كبرت سني ولم أتزوج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الهدايات المستنبطة من آية: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 5 )           »          القدس بين نبوءات اليهود، وعقيدة المسلمين، وفوضى الطائفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أنواع الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          زمن صنع السفينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائيلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 06-03-2023, 09:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,473
الدولة : Egypt
افتراضي كبرت سني ولم أتزوج

كبرت سني ولم أتزوج
الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل


السؤال:

الملخص:
رجل كبرتْ سنُّه، ويعاني ضيقًا في الرزق، ولم يستطع الزواج إلى الآن، وحياته مدمرة، ويريد حلًّا.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا رجل في بداية العقد السادس من عمري، أرى أن الدنيا تحاربني في رزقي، فأعاني ضيقًا شديدًا في العيش، وقد كَبرتْ سني ولم أستطع الزواج، وقد دعوتُ الله كثيرًا في اعتكافي وحَجي، لكنَّ الله لم يستجب لي.


أعمل في مجال الإلكترونيات والكهرباء، ولم أُكمل دراستي التوجيهيَّة، ولدي خبرة تقارب الثلاثين عامًا، ومع ذلك فإن رزقي قليل جدًّا، ما يحدث لي لا يصدِّقه عقلٌ، إن ذهبتُ يمينًا خالفتني الدنيا وذهبتْ شمالًا.


بعض الأصدقاء يسخرون مني ويقولون: عليك أن تكون ماهرًا في اكتساب الرزق، وكأن الرزق بيدي وأنا الذي أردُّه، وبعضهم يقولون لي: إن حياة غير المتزوج أفضل من حياة المتزوج، ويتمنون لو كانوا غيرَ متزوجين، فكأنهم يحسدونني على عدم الزواج، وبعضهم يقولون: لقد كبرت سنُّك، ولم تُعد تصلح للزواج، وأنا أريد الزواج، لكن ليس لدي دخلٌ للإنفاق على الزوجة، صحيح أن الأخلاق مهمة لكنها لا بد أن يكون معها قدرٌ من المال للحياة الزوجية، وقد صرتُ أخجل من التعامل مع الناس جميعًا، وأصبحتُ أظن أن الناس الأكثرَ رزقًا مِن حولي، أكثرُ عبادةً وإخلاصًا مني.


لا أُريد أن أسمع الكلام الهدام الذي يقال لي، فأنا أؤمن بأن الله سوف يعوِّضني عما مضى، وقد مات أبي وهو يتحسَّر عليَّ، وماتت أمي وهي تبكي على ما أعانيه من بلاء! أريد حلًّا عمليًّا لمشكلتي.



الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلا يشك أيُّ قارئ لمشكلتك أنك أُصبتَ بإحباط شديد، وساعد على ذلك كلامُ بعض الشامتين هداهم الله، فأقول ومن الله التوفيق: اعلم أخي الكريم بالآتي:
أنك على خير عظيم من لدن ربٍّ كريم، فهذه البلايا ما هي في الحقيقة إلا نعمٌ أنعَم الله عليك بها؛ ليرفع درجاتك ويكفر خطاياك؛ قال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

الأرزاق مقسمة من ربِّ العالمين وعلى البشر السعي في طلبها؛ لقوله سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 58]، وقوله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37].

الله سبحانه يبتلي لحكمة ويعطي لحكمة ويمنع لحكمة، فما منعك الله ليَحرمك، وإنما لحِكَمٍ يعلمها الله سبحانه قد يكون منها أنه لو أعطاك ما تريد لكان فيه شرٌّ لك، وإن كان في ظاهره خيرًا؛ قال سبحانه: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

كل ما يحصل في هذه الدنيا بأقدار سابقة مكتوبة ومنتهية؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: حتى وضْعُك يدَك على خدك فهو بقدر الله، وقال عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]، قال علقمة رحمه الله: هو الرجل تُصيبه المصيبة، فيعلم أنها من قِبَل الله، فيصبر ويحتسب.

البلايا قد تكون تكفيرًا لخطايا سابقة، وقد تكون رفعًا لدرجات المؤمن، وقد تكون لتقوية إيمانه وصبره.

مما يُريحك ويُدخل السرور على قلبك أن تعلمَ أن أشدَّ الناس بلاءً الأنبياء ثم الأقوى إيمانًا فلأقوى؛ كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

ما قمتَ به من أعمال البر والصلاح لن تضيع أبدًا، بل ستُحفظ لك عند ربٍّ كريم في ميزانك يوم القيامة.

وما يدريك، فلعلَّك أنت أفضل وأرفع عند الله ممن يُسِّرت لهم أسبابُ السعادة الدنيوية، فتمتَّعوا بها، وادَّخر الخير العظيم لك في الآخرة.

لا تيئَس أبدًا، واستمرَّ في بذل الأسباب الشرعية والمادية والبشرية في طلب الرزق، مستحضرًا أهمية التوكل على الله سبحانه والرضا بأقداره.

بالنسبة لشكواك من أنك دعوتَ ودعوتَ في الحج وفي شهر رمضان، ولم يستجب لك، أقول: اعلم وفَّقك أمرين مهمين جدًّا:
الأول: أن الدعاء عبادة وقُربة عظيمة إلى الله سبحانه، خاصة إذا صاحبته قوةُ الإيمان والتوكل على الله سبحانه.

الثاني: اعلَم وفَّقك الله أن الداعي لا يخسر شيئًا؛ إذ إنه رابحٌ في كل الأحوال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما مِن مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحمٍ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث؛ إما أن تعجَّل له دعوته، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، أو يدَّخرها له في الآخرة، قالوا: إذًا نُكثر، قال: الله أكثرُ)؛ رواه أحمد وصحَّحه الألباني.

حفِظك الله وفرَّج كربَك، ورزَقك من حيث لا تحتسب، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.27 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]