|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() زوجي يقول إنه مسحور الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل السؤال: ♦ الملخص: امرأة طلَّقها زوجها مرتين، ثم ادَّعى أنه مسحور، وهي تبكي ليلَ نهارَ، وتسأل: ما الحل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. منذ فترة أرسلت إليكم أن زوجي تغير فجأة بعد طفلي الأول، وضربني، وطلقني لأسباب تافهة جدًّا، ورفض أن يبعث مصروفًا لي ولطفله، وقبل شهر شكَّ بي رغم أنني متدينة جدًّا، وألبَس حجابًا شرعيًّا بفضل من رب العالمين؛ إذ اتهمني أني أضاحك الشباب في الشارع، وعدَّد لي ستة أو سبعة أشخاص لا أذكرهم، فغضِبتُ وبكيت ونمت أنا وطفلي بالغرفة المجاورة، ثم مرت خمسة أيام دون أي جدال، فجأة جاء وسألني ببرود أعصاب: ستنامين هنا الليلة؟ أجبتُهُ: نعم، ولم يكن هناك أي بوادر أنه غضبان، فقال بكلِّ هدوء: اذهبي لأهلكِ؛ أنتِ طالق، كانت هذه الطلقة الثانية وأنا حامل، وبعد فترة قال: إنه ذهب لشيخٍ، وأخبره أنه مُصابٌ بالسحر، وسيتم معالجته، أبكي يوميًّا على نفسي وعلى طفلي، وأبكي لأن جميع أقاربي عرفوا تفاصيل القصة، والجميع يتدخل ويعطيني نصائحَ، وأنا لا أتمالك نفسي دائمة البكاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد: فيبدو واضحًا جدًّا من مشكلتكِ أن زوجكِ به شيء ما لا أستطيع الجزم به؛ فقد يكون مريضًا نفسيًّا، وقد يكون عنده وسواس، وقد يكون...، لكن هذا الشيء الذي به هو الذي يؤدي للتصرفات غير الطبيعية؛ ولذا فالحل بإذن الله هو الآتي: الأول: وهو الأعظم والأقوى؛ كثرةُ الدعاء مع قوة الإيمان واليقين؛ قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. الثاني: كثرة الاسترجاع؛ قال تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157]. الثالث: كثرة الاستغفار؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]. الرابع: رُقية زوجكِ بالرقية الشرعية عند راقٍ ثقة، وليس عند مُخرِّفٍ. الخامس: عرضه على طبيب نفسي. السادس: تقوية إيمانكِ بالقدر، وأن ما أصابكِ خير لكِ، وتكفير لخطاياكِ، ورفع لدرجاتكِ، كل هذا إذا صبرتِ واسترجعتِ؛ قال سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [التغابن: 11]. السابع: إذا علمتِ بما سبق، فلماذا تستسلمين للأحزان والبكاء التي لن تَرُدَّ عنكِ مصيبة، بل تزيدكِ همًّا وغمًّا وحزنًا؛ وتذكري الحديث الآتي: روى مسلم بإسناده إلى أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ مسلمٍ تُصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156]، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخْلِفْ لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها، قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أيُّ المسلمين خيرٌ من أبي سلمة؛ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: أرسل إليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبَ بن أبي بلتعة يخطُبُني له، فقلت: إن لي بنتًا وأنا غَيورٌ، فقال: أما ابنتها، فندعو الله أن يغنيَها عنها، وأدعو الله أن يذهب الغَيرة))؛ فاصبري وأكثري من الاسترجاع؛ ليُعوِّضَكِ الله بالسكينة وطمأنينة القلب، ثم الفرج بإذن الله؛ إما بزوجكِ، أو بخير منه. حفظكِ الله، وفرَّج كربتكِ، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |