مذكرة الأستاذ

[ابوالوليد المسلم]

مذكرة الأستاذ
أسامة طبش

إن مذكرة الأستاذ من الوثائق اللازمة لتقديم الدرس، وهي دليل على تحضير الأستاذ وعدم تركه مجالًا للارتجال، وأن المعلومات المدوَّنة فيها هي معلومات صحيحة ومُستقاة من مصادر أصيلة.


من خلال حديثنا هذا، سنمنح سماتٍ يجب أن تتمتَّع بها المذكِّرة حتى تضمن فعاليتها، وتُؤدِّي دورَها المطلوب:
يجب أن تُحرَّر مُذكِّرة الأستاذ بدقَّة ووضوح، وتحوي العناوين العريضة، فمن غير المفيد حَشْوُها بالمعلومات؛ لأن ذلك سينقص من قيمتها، ويُشتِّت ذهن الأستاذ، ما يترك التلميذ في حيرة، فيَضعُف تحصيلُه العلمي في الحصَّة، فهذه المذكِّرة ما هي إلا خارطة طريق، وعلى ضوئها يُطوِّر الأستاذ الأفكار ويُبادلها تلاميذه، فتكتسب قيمتَها العالية من خلال نجاح الدرس.


أما المراحل الْمُتَّبعة في المذكِّرة، فيلزم أن تكون واضحةً ومُرتَّبة بأسلوب منطقي، ابتداءً بالسؤال الذي يُثير انتباه التلميذ، والذي يجب أن يكون دقيقًا وغير مفتوح، ويُشير في ذهنه إلى فحوى الدرس، ثم تضمين المذكِّرة بالنقاط التي سيتمُّ تناولها في لُبِّ الدرس، وختامًا بتمرين أو اثنين، بحسب ما يعرض للأستاذ من احتياجات في الدرس، كحوصلة لكل ما تمَّ فيه.


تتضمَّن المذكِّرة الأهداف الواجب الوصول إليها، وهو الجانب الأكثر حساسية فيها، ويُهمله بعض الأساتذة للأسف! فتحديد الأستاذ لتلك الأهداف دليلٌ على تنظيمه، وأنه يتجنَّب الارتجالية، ما يجعله يُحقِّق الأهداف التي رسَمها، فترتفع قيمتُه في أعين تلاميذه، فالأهداف هي بَرُّ الأمان الذي سيصل إليه الدرس.


إن مُذكِّرة الأستاذ من الوثائق الْمُثبتة لتحضيره للدرس، وأن معلوماته مهمة وموثَّقة، فالعناية بها داخل في العناية بالدرس، فلا يُمكن خوض مُعترك امتحان ما دون أن تُوفِّر السلاح اللازم لذلك!