الفاتحة والثبات على الإيمان واليقين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127135 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-05-2023, 06:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي الفاتحة والثبات على الإيمان واليقين

الفاتحة والثبات على الإيمان واليقين
محمد بن سند الزهراني

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاةُ والسلام على مَنْ بعثهُ الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا، أما بعد:
ففي ختام هذه الدروس المختصر لأعظم هدايات آيات سورة الفاتحة: يجدر - أيها الأخوة - أنْ نختم هذه الدروس بأعظم الوصايا في زمن الفتن والمحن، وذلك بالثبات على الإيمان واليقين، والقرآن العظيم من أعظم المثبتات عند تلاطُم الفتن، وتتابع المحن، وكثرة التسرب في الإيمان، وضعف اليقين في الناس.

وكون القرآن مثبتًا للقلوب منصوصٌ عليهِ في آياتهِ الكريمة؛ قال الله تعالى: ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [النحل:102]، وسنقف أيها الكرام - إجمالًا على بعضِ صور التثبيت في القرآن:
فمنها: الإخبارُ بأنَّ الملك ملك الله، وأنَّ الأمر أمرهُ سبحانه، فلا يخرج شيءٌ عن إرادتهِ وقدرهِ، ﴿ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾ [الأعراف:54]، عندها يمتلئ قلب المؤمن إيمانًا ويقينًا وثقةً في محبة الله للمؤمنين، فهو وليُّهم ومولاهم وناصرهم، فلا مكان في قلوب المؤمن للخوف والحزن واليأس والقنوط والإحباط، ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج:78].

ومن صور التثبيت في القرآن:ما تضمنهُ من أنَّ ابتلاء أهل الإيمان سُنَّة ماضية؛ لتمحيص القلوب وتنقية الصفوف من المنافقين وطُلاب الدنيا، فلا يبقى إلا مَنْ صدق مع الله، ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت:2].

ومن صور التثبيت في القرآن:ما تضمنهُ من ذِكر وعد الثابتين على الإيمان، وذلك بطمأنينة القلب في الدنيا والجزاءِ العظيم في الآخرة، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل:97].

أيها الكرام، مما ينبغي لنا أنْ نعلمهُ أنَّ الوسائل المعينة على الثبات نوعان:
وسائلٌ تزيد في الإيمان واليقين، فسورة الفاتحة جاء فيها طلب الهداية إلى الصراط المستقيم، والمسلمُ في كل صلاةٍ لا بد أنْ يدعو ربهُ جَلَّ وَعَلَا بهذه الدعوة ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة:6]، فإذا هداك الله وإلى صراطهِ زاد إيمانُك، ورسَخ يقينُك، وكان ثباتك على الدين، فاللهم إنَّا نسألك الثبات.

والنوع الثاني من الوسائل المعينة على الثبات:معرفة الوسائل العاصمة للعبد من الوقوع في الفتن، فمَنْ يتحلَّى بالصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله نجا من الفتن، فبالصبرِ واليقين تُنال الإمامة في الدين، وصدق الله إذ قال: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر:10].

فإذا جمع العبدُ مع الصبر اللجوءَ إلى الله، والتضرع إليهِ، وذلك الاستعادة بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، عصَمه الله ونجاهُ من الفتن، صحَّ عن النبيّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهُ قال: «تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن».

فإذا لازم العبد الدعاء والصدق في مراقبة الله وحفظهِ،وابتعد بعقلهِ وجسدهِ وروحهِ عن مواطن الفتن، فلا يتعرَّض لها، ولا لشيءٍ من أسبابها، فعندها والله يصفو الحال لهذا القلب، فيذوق طعم الإيمان ويثبت على طاعة الرحمن.
اللهم إنَّا نسألك يا ذا الجلال والإكرام لنا ولإخواننا المسلمين الثبات على الدين، والعصمة من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.46 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]