|
|||||||
| ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
آداب تلاوة القرآن عطاءات العلم تمهيد: التلاوة: قراءة القرآن الكريم وتجويده وترتيله بتفكر وتدبر، لاتباع أوامره والاهتداء بهديه، والابتعاد عن مناهيه ومحظوراته[1][2][3][4]، ومن آداب التلاوة، الإخلاص، الطهارة، السواك، الاستعاذة، البسملة[5]، ومن الآداب أيضاً، السجود في موضع التلاوة[6]، التزام هيئة الأدب والتذلل[7]، عدم إطالة العهد بالختمة[8]، الوقوف عند رؤوس الآيات[9]، التدبر[10]، عدم قطع الآية[11]، عدم الجدال في القرآن بالباطل، وغيرها. التعريف الإفرادي: التلاوة لغةً: مصدر تلا الشيء يتلوه، وهذا المصدر مأخوذ من مادة (ت ل و) التي تدل بحسب وضع اللغة على معنى واحد هو الإتباع، يقال: تلوته إذا تبعته، ومنه تلاوة القرآن لأن القارئ يتبع آية بعد آية، ويختلف مصدر الفعل (تلا) باختلاف الشيء المتلو، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ﴾[12][13][14]. التلاوة اصطلاحاً: قراءة القرآن الكريم وتجويده وترتيله بتفكر وتدبر، لاتباع أوامره والاهتداء بهديه، والابتعاد عن مناهيه ومحظوراته، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون ﴾[15][16][17][18][19]. القرآن لغةً: مصدر قرأ يقرأ قراءةً أو قرآناً[20]، واتفق العلماء أن لفظ القرآن اسم وليس فعل ولا حرف، وشأنه شأن الأسماء في العربية، إما أن يكون جامداً أو مشتقاً[21]. القرآن اصطلاحاً: هو "كلام الله المعجز[22]، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته"[23]. آداب تلاوة القرآن: 1- الإخلاص لله سبحانه وتعالى: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا يوم القيامة عمن تسعر بهم النار، وهم ثلاثة، فمنهم: قارئ للقرآن، والسبب ولا شك في تسعير النار به يوم القيامة هو أنه لم يكن من الذين أخلصوا لله سبحانه وتعالى في ذلك، ولذلك هؤلاء الثلاثة الذين تسعر بهم النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: (إن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعى به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب، قال: فماذا عملت بما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله له: بل أردت أن يقال: فلان قارئ فقد قيل ذلك، أخذت أجرك في الدنيا، ثم يسحب إلى النار) والعياذ بالله، فلابد من الإخلاص لله سبحانه وتعالى في التلاوة. 2- الطهارة: من آداب تلاوة كتاب الله العزيز كذلك أن يتلوه على طهارة، ولا شك أن تلاوته على طهارة أفضل، وإن حصل الخلاف بين أهل العلم في حكم الطهارة لتلاوة القرآن ولمس المصحف، أما بالنسبة للتلاوة فلا شك أن مجرد التلاوة بدون مس المصحف لا يشترط لها الطهارة، بمعنى زوال الحدث الأصغر والأكبر معاً، وإنما إذا كان على جنابة لا يقرأ حتى يغتسل وعذره يزول، بخلاف عذر الحائض التي تمكث وقتاً لا تستطيع أن تزيل عذرها بيدها، ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر) لاشك أن أعلى ما يتطهر له هو كلام الله تعالى، قال الجويني رحمه الله: "لكن تجوز القراءة للمحدث حدثاً أصغر؛ لأنه صح أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يقرأ مع الحدث)، لكن هذا الحديث ليس بمعروف، والذي ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه، ومن هنا قال بعض العلماء: ما دام أنه كان يذكر الله على كل أحيانه، فقراءة القرآن من ذكر الله. ولذلك يرى بعضهم جواز قراءة القرآن للجنب، لكن الأحوط أن الجنب لا يقرأ القرآن، والأفضل أن يتطهر الإنسان لقراءة القرآن، والراجح للحائض أنه يجوز لها قراءة القرآن لكن دون مس المصحف، فإن احتاجت إلى مسه بخشبة أو بقلم أو بقفاز أو بخرقة ونحو ذلك فلا مانع[24]. 3- التسوق: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الصحيح: (إن أفواهكم طرق للقرآن، فطيبوها بالسواك)، وقد جاء عدد من الأحاديث في هذا الموضوع، فمن ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا تسوك أحدكم ثم قام يقرأ طاف به الملك يستمع القرآن حتى يجعل فاه على فيه، فلا تخرج آية من فيه إلا في في الملك)[25]، وهذا الحديث صححه الشيخ ناصر الدين الألباني وغيره، ومن فوائد السواك للقراءة: • أنه لا يخرج من فم قائم الليل المصلي الذي يقرأ القرآن آية إلا دخلت في فم الملك. • أن الملك يضع فاه على فم قارئ القرآن، القائم في الليل[26]. 4- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم: لأن الله تعالى قال: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم ﴾[27]، ومعنى ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ ﴾أي: إذا أردت القراءة، قال بعض أهل العلم: يجب التعوذ عند قراءة القرآن لظاهر الأمر، وجمهور العلماء على استحباب ذلك، ومن أفضل الصيغ: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه) كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والاستعاذة ليست آية من القرآن، ولذلك لا ترتل ترتيلا، وإنما تقال: بصوت عال، فإذا بدأ يقرأ رتل الترتيل المعروف، وميز صوته بالتلاوة، ومن فوائد الجهر بالتعوذ: 1- إظهار شعار القراءة. 2- أن السامع ينصت للقراءة ويعلم ماذا سيقوله القارئ وأن بعده قرآن. قال ابن الجزري رحمه الله: المختار عند أئمة القراءة الجهر بها، وقال بعضهم: يسر بها، وعلى أية حال، إذا تعوذ يسمع نفسه، وأما إذا كان جماعة في مقام التعليم يقرءون، فتعوذ الأول وقرأ ثم توقف ليقرأ الثاني، فلا يجب إعادة الاستعاذة، لأن القراءة هنا في حكم المتصلة، فلا يجب إعادة الاستعاذة من القارئ والثاني والثالث وهكذا[28]. 5- البسملة: أن يحافظ على قراءة البسملة أول كل سورة غير سورة براءة، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف انقضاء السورة وابتداء السورة التي تليها بالبسملة، إلا في موضع واحد وهو ما بين الأنفال وبراءة، فإن الصحابة تركوهما بغير بسملة بينهما، لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ولم يبين لهم، هل براءة والأنفال سورة واحدة أم لا؟ فلو وضعوا البسملة صارت سورتين منفصلتين، وإذا لم يضعوا البسملة في بداية السورة توهم الناس أنهما سورة واحدة، فتركوهما بهذا الشكل الموجود الآن. وبما أن البسملة آية فالسنة ألا توصل بما بعدها، فيستعيذ بالله ثم يتوقف، ثم يقرأ البسملة ويتوقف، ثم يشرع في قراءة الآيات أو السورة، وبما أن البسملة هي في بداية كل سورة، فإذا بدأ من وسط سورة، فإنه يكتفي بالاستعاذة فقط[29][30]. 6- الترتيل: لأن الله قال: ﴿ ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ﴾[31]، ونعتت أم سلمة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قراءة مفسرة حرفاً حرفاً، وفي البخاري عن أنس أنه سأل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مدا، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد الله، أي المد الطبيعي حركتين، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم، وفي الصحيح عن ابن مسعود: أن رجلاً قال له: إني أقرأ المفصل في ركعة واحدة، فقال: أهذا كهذ الشعر، ينكر عليه، أي الإسراع بالقراءة: إن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع، وفي الأثر عن ابن مسعود كما أخرجه الآجري: لا تنثروه نثر الدقل أي التمر الرديء ولا تهذوه كهذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكون هم أحدكم آخر السورة، والترتيل للتدبر يعين عليه، وهو أشد تأثيرا في القلوب، وعلماء القراءة يذكرون أن مراتب الإسراع والبطء في القراءة أربعة: 1- التحقيق. 2- التدوير. 3- الترتيل. 4- الحدر. والترتيل: هو الموافق لنص كتاب الله تعالى، والإنسان قد يكون في موضع يريد فيه أن يسرع شيئا ما، وفي موضع يريد فيه أن يبطئ شيئا ما، قد يريد مراجعة حفظ سورة مثلاً فيسرع، وقد يريد أن يتدبر أو يبحث عن شيء فيتمهل، فهذه المسألة تعود للمصلحة الشرعية، وقد يريد أن يلقن تلميذاً أو صغيراً فيتمهل معه في الأداء، وقد يريد أن يقرأ لنفسه فيكون أسرع، أما المبالغة في البطء الموجودة في قراء الإذاعات وغيرهم مما تنفر منه أسماع الناس، فلا شك أن هذا تكلف مقيت، وقد نهينا عن التكلف[32][33][34]. 7- تفخيم التلاوة: ومن آداب تلاوة القرآن كذلك تفخيم التلاوة وهو: أنه لا يقرأه بصوت كصوت النساء إذا كان رجلاً مثلا، وإنما يفخمه إذا كان رجلاً، ويقرأ كل شخص بطبيعته، الرجل بطبيعته، والمرأة بطبيعتها، وإنما المقصود أنه لا يتشبه بالنساء، أو بميوعة في الكلام عند تلاوته، وممن ذكر ذلك الزركشي رحمه الله في كتابه البرهان. 8- الاجتماع لمدارسه القرآن: ومما يتعلق كذلك بآداب التلاوة الاجتماع لتلاوته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) فالاجتماع لتلاوة القرآن ومدارسته من السنن والمستحبات العظيمة، ولا يعني قوله: (يتلون كتاب الله) أي: يتلونه بصوت واحد، كما لا يعني قوله: (يتلون كتاب الله) أي: كل واحد يقرأ وراء الآخر مقطع مقطع، كما يفعل كثير من الناس، لأنه قد ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم، أنهم كانوا إذا جلسوا أمروا واحدا منهم أن يقرأ ويستمع الباقون. أما طريقة الإدارة في التلاوة، أي: أن يقرأ كل واحد مقطع ثم يقرأ الآخر فهذه طريقة مكروهة، وبعضهم يقول مبتدعة إلا في مقام التعليم، أي: التعليم عند شيخ يأمر شخصاً أن يقرأ ثم يأمر الآخر وهكذا الثالث والرابع في التحفيظ، مثلاً يسمع الأول ثم الثاني ثم الثالث، لكن إذا اجتمعوا مجموعة في المسجد أو في غيره، ما هي السنة؟ أمروا واحدا منهم أن يقرأ، مثل أن يكون أنداهم صوتا، أو أفضلهم قراءة، والباقون يستمعون. 9- تحسين الصوت بالقراءة: لقوله صلى الله عليه وسلم: (حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا)، وفي رواية: (حسن الصوت زينة القرآن) وكلاهما حديثان صحيحان عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتحسين الصوت: تجميله، وتزيينه، والاعتناء به، والإبداع فيه[35] [36][37][38][39]. وكذلك من آداب التلاوة: أن يتغنى بالقرآن، وهذا تابع لما ذكرناه قبل قليل من تحسين الصوت به، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن)، وكذلك حديث: (ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يتغنى به) فالتغني بالقرآن من آداب التلاوة ومستحباتها، وهذا معنى التغني: تحسين الصوت[40][41]. 10- عدم الجهر بالقراءة على الآخرين: فيرفع صوته، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: (ولا يجهر بعضكم على بعض بالقرآن؛ لئلا يكون ذلك سبيلا إلى التشويش)[42][43][44]. 11- قطع القراءة عند النعاس والتثاؤب: ومن آداب التلاوة أنه إذا نعس كف عن القراءة، لحديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع) أي: يذهب وينام حتى لا يخلط القرآن بغيره، أو تلتبس عليه الآيات، فيقدم ويؤخر، أو يهذي ويذكر حروفا ليست فيه ونحو ذلك مما يفعله النعسان، فإذا نعس فعليه أن يذهب وينام[45][46]. 12- الاعتناء بالسور التي لها فضل: فيكثر من قراءتها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة فإنه من قرأ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد 1 اللَّهُ الصَّمَد 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد3 وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد4 ﴾[47]، في ليلة فقد قرأ في ليلته ثلث القرآن، وفي رواية أنه قال: احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ثم قرأ عليهم سورة: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد * اللَّهُ الصَّمَد * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد ﴾[48]، إذا: المتابعة والاعتناء بالآيات والسور التي فيها فضل عظيم يكون مما ينبغي لتالي القرآن الكريم. 13- عدم القراءة في الركوع أو السجود: لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، ألا وإني نهيت أن أقرأ القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم، ومن أسباب هذا وعلته ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله من أن الركوع والسجود من مواضع الذل، فلا ينبغي أن يقرأ القرآن في مواضع الذل، وإنما فيه تسبيح الله سبحانه تعالى. وذكر أهل العلم أنه إذا قرأ شيئا من القرآن في الركوع أو السجود وأتى بدعاء من القرآن بقصد الدعاء، فإنه لا بأس به، كأن يقول: ﴿ وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ﴾[49]، أو قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾[50]، أو قوله تعالى: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾[51]، ونحو ذلك مما ورد من الأدعية في القرآن على سبيل الدعاء فلا بأس به. 14- الصبر على الصعوبة في القراءة: وكذلك من آداب التلاوة أن يصبر الشخص الذي يجد صعوبة في التلاوة عليها، مثل العآمّي الذي يتعب في القراءة؛ لأنه لم يدرس ذلك أو لم تتهيأ له الفرصة لذلك، أو الشخص الذي في لسانه شيء، أو في تركيبة أسنانه شيء، قد يكون يشق عليه القراءة فيصبر على ذلك وأجره عظيم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ وهو عليه شاق له أجران، فلو صبر على هذه المشقة وحاول أن يتعلم ما استطاع فلا شك أنه يؤجر أجرا عظيما. 15- ألا يقرأ القرآن في أقل من ثلاثة أيام: لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) كما روى ذلك أبو داود والترمذي وابن ماجة، عن ابن عمر مرفوعا، لكن قد يبحث الإنسان عن دليل معين، فيستعرض القرآن في ذهنه استعراضا، كما فعل الشافعي رحمه الله فقد استعرض القرآن كله في ليلة يبحث عن دليل الإجماع، فهذا لا يسمى تلاوة وبالتالي نطبق عليه أحكام التلاوة، وآداب التلاوة، فنقول: لابد من الترتيل ونحو ذلك. وإنما هذا استعراض يستعرضه في ذهنه يبحث عن شيء معين، فتمر الآيات بسرعة في مخيلته، ولذلك لو أنه لم يحرك لسانه ولم يجر النفس لا تعتبر قراءة، ولا يؤجر عليها أجر القراءة، كما يفعل بعض الناس خطأ في الصلاة، فإنهم يطبقون شفاههم، ولا يحركون ألسنتهم، ولا يجري النفس بالقراءة ولا يسمع نفسه، فهذه الحالة لا تعتبر قراءة، ولا يعتبر أنه قرأ الفاتحة، وهذا استعرض الفاتحة في ذهنه استعراضا فقط، وإذا حصل شيء من أجل استعراض أو من أجل مراجعة حفظ معين لشيء معين، فلا ينطبق عليه النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث [52].
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |