوجته له، ولا بتعاملها النِّدِّيِّ معه، ولا بالتسلط على قوامته عليها، ومحاولة سلبها منه.

ثالثًا: الحياة الزوجية الناجحة مبنية على أسس شرعية من الاحترام المتبادل، وقوامة الرجل قوامة تشريفٍ وتكليف، وخضوع المرأة للرجل في المعروف، فإذا اختلَّت هذه المعايير أو بعضها، حلَّت المصائب والاختلافات والطلاق.

رابعًا: الله سبحانه جعل الحياة الزوجية السعيدة سكنًا ومودة ورحمة؛ قال عز وجل: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، ولا يمكن توفر ما سبق مع استمرار سوء الظن والتعالي وكفران العشير.

خامسًا: ما أنفقتِهِ سابقًا على نفسكِ وزوجكِ وأولادكِ احتسبيه عند الله سبحانه، ولكن انتبهي لا تَمُنِّي على زوجكِ بإنفاقكِ فيحبطَ أجركِ، وتوغري صدره عليكِ، ولكن قد تكونين أنتِ التي عوَّدتِهِ على تقاعسه عن الإنفاق بسبب إنفاقكِ الكامل سابقًا.

سادسًا: طلبكِ الطلاق في غير محله؛ فالطلاق كلمة سهلة على اللسان لكنه خطب جسيم ومزعج جدًّا للزوجة ولأبنائها مستقبلًا، وصدِّقيني قد تندمين عليه ندمًا شديدًا جدًّا، وتتمنين ولو ربعَ رَجُلٍ؛ يعني: رجل معه ثلاث نساء، أو في رجل لا يساوي رُبُعَ رجلٍ في دينه وخلقه.

سابعًا: وبدلًا من طلب الطلاق، أكْثِري من الآتي:
الدعاء.
الاستغفار.
الاسترجاع.
الصدقة.

محاسبة نفسكِ على ذنوبكِ، وعلى أخطاء تعاملكِ مع زوجكِ وتصحيحها.

مناصحة زوجكِ من قِبل عقلاء العائلتين.

ثامنًا: الحياة كلها لا تخلو من منغصات، وحلُّها الصبر والمصابرة لا التهور؛ قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

تاسعًا: يبدو أنكِ حادة الطبع، سريعة الغضب، ضعيفة الصبر، أرى ذلك كله واضحًا في ثنايا رسالتكِ؛ فاستعيذي بالله منها كلها، كم دمرت من بيوت، وشتَّتت شمل أسر! واعملي بالحديث الآتي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَيْسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ؛ إِنَّمَا الشَدِيدُ الَّذِي يَمْلِكِ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ))؛ [متفق عليه].

عاشرًا: يبدو أن لأخلاقكِ مع زوجكِ دورًا كبيرًا في كل ما شكوتِ منه أو معظمه؛ فراجعي نفسكِ وهذبي أخلاقكِ.

حفظكِ الله، ورزقكِ حسن الخلق والرفق، وأعاذكما من نزغات الشياطين.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.05 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]