مناسك الحج على مذهب الإمام مالك رحمه الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1054 - عددالزوار : 125460 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طريقة عمل لفائف البطاطس المحشوة بالدجاج والجبنة.. أكلة سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-06-2023, 07:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,663
الدولة : Egypt
افتراضي مناسك الحج على مذهب الإمام مالك رحمه الله

مناسك الحج على مذهب الإمام مالك رحمه الله
الشيخ طه محمد الساكت

رسالة مقدمة إلى لجنة الحج بالأزهر 1360هـ - 1941م


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين، هذه رسالة مجملة مقدمة إلى لجنة الحج بالأزهر لمناسك الحج على مذهب الإمام مالك رضي الله تعالى عنه، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، راعيت فيها السهولة ما استطعت ولو أدَّتْ أحيانًا إلى شيء من تكرار التذكير بالأحكام مُراعاةً للجمهور، وقد اتبعت ما يلي:
1- الطريقة الوَصْفية الخالية من الدقائق الكثيرة مع الإشارة إلى الأركان والواجبات والمهم من السنن والمندوبات.

2- الإشارة إلى بعض الحِكَم والتعليلات قَصْدًا إلى الترويح والتثبيت.

3- ترك المسائل التي لا تدخل في الوصف مثل: تفصيل الاستطاعة، ومتى يقع الحج فرضًا؟

4- ترك الأمور المتفق عليها حتى لا يكون هناك تكرار مثل: أسرار الحج ودلائله، وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم.
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعريف الحجعند المالكية:
حضور جزء بعرفة ساعة زمنية من ليلة يوم النحر، وطواف بالبيت العتيق، وسعي بين الصفا والمروة بإحرامٍ.

حكم الحج والعمرة:
اعلم يا أخي -بَرَّ الله حَجَّك وتَقَبَّل الله عُمْرَتك- أن الحج فرض في العُمْر مرة على كل مُكَلَّفٍ ممن استطاع إليه سبيلًا (وهو كل مسلم حُرٍّ بالغ عاقل قادر على الوصول إلى المناسك ولو ماشيًا)، وأن العُمْرَة سُنَّة مؤكدة، وأنها في العُمْر مرةً كذلك، قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ ﴾ [آل عمران: 97]، ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196].

وقال المالكية: إن التمييز شرط لصحة الإحرام لا لِصحة الحج، والأمر في ذلك سهل، فإن التمييز لا بُدَّ منه على كل حال.

أركان الحج والعُمْرَة:
أركان الحج أربعة: الإحرام، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة.
وأركان العمرة ثلاثة: الإحرام، والطواف، والسعي.

تعريفات الحج عند المالكية:
الفرض: هو الركن ولا بُدَّ مِن فِعْلِه، ولا يصح الحج أو العمرة إلا به، ولا يقوم غيره مقامه، ولا يُجْبَر بالدم، ويَفْسُد بِتَرْكِه الحج.

والواجب: الواجب في الحج هو العمل الذي إذا تركه الحاجُّ لم يَفسُد حجُّه ولا يبطل، وفيه الدم.

السنة والمندوب: بمعنى واحد، وهو ما يُثاب المُكَلَّف على فِعْله، وليس بواجب، ولا يُؤاخذ على تركه، ولكنه يُحرَم من ثوابه، فأما السنة: فهي ما طلبه الشرع وأكَّد أمره، والمندوب: ما طلبه الشرع ولم يُؤكِّد طلبه.


غير أنه يُستحبُّ للحاج أن يفعل هذه الأمور قدر المستطاع، وألَّا يفرط فيها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان لا يلزمه شيء بتركها.

الفساد: هو في اللغة نقيض الصلاح، وقد عَرَّفه جمهور الفقهاء بأنه مخالفةُ الفِعْلِ للشرع؛ بحيث لا تترتب عليه الآثار ولا يُسقِط القضاء في العبادات.

وإذا فسد الحج لسبب من الأسباب، فعلى الحاجِّ أن يتم حجَّه ويكمل مناسكه، وأن يقضي هذا الحج فورًا بمجرد ما يقدر على ذلك، وأن ينحر هَدْيًا لهذا الحج الفاسد.

الباطل: ضد الحق، وفي الاصطلاح خلاف الصحيح؛ والصحيح هو ما وافق الشرع، وعدم اعتبار العبادة حتى كأنها لم تكن.

فالحج: يبطل بالردة، ويفسد بالجِماع فيه، كما سيأتي لاحقًا.

الهَدْي أو الدم: الهَدي: هو ما يُقَدِّمه الحاجُّ من الإبل أو البقر أو الغنم باسم الله إلى الحرم، يُذبح فيه ويُطعِم منه المسكين الفقير، ويكون في حالات خاصة؛ كهدي الفوات والإحصار، وهدي التمتع والقِران، والهدي اللازم بفعل محظور أو ترك واجب، وفي هذا تفصيل لمن أراد[1].

وأَقلُّ الهَدْي شاة من الغنم تكفي في الأضحية[2]؛ ولا يكون إلا حيوانًا يُذبح، وإذا عجز الإنسان عنه، فليس له أن يستبدل به غيرَه.

ويجوز الأكل من الهدي.

ولفظ الدم هنا يطلق على الذبيحة الواجبة من الهدي؛ لأنه يُراق دمها.

وقت ومكان نحر الهدى: ابتداء نحر الهدي يوم العيد، ويندب أن يكون بعد رمي جمرة العقبة، ويدخل وقت الرمي من طلوع فجر يوم النحر، ويندب تأخيره إلى أن تطلع الشمس، ويمتد وقته إلى آخر اليوم الثالث من أيام العيد، وأما مكان ذبحه فهو مِنى.

وأجاز الإمام مالك نحرَه بغير مكة؛ كالفدية؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [البقرة: 196].

الفدية: هي كفارة ما يفعله المحرم من الممنوعات، ويحصل له به تَرْفِيه؛ كلبس المخيط، أو تغطية الرأس أو تنظيف البدن، وإزالة الشعث واستعمال الطيب وغيرها.

والفدية عند فعل محظور من محظورات الإحرام، وهي على التخيير إما بصيام ثلاثة أيام، أو بإطعام ستة مساكين؛ لكل مسكين مُدَّان من غالب قوت البلد، والمُدُّ ثلث القدح المصري، ولا بأس بتوزيع القيمة عليهم تقليدًا لأبي حنيفة رضي الله عنه، أو بذبح شاة في أي زمان أو مكان، إلا إذا نوى به الهدي فإنه يذبح بمِنى أو مكة على ما ذكر في تفصيل الهدي.

والفدي لا يجوز الأكل منه.

كيفيات الحج الثلاث:
1. الإفراد: نية الحج دون العمرة، والمُفرِد لا يلزمه هَدْي ﴿ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ [البقرة: 184].

2. القِران: نية الحج مع العمرة، أو إرداف الحج على العمرة، وعليه هدي القِران.

3. التمتُّع: نية العمرة في أشهر الحج، ثم الإحرام بالحج في نفس العام، وعليه هدي تمتع، ودم التمتع في مثل هذا يكون دم شكر لا دم جبر، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 196].

واعلم أن أفضل كيفيات الحج الثلاث هو الإفراد ويليه القِرَان ثم التمتُّع، وعلى القَارِن والمتمتِّع هَدْي.

والتمتُّع أفضل إذا كان بين الإحرام والوقوف على عرفة وقت طويل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [الحج: 78].

الإحرام:
الإحرام: هو نية الدخول في فريضة الحج؛ (إما الإفراد أو القِران أو التمتُّع) أو سنة العمرة، مقرونة بالتجرُّد من المخيط، وبلباس الإحرام والتلبية والتوجُّه إلى مكة المكرمة.

ولا بأس بالتَلَفُّظ، ولكن الاقتصار على النية القلبية أفضل، وذلك بأن تنوي الحج وحده، أو قارنًا بأن تنوي الحج والعمرة معًا، أو مُتمتِّعًا بأن تنوي العمرة أولًا وبعد الفراغ منها في الأشهر المعلومات تُحْرِم بالحج.

والإحرام ركن من أركان الحج، فمن ترك هذه النية لم ينعقد حجُّه؛ لقوله صلى اللهُ عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).


إذا قَصدت دخول مكة أولًا حاجًّا أو معتمرًا، فأَحْرِم بالحج، أو العمرة من الميقات المكاني المخصص لأهل بلدك.

الميقات المكاني للحج والعمرة:
المُحْرِم حاجًّا أو معتمرًا إما أن يكون آفاقيًّا أو ميقاتيًّا أو حَرَمِيًّا.

المُحْرِم الآفاقي: هو مَنْ منزله خارج منطقة المواقيت، ومواقيت الآفاقي هي: ذو الحليفة: لأهل المدينة ومَنْ مَرَّ بها، والجُحْفة: لأهل الشام ومن جاء من قبلها كأهل مصر والمغرب، وقرن المنازل: ويُسمَّى الآن السيل لأهل نجد، ويَلَمْلَم: لأهل اليمن وتهامة والهند، وذات عرق: لأهل العراق وسائر أهل المشرق.

أما المُحْرِم الميقاتي: وهو مَنْ كان في مناطق المواقيت أو ما يحاذيها أو ما دونها إلى مكة، فيُحرِم من داره أو مسجده.

وأما المُحْرِم الحرمي: وهو المقيم بمنطقة الحرم المكي، وميقاته للحج المفرد والمتمتع مكة ذاتها.

وبالنسبة للحاج القارِن والمعتمر فلا بُدَّ أن يخرج للعمرة عن الحرم إلى الحل ولو بخطوة واحدة يتجاوز بها الحرم.

وأما إذا قصدت زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل الحج: فَأَخِّر إِحرَامك حتى تُؤَدي الزيارة، فإذا أَديْتَها وخرجت من المدينة قاصدًا مكة فأَحْرِم من ميقات أهل المدينة وهو "ذو الحُلَيفة".

سنن ومندوبات الإحرام:
1. ومن السُّنَّة قبل الإحرام أن تزيل الشعر المطلوب إزالته شرعًا؛ كشعر الإبط والعانة وكل ما يَتَأَذَّى به المُحْرِم، وأن تُقَلِّم أظفارك، وتقُص الشارب الذي قد يتأذَّى به المُحْرِم لو بقي بعد الإحرام، فالمدار على تقدير المُحْرِم نفسه، وحكمه أن هذا الشيء يُؤذي لو بقي أو لا يُؤذي.

2. غُسْل متصل بالإحرام: ثم تغتسل غُسلًا كالجنابة بِنِيَّةِ غُسْل الإحرام، ويُؤمر بهذا الغُسْل (وهو سُنَّة) كل من أراد الإحرام حتى الحائض والنفساء؛ لأنه مطلوب للإحرام، وهذا الغُسْل للنظافة لا للطهارة.

3. وبعد الغُسْل تلبس إزارًا في وسطك ورداءً على كتفيك وظهرك ونَعْلَيْن خَاصَّين بالحُجَّاج.

4. صلاة ركعتين بعد الغسل وقبل الإحرام: وبعد الغُسْل واللبس تصلي ركعتين سنة الإحرام، تقرأ في الأولى منهما بعد الفاتحة سورة "الكافرون" وفي الثانية بعد الفاتحة سورة "الإخلاص".

ويُسْتَحَبُّ لك أن تصلي هاتين الركعتين عند الخروج لكل سفر، كما يُسْتَحَبُّ لك أن تقول حينما تخرج من بينك: "بسم الله توكَّلْت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله".

وعقب الصلاة تُحْرِم مفردًا بأن تنوي الحج وحده، أو قارنًا بأن تنوي الحج والعمرة معًا، أو متمتعًا بأن تنوي العمرة أولًا، وبعد الفراغ منها في الأشهر المعلومات تُحْرِم بالحج.

واجبات الإحرام:
1. التجرُّد من المخيط والمحيط: (الرجل دون المرأة): أي من الثياب المخيطة، والأشياء المحيطة بالعضو كالقفاز وهو ما يوضع في اليدين أو الجَورَبين في الرجلين، والخف (إن لم يجد نعلًا فيمكن لبس الخف بعد قطعه ما دون الكعب) ويمكن لبس حذاء لا يبلغ الكعبين وغيرهما.

أما الخاتم وساعة اليد فلا حرج للرجل والمرأة، فالخاتم ليس به خياطة فيجوز، وكذلك الساعة لم تُحِط باليد أو بالساعد عن طريق الخياطة.

فإذا خَشِيت ضَرَرًا فالبِس ثيابك وافْتَدِ (فدية الأذى)؛ إما بصيام ثلاثة أيام، أو بإطعام ستة مساكين؛ لكل مسكين مُدَّان من غالب قوت البلد، والمُدُّ ثلث القدح المصري، ولا بأس بتوزيع القيمة عليهم تقليدًا لأبي حنيفةرضي الله عنه، أو بذبح شاة في أي زمان أو مكان.

2. كشف رأسك ووجهك (الرجل دون المرأة): وعدم تغطية الرأس بما لا يلامسه؛ كالعمامة.


أما المظلة فلا بأس بها، وكذلك التظلُّل بالبناء وبالخيمة والشجر أو حمل شيء على الرأس بما لا يلامسه.

وإحرام المرأة: في وجهها وكفَّيها فقط، فلا تغطي وجهها إلا عند خوف الفتنة، فتُسْدِل حينئذٍ سِتْرًا على وجهها من غير غُرزٍ ولا ربطٍ ولا يلامس وجهها، ويُحرَّم على المرأة ستر الوجه بستر يلامس البشرة ولبس قفازين؛ وهو ما يُوضَع في اليدين أو الجَورَبين في الرجلين، وتلبس في باقي بدنها ما شاءت.

وللمرأة ستر يديها أو وجهها عن أعين الناس أومرور الأجانب بقربها بستر يلامس البشرة، فلها ذلك إذا تحققت أن هناك مَنْ ينظر إليها بالفعل، أو كانت بارعة الجمال؛ لأنها مَظِنَّة نظر الرجال وهي محرمة؛ فلا حرج عليها.

3. التلبية: ومتى أحرَمت بكيفية من الكيفيَّات الثلاث فقل عقب ذلك: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، ويجب عدم الفصل بينها وبين الإحرام، ولا بأس بفاصل يسير.

فإن تَرَكتها أول الإحرام وطال الزمن لزم الدم.

والتلبية من بداية الإحرام إلى زوال يوم عرفة (بداية وقت الظهر).

ولا تزال تُلَبِّي حتى تدخل مكة فتقطع التلبية إذا انتهيت إلى الحرم أو ترى البيت حتى تطوف بالبيت وتَشرَع في طواف القُدُوم، ولا تلبِّ في الطواف، ولا في المسعى بين الصفا والمروة.

إن كنت مفردًا أو قارنًا،فإذا طُفت للقُدُوم وسَعيت بعده؛ فارجع إلى التلبية وُجوبًا وتكررها دومًا حتى تصل إلى مسجد عرفة بعد الزوال في اليوم التاسع من ذي الحجة فتَقْطَعُ التلبية حينئذٍ ولا تعود إليها.

وإذا وصلت مسجد عرفة قبل الزوال لَبَّيت إلى الزوال، هذا إذا كنتَ مفردًا كما هو الأفضل أو قارنًا.

فإذا كنت مُتَمتِّعًا؛ أي: مُحْرِمًا بالعمرة، فاقطع التلبية حينما تدخل الحَرَم، وستعود إليها عند إحرامك بالحج كما سيأتي.

ويُسَن للرجل التوسُّط في رفع الصوت بالتلبية.

ويُسَنُّ اقترانه بقول التلبية والتهليل، أو فعل متعلق بالحج؛ كالتوجُّه، وتقليد البدن.

ويُستَحب لك تجديد التلبية لتغير الحال من وقت لآخر، وتكرارها عند ملاقاة الرِّفاق وخلف الصلوات، وعند تغير الأحوال؛ كصعود وهبوط ومشي وركوب، مع التَوَسُّط في تكرارها ورفع الصوت بها.

محرمات ومحظورات الإحرام:
ومتى صِرت مُحْرِمًا فتَجَنَّب الأشياء التي يَحْرُم عليك فعلها أثناء إحرامك، وإذا فعلتها وجب عليك التوبة أو الكفَّارة أو الفدية عن بعضها، كل فعل بما يناسبه من الكفَّارة.

ما يحرم على الرجل من لبس المخيط وكل ما نسج محيطًا بالجسم أو ببعض الأعضاء كالجوارب، ويحرم عليه وضع غطاء يلامس الرأس وتغطية وجهه، ولبس حذاء يبلغ الكعبين، ولبس قفازين، فإن فعل ذلك فعليه الفدية.

ما يحرم على المرأة من ستر الوجه بستر يلامس البشرة، ولبس قفازين، وتلبس سوى ذلك لباسها العادي، فإن فعلت ذلك فعليها الفدية.

وللمرأة ستر يديها أو وجهها عن أعين الناس أومرور الأجانب بقربها بستر يلامس البشرة، فلها ذلك إذا تحققت أن هناك من ينظر إليها بالفعل، أو كانت بارعة الجمال؛ لأنها مظنة نظر الرجال وهي محرمة؛ فلا حرج عليها.

إزالة الشعر مطلقًا حرام على المحرم، وفيها الفدية، إلا لعذر يقتضي إزالته؛ فلا يحرم حينئذٍ.

تقليم الأظافر: فحكمها حكم الشعر فتقليم الأظافر متعمدًا بدون قصد إزالة الأذى عليه الفدية، ويجب عند المالكية في الظفر الواحد حفنة من طعام؛ أي: ملء الكفين، وتقدر بـ (510 جم): أي ما يساوي مدًّا، أما لو انكسر وصار يؤذيه فقصَّ المنكسر فلا شيءَ عليه، ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185].


يَحرُم على المُحْرِم الاكتحال مطلقًا بما فيه طيب وغيره إلا لضرورة فيجوز مطلقًا، غير أنه إذا اكتحل بطيب لضرورة فعليه الفدية، وإن اكتحل بغير مطيب لضرورة، فلا فدية عليه.

يَحرُم عليه دهن الشعر والجسد أو بعضه، بأي دهن كان، ولو كان خاليًا من الطيب، فإن فعل ذلك فعليه الفدية، إلا إذا ادَّهن لمرض به؛ فلا فدية عليه.

الصيد: فلا يجوز للمُحْرِم أن يصطاد شيئًا من صيد البر أو يقتله أو يتسبب في موته، سواء كان ماشيًا أو طائرًا، كان في الحرم أو في غيره، ولا يجوز أكل صيد المُحْرِم على كل حال فهو كالميتة، وبيضه مثل لحمه في ذلك، والجزاء الواجب في الصيد ثلاثة أنواع على التخيير: (1) أن يذبح مثله من الأنعام، أو(2) قيمته طعامًا، أو (3) صيام أيام بعدد الأمداد (جمع المُدِّ من الطعام؛ والمُدُّ ثلث القدح المصري)، التي يقوم بها الصيد من الطعام، ويصوم يومًا كاملًا عن بعض المُدِّ؛ لأن الصوم لا يتجزَّأ.

والهَدْي الواقع جزاءً للصيد في الحرم، ولا يجوز فِعْلُه بغير الحرم، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا ﴾ [المائدة: 95].


يَحْرُم قطع الشجر والنبات، وكفارة قطع الشجرة الكبيرة ذبح بدنة، والصغيرة شاة.

الجماع والرفث: (والرفث هو الجِماع ودواعيه)، والجِماع يفسد الحج، وإذا فسد الحج؛ فعلى الحاج (الفاعل والمفعول به) أن يتما حجهما ويكملا مناسكهما، وأن يقضيا هذا الحج فورًا بمجرد أن يقدرا على ذلك، وأن ينحرا هديًا للكل واحد منهما لهذا الحج الفاسد، وكفَّارته واجبة، وهي ذبح بدنة أو بقرة، أو تقويمها طعامًا إن لم يجدا والتصدُّق بها.

واترك الفُسوق؛ وهو الخروج عن حدود الله تعالى، والجِدال والخِصام مع الرفقة والأجراء وغيرهم، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة: 197]، وتستوجب التوبة إلى الله، وليس فيها كفَّارة دم.

ومن الجَهالة ارتكابُ عملٍ مُحرَّمٍ لفعلِ سُنَّة أو مُستحَب كالخصام والجدال في الحِل والتِرْحَال، وعدم التَسَتُّر في الاغتسال، فإن الخسارة حينئذٍ أكثر من الربح، والإثم أكبر من النفع.

ويبقى الحاج وكذا الحاجة ممنوعًا من هذه الأشياء إلى أن يرمي جمرة العقبة فيتحلَّل التحلُّل الأصغر، ويُباح له كل شيء، ما عدا النساء والصيد، ويُكره له الطيب، فإذا طاف طواف الإفاضة وسعى بين الصفا والمروة، إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم، فإنه يتحلَّل التحلُّل الأكبر، فيباح له حينئذٍ كل شيء، بما في ذلك الاستمتاع بزوجته؛ لأنه أنهى أركان الحج كلها، ولم يبق عليه إلا رمي الجمار في أيام التشريق (أي أيام ثاني العيد، وثالث العيد ورابع العيد).

بدء السفر:
فإذا أردت الخروج من بيتك فَصَلِّ ركعتين لله تعالى، تقرأ في الأولى منهما بعد الفاتحة سورة "الكافرون"، وفي الثانية بعد الفاتحة سورة "الإخلاص"، ويُسْتَحَبُّ لك أن تُصلِّي هاتين الركعتين عند الخروج لكل سفر، كما يُسْتَحَبُّ لك أن تقول حينما تخرج من بيتك "بسم الله، توكَّلْت على الله، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا بالله".

دخول مكة:
فإذا أشرَفت على مكة فالأفضل أن تنزل خارجه بـ "ذي طوى"؛ وهو المكان المعروف الآن بالزاهر، ويُستحَبُّ لك أن تغتسل في هذا المكان إن تيسَّر ذلك، لأجل دخول مكة من غير مبالغة في الدلك، إن تيسَّر ذلك ولم يكن عليك حرج.

الغسل لدخول مكة مندوب لا سُنَّة، وهو للطوافِّ بالبيت لا للنظافة؛ فلا تفعله الحائض ولا النُّفَساء؛ لأنهما ممنوعتان من الطوافِّ؛ لأن الطهارةَ شرْطٌ فيه.

كما يُستحَبُّ لك أن تدخل مكة من باب المعلى، تفعل هذه المُسْتَحَبَّات إن تيسَّر ذلك ولم يكن عليك حرج.

دخول المسجد الحرام:
فإذا دخلت مكة فبادر بالذهاب إلى المسجد الحرام، والأفضل أن تدخله من باب بني شيبة، وهو المعروف الآن بباب السلام، فإذا دخلت المسجد فلا تُصَلِّ ركعتي تحية المسجد؛ لأن تحية مسجد مكة الطواف، بل اقصد إلى الكعبة وادْعُ الله عند رؤيتها بما تحبُّ.

الطواف:
أنواع الطواف:
الطواف تحية المسجد الحرام؛ كصلاة ركعتين تحية للمسجد.

طواف القدوم: وهو ركن العمرة الثاني إن كنت معتمرًا أو متمتعًا، وباستكمال السعي بين الصفا والمروة تكون قد أتمَمْتَ العمرة، وتتحلَّل تحلُّل المعتمر أو المتمتع كما سيأتي لاحقًا.

وطواف القدوم: إن كنت مفردًا أو قارنًا، فهو واجب لا ركن، فمن تركه فعليه هَدْي.


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 140.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 138.36 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.23%)]