|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل أطلب الطلاق؟ أ. أسماء حما السؤال: ♦ الملخص: امرأة متزوجة من رجل مطلِّق، ولم تنجب منه، كثُرت بينهما المشاكل، فهو لا يهتم بها، ويتحكم بها كثيرًا، ويفتعل المشاكل، ومع أنه تغيَّر للأفضل، فإنها قد كرِهت الحياة معه، وتريد الطلاق، وتسأل: ما النصيحة؟ ♦ التفاصيل: تزوَّجت منذ خمس سنوات من رجل مطلق وليس له أبناء، ولم أُنجب منه، كان متأثرًا جدًّا بسبب زواجه السابق، فكان يتصيد أخطائي في بعض الأمور؛ كتنظيف المنزل أو في أسلوبي معه، منذ أربعة أشهر كان يبحث عن زواج مسيار، لكنه انصرف عن هذا الأمر، حياتي معه كئيبة يتخللها الملل، فهو يسافر كثيرًا، ويهملني، فلا يخرج معي إلى أي مكان كالمطاعم مثلًا، ولا يأخذني معه سَفَراته، ومع أنني لا أقصِّر معه في شيء، وكان قد شرط عليَّ كي أسافر معه أن أصير نَحيفةً، ويقول: (انحفي وتسافرين معي)، فكرهت شكل جسمي لأجل ذلك، علمًا أن النظرة الشرعية كانت بنفس جسمي، ومع ذلك صرت نحيفة، وصار جسمي جميلًا، لا يمدحني ولا يهتم بي، ولا يهتم ببيتنا ولا بأن يجدد أثاثه، ويتشاجر معي على أتفه الأسباب، ويحبِسني أسبوعين بالبيت جراء أي مشكلة، ورغم قرب أهلي مني، فإنه يرفض أن أذهب إليهم، ويجلب الهدايا لأخواته، ولا يتذكرني بأي هدية، مستواه المادي عاديٌّ، أحيانًا يعطيني مصروفًا، وأخرى لا يعطيني، وقد وقفت إلى جانبه كثيرًا، وأقمت مع أهله حتى يشفى، ويردد كثيرًا أنه لن ينسى وقفتي معه، وغيَّر أسلوبه معي للأفضل، لكن قلبي لم يعُدْ يتحمل، وأرى حياتي عند أهلي أفضل، أرجو توجيهكم، وجزاكم الله خيرًا. الجواب: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخت الفاضلة، نرحِّب بكِ في شبكة الألوكة، ونشكر لكِ انضمامكِ لها، داعين الله تعالى أن يُسدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ. أما بعد: فالزواج "رابط شرعي للشعور المبني على الفكرة بين جنسين ذكر وأنثى من نفس النوع البشري"؛ كما عرَّفه د. عبدالرحمن ذاكر، وقد أورد الله عز وجل في كتابه العزيز دعاء الصالحين: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، فالزواج والارتباط مع شريك تتَّحد معه الروح لا يغني عنه حب الوالدين، ولا حب الولد، وفكُّ هذا الارتباط والطلاق ليس بأمرٍ هيِّنٍ. وقبل أن نجيبَ على سؤالكِ: هل الموضوع يوصل للطلاق؟ أسئلة كثيرة سوف أطرحها عليكِ أختي الفاضلة: لماذا أنتم متزوجون منذ خمس سنوات ولم تُنجبوا أطفالًا؟ لماذا لم يُنجب زوجكِ من زوجته السابقة؟ وهل اشترط عليك عدم الإنجاب؟ هل لديه مشكلة صحية تمنع الإنجاب؟ أو أنتِ لديكِ مشكلة صحية تمنع الإنجاب؟ لماذا يبحث عن زواج مسيار وعمركم الزوجي ما زال في بدايته؟ مشكلتكِ الآن عدم اهتمامه بكِ، وتفكرين بالانفصال، فهل الانفصال سوف يجعلكِ تعيشين مع أهلكِ حياة أفضل من حياتكِ مع زوجكِ؟ أو الانفصال سوف يحقِّق لكِ فرصة الزواج من رجل آخر أكثر دفئًا وكرمًا ورومانسية؟ الرجل يبحث أختي الفاضلة عن سعادته في الفراش، فهل قمتِ بحقه في ذلك؟ هل زوجكِ يعمل أم أنه عاطل عن العمل؟ هل لديه مشاكل في العمل، أم أن عمله يجعله يتواصل كثيرًا مع النساء، فأصبحت تطلعاته ورغباته مختلفة؟ أسئلة كثيرة تحتاج إلى أن تتفكري فيها، ثم تُجيبي عليها بينكِ وبين نفسكِ، أو ترسلي إلينا إجابتها، لنساعدكِ في اتخاذ إجراء مناسب. بداية إليكِ الأفكار الآتية التي تساعدكِ عند الإجابة عن الأسئلة: عليكِ التفكير في الظروف المحيطة بكِ وبزوجكِ، فمن فقَد وظيفته أو لا يعمل، فهو يصرف من مدَّخراته، ويصرف باقتصاد شديد، وينتظر أن تتحسَّن أموره المادية، ليستقلَّ في بيت، ويُغدق عليكِ، فهل زوجكِ مستقر ماديًّا؟ أما بالنسبة لِما يقدمه لأهله من هدايا مادية، فلا نعلم ظروف نشأته، لربما هو الابن البكر، وكان مسؤولًا عنهم، وتعوَّدوا أن يقدم لهم، وهو مُجبر على فعل ذلك معهم. وهو ليس معذورًا في عدم إكرامكِ والإنفاق عليكِ، ولكن ربما لا ينتبه أو لا يعرف، أو لم يُنبِّهه أحد إلى ذلك، ذكِّريه أختي الفاضلة أنكِ زوجته وحبيبته، واشكريه عندما يقدم لكِ ويهتم بكِ، ولو بشيء يسير حسب حالته المادية العادية، ولا تُظهِري الرفض والتأفف لِما يقدمه؛ كأن تقولين له: أمُّكَ وأخواتك أحسن مني، فالزوج مع الوقت لا يهتم بالمرأة التي تشكو كثيرًا وتتأفف، ولا تُقدِّر طبيعة عمله، وظروفه الحياتية والمادية. ناقِشيه حول الاستقلال ببيت خاصٍّ، ومتى يُمكنه ذلك حسب حالته المادية، ناقشيه بحبٍّ، وليس بغضبٍ، وأظهري تفهُّمكِ وتضامنكِ معه. أما بالنسبة لرغبته أن تكوني نحيفة، فكل رجل له شيء يحبه في المرأة، وإن كان يعمل في بيئة مختلطة، فهو مختلف عن الرجل الذي يعمل في مجتمع ذكوري فقط، فتطلعاته نحو النساء ورغباته سوف تكون مختلفة، حاولي أن تلبيَ رغبته وتكوني سيدة قلبه بما تستطيعين من المحافظة على الوزن، إلى غير ذلك مما يشتهي الرجل. الرجل يتزوج حتى يجد مَن تصونه وتحفَظه، وتهتم به، وتُحبه وتحنو عليه، والأهم التي تلبي حاجته في الفراش، فأسعديه في الفراش. أما الحفاظ على الوزن، فليس لأجل المظهر أمام زوجكِ فقط، بل هو صحة عامة للجسد، ويمكنكِ المحافظة على ذلك باتباع نظام غذاء صحي متوازن في البيت، وعلِّمي أهل زوجكِ على ذلك، والإنترنت اليوم مليء بكل ما يدلُّكِ على كيفية صناعة الأطباق بطريقة لذيذة وصحية، ومن غير زيادة وزن. ذكرتِ في رسالتكِ جملة: (حتى يشفى)، فإن كان زوجكِ يعاني مرضًا، فدوركِ الوقوف بجانبه ومنحه الثقةَ والأمان، وليس التفكير بالانفصال عنه. هل فكرتِ في مسألة الإنجاب، والبحث عن العلاج إن كانت المشكلة منكِ أو منه، لربما هذه مشكلة مقلقة له، تجعله يهرب من البيت، أو من الجلوس معكِ؛ حتى لا يتذكر مشكلته. أختي، الحياة الزوجية ليست عسلًا خالصًا كما تصوره الأفلام والمسلسلات الرومانسية، بل يعتريها الألم والحزن، كما أنها مكان الحب والدفء، ويتقلب الزوجان فيها بين الشدة والرخاء، فتماسكي أختي الفاضلة، وحاولي التفكير بطريقة أخرى، فبعد الانفصال لن تجدي الزوج الصديق، ولن تجدي الزوج الأنيس، ستعيشين في بيت أهلكِ غربة بالروح، وإن تهيأ لكِ أن ذلك أفضل، واعتقدتِ ذلك، فلكِ ما تعتقدين، ولكن لا تهدمي حياتكِ الزوجية، قبل أن تحاولي تقوية أساساتها، وإصلاح عيوبها وتجميلها. قبل أن تفكري بالانفصال، فكري بالخطوات التي تُعيد جمع قلبيكما، وإن بذلتِ كل ما في وُسْعِكِ من خطوات، ولم تتحسن الأمور - أقترح عليكِ أن تزوري مع زوجكِ مرشدًا أسريًّا، وتضعي مشكلتك الزوجية أمامه على الطاولة، وتناقشاه بكل ما يقلق حياتكما الزوجية وجهًا لوجه؛ لعل الله يصلح أمركم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |