|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لماذا يقطع الناس تواصلهم معي؟ أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: فتاة تتعرف على الناس وبعد ذلك تُحس أنهم يشعرون بالملل منها، وتنقطع صلتُها بهم، وتسأل: ماذا تفعل؟ ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة أشعُر أني مُملة؛ ذلك أني أتعرَّف على أناسٍ، وأُحس أنهم معجبون بي، ومع الوقت أكتشف أنهم يَشعرون بالملل من طريقتي في الحوار والتعامل، ومِن ثَمَّ يبدأ حديثُهم معي يقل تدريجيًّا، علمًا بأني أراهم يتحدثون مع أناس آخرين بمنتهى السعادة وعدم الملل! كنت في البداية ألقي باللوم عليهم، لكن تَكرار الأمر نفسه مع أشخاص كثيرين خلال سنوات انهارتْ علاقتي معهم، وليس بيننا أيُّ تواصل، جعلني أُلقي باللوم على نفسي, وأحيانًا يتواصل معي بعضُ الناس، لكني أكون منزعجةً منهم؛ لأنه ليس عندي ما أقوله لهم! وسؤالي هو: لماذا يقطع الناس تواصُلَهم معي فجأةً؟ ولماذا أجدهم مستمتعين مع أناسٍ آخرين؟ جزيتم خيرًا. الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكِ الله بُنيتي الكريمة ومرحبًا بكِ في شبكة الألوكة، سائلين الله عز وجل أن يرزقكِ صحبة الخير ومحبةَ أهل الخير والصلاح. من المرات النادرة التي يُرفق فيها السائل الردَّ الصريح على استفساره مع سؤاله، رغم أنني توقَّعته قبل قراءة عبارتكِ: "أكون منزعجةً منهم؛ لأنه ليس عندي ما أقوله لهم". من المنطقي أن الناس لن يَميلوا لمن ينزعج من حديثهم، ومَن ليس لديه ما يتحدث به معهم، أو على الأقل من لا يُجيد فنَّ الاستماع في حالة لم يجد ما يقوله، ولن يتمنَّوا التواصل إلا مع من لديه مصلحة؛ كأن تكون مصلحة مادية أو معنوية، أو أي نوع من التسلية التي ينجذب البشر بها بعضهم إلى بعض! أما وقد بدا عليكِ الانزعاج من حديثهم وتواصلهم مع أنكِ تأسفين على فقْده بعد ذلك، فهذا يعني أن لديكِ مشكلة بالفعل عليكِ أن تبحثي عنها في ذاتكِ؛ لتتعرفي أكثر على ما تريدينه وما يُريحكِ بوجه عام؛ فالإنسان يفكر فيما يُريده وما يجد فيه سعادته قبل أن يُفكر فيمن حوله من الناس ولو كانوا ممن يهتم لأمرهم، ويَحزن لفقدهم، ويسعَد بقربهم. دعينا بُنيتي نكون أكثر صراحة مع أنفسنا عند التفكير العملي في حل الأمور التي تؤرِّقنا: ما الذي نفعله للناس؛ لكي ننتظر منهم أن يتمنَّوا بقاءنا ويسعدوا بصحبتنا؟ هل قدَّمنا لهم ما يجعلنا نستنكر هروبهم وتفضيلهم غيرَنا علينا؟ أليس من حقِّهم أن يؤثروا البقاء مع مَن يقدِّم لهم الدعم المعنوي، ويحقِّق لهم ما ترجوه كل نفس بشرية من استشعار الاهتمام، وبعض الحرص والمودة، ومن يقدِّم لهم ما يتمناه كل بشر في صديقه؟! العلاقات الإنسانية ليست على ذلك القدر من التعقيد، وإنما قد تفرض عليها الحياة الاجتماعية بعض الأمور التي يصعب شرحُها، ولكن قد يقرِّب المسافات أن يُحسن المرء وضْع نفسه مكان الشخص الآخر الذي يستنكر منه فعلًا ما، أو يرفض سلوكًا معينًا. أنصحكِ بوجه عام أن تتعلمي كيف تسعدين نفسكِ وتتقبَّلين عيوبكِ، مع العمل على إصلاحها من أجل نفسكِ أولًا، ثم من أجل من تحبين. تأمَّلي حالَكِ مع الناس، راجعي مواقفكِ وحديثكِ وردود أفعالكِ من باب الاستفادة وليس لجلد الذات. حاولي أن يكون لكِ زمالة وليس صداقة، فكثيرًا ما تكفي الزمالة الأشخاص الذين يميلون إلى الهدوء، وينزعجون من أحاديث الناس، ويرونها ثرثرةً لا فائدة منها؛ وذلك عن طريق الاشتراك في دار تحفيظ، أو الالتحاق بعمل مناسب، أو دراسة من خلال بعض الدورات العلمية أو التربوية. يحب الناس غالبًا الشخص البسيط الهيِّن الليِّن الذي يتجاوز عن الزلات ويتغاضى عن الهفوات، الذي لا يكثر من تحليل المواقف ويعاتب، ولا يضع العلاقات في إطار ضيق، ولا يُكثر من وضع الحدود والقيود في التعامل، فتنازلي ويسِّري وتغاضِي. اجعلي لكِ أنشطة مختلفة تفتح ذهنكِ، وتجعل منكِ شخصية لديها ما تتحدث به، وما تستطيع به التأقلم مع أنواع وطبقات مختلفة من الناس؛ ليتسع نطاق معارفكِ، ولا يقتصر على طبقة علمية أو اجتماعية معينة. أخيرًا، أسأل الله لكِ التوفيق والسداد، وأن يجعل لكِ القبول عند الناس، وأن يرزقكِ الصحبة الصالحة الطيبة، ولا تنسَي الإكثار من ذكر الله والتسبيح، فمن أكثر من ذكر الله جعل الله غناه في قلبه، وفتح عليه من أبواب الخير الكثير، والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |