الخوف من الزواج

[ابوالوليد المسلم]

الخوف من الزواج
أ. هنا أحمد

السؤال:
♦ الملخص:
فتاة ترفض من يتقدمون إليها؛ فهي تنظر إلى قريباتها اللائي فشَلن في زواجهن، كما أنها قليلة الجمال، ومصابة بالأنيميا، وترى أنه لا بد أن تقول لخطيبها كل ذلك عنها، وهذا يؤرِّقها ويُخيفها، وتسأل: ما الرأي؟

♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم.


أنا في مقتبل العشرينيات من عمري، يتقدم لي الكثير من الخُطَّاب، ولكني أرفض بسبب الخوف، مع أنني أريد أن أتزوج وأكوِّن عائلة، لكن أغلب قريباتي قد مررنَ بمشاكل في زواجهن، وأغلبها انتهت بالطلاق، كما أنني لست جميلة بصورة كافية، فأنا نحيفة وشعري خفيف، وليس جميلًا، وغير ذلك من أمور تؤرقني، كضعفي بسبب الأنيميا، وكوني مشعرة الجسد، هل عندما أتشجع وأخطب هل سأقول له عن عيوبي تلك؟ أعلم أنني قد أكون مبالِغة في الأمر، لكنها أمور تؤرقني كثيرًا، كما أني أحب الوضوح والصراحة.



الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فعندنا في مصر مثلٌ يقول: "كل فولة ولها كيال"، والناس تضرب هذا المثل بكثرة في مثل هذه المواقف، ومعناه في مثل هذا الموقف، أن لكل فتاة شاب يراها مناسبة له ويرضى بها، يراها جميلة، قد يريدها نحيفة، أو مُمْتَلِئة البَدَن، قد يكون رأى فيكِ ما لم يَرَهُ غيره، بل ربما رأى فيكِ ما لم تَرَه عيناكِ.

الجمال نسبي، فهناك من يحب السمراء، وآخر يحب البيضاء، وثالث يعجبه الشعر القصير، وآخر يريدها ذات شعر طويل، كل فولة ولها كيال.

يتقدم لكِ بعض الخطَّاب لأنهم يرونكِ مناسبة، قبِلوا بجمالكِ ورضوا به، فلماذا تعذبين أنتِ نفسكِ؟!

الأنيميا هي مرض فقر الدم أو نقص الهيموجلوبين، وليس بالضرورة أن يظهر هذا على الإنسان بشكل ضعف ونحافة، فالإرهاق هو السمة الأكثر ظهورًا على هؤلاء المرضى، وربما أنكِ تقصدين أنكِ نحيفة وضعيفة لسبب مرضيٍّ، وقد اعتاد الكثير من الناس وصف حالة هذا الشخص بالأنيميا.

فإن كان الأطباء قد أخبروكِ بأنكِ مصابة بالأنيميا، فلا شك أنهم وصفوا لكِ العلاج، فالزمي العلاج حتى يمُنَّ الله عليكِ بالشفاء، والعلاج متاح.

السؤال: لماذا تستسلمين لهذه الأمراض ولا تحاولين علاجها؟ فالغالب أنه يمكن علاج ضعف البدن والشعر، ليس الأمر بالعسير؛ بالتغذية السلمية، والرياضة، والبعد عن القلق والإرهاق النفسي بالأفكار المتشائمة، يمكن إصلاح ما تعانين منه.

وكل النساء ينمو في أجسادهن الشعر بدرجات متفاوتة، وهذا حلُّه يسير، وتعرفه كل فتاة وامرأة، ولا أظنكِ تعدمين أمًّا أو أختًا أو حتى صديقة تشاركينها مخاوفكِ، وتسألينها عما يؤرقكِ.

فالتمسي العلاج عند الأطباء والمشورة عند الأهل والأصدقاء.

وكما أنكِ لاحظتِ زيجات كثيرة فاشلة بين قريباتكِ، فهناك زيجات ناجحة أيضًا، فلماذا رأينا هذه ولم نَرَ تلك؟!

ولعلكِ لاحظتِ أن هناك فتياتٍ أقل جمالًا منكِ قد تزوجن وأنجبن، ويعشن حياة زوجية ناجحة.

الإحجام بسبب الخوف من الفشل هو أول مراحل الفشل.

فإذا فرضنا أنكِ التمستِ العلاج ولم يُفلح، وهذا شيء أعرف جيدًا أنه مستبعد للغاية في هذا الزمان، مع التقدم الكبير في الطب، وخاصة في علاج مثل هذه الحالات، فلا مانع من أن تخبريه بكل شيء، بل هذا أفضل لكِ، ويمكن أن تراكِ أمه أو أخته وتصفكِ له، ليس في هذا عيب طالما أنكِ تحبين الصراحة والوضوح.

يسر الله لكِ أمركِ، ورزقكِ بالزوج الصالح.