|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() علاقة زوجي أرهقتني (1) أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ الملخص: سيدة تشكو مِن زوجها الذي يتواصل مع خطيبة صديقه السابقة، وبينهما علاقة، ولا يريد تركها، كما أنه يسمع الأغاني ولا يُصلِّي! ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إلى الأستاذة مروة عاشور، حياك الله، أنا فتاةٌ متزوجة مِن ابن عمي منذ 4 سنوات، عانيتُ في حياتي الزوجية كثيرًا بسبب زوجي، وكلها مشكلاتٌ تتعلَّق بضَعْف الوازع الديني لديه. استشرتُك منذ 5 سنوات قبل الزواج، وأشرتِ عليَّ بألا أتزوَّج، لكن مشيئة الله كانتْ أقوى مِن كل شيء! بعد الزواج فوجئتُ أنه مُقَصِّر في الصلاة، ويَسمع الأغاني، وعندما عاتبتُه قال: ساعديني على الالتزام! فعلتُ كلَّ ما يُمكن فِعْلُه مِن أساليبَ تُحبِّبه في الصلاة والصيام خاصَّة، لكن لَم أجِد النتيجة التي أرجو، حتى أُحبطتُ، وتغيَّرتْ نفسيتي. زادتْ صَدْمَتي بعدما عَرَفْتُ أنَّ زوجي على علاقةٍ هاتفية بخطيبة صديقِه السابقة، وأخبرني أنه يُساعدها ويُساندها، وعندما رفضتُ تواصُله معها أَصَرَّ على التواصُل، بحجة أنها يتيمة! حصلتْ مشكلاتٌ بيننا، وبدأ يَتَغَيَّر ويبتعد عني شيئًا فشيئًا، وفي المقابل يَتَقَرَّب منها شيئًا فشيئًا، حتى عَرَفْتُ مِن أخته أن الفتاة مُتعلِّقة به كثيرًا. عَلِم أهلي بالموضوع، وجلَس معه والدي، لكن زوجي مُصِرٌّ على ما يفعل، ولا يرى نفسه مُخطئًا، ويُعاند عنادًا كبيرًا. مِن كثرة الصدمات التي عِشتُها معه فَقَدْتُ ثقتي به، ولم أعُدْ أُصدِّقه في أيِّ شيءٍ، حتى طفلتي غير مستقرةٍ نفسيًّا بسبب والدها. أخبِروني كيف أتصرَّف معه بارك الله فيكم، فقد تَعِبَتْ نفسيتي؟ الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته: بُنيتي الفاضلة، حياكِ الله. قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كَتَبَ اللهُ مقاديرَ الخلائق قبلَ أن يَخْلُقَ السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعَرْشُه على الماء)). فسواءٌ أكنتُ قد أشرتُ عليكِ قبل خمس سنوات ألا تَتَزَوَّجي بهذا الشاب، أو أشار غيري، وقدَّر الله أمرًا فلا رادَّ لقضائه سبحانه، فلا مجالَ إذًا للتحسُّر والندم الآن، ولكن حان الوقتُ لقول: قدر الله وما شاء فعَل، وللنظر أمامنا، ولنُفكِّر في حالنا غير مبالين بأمرٍ مضى، إلا على سبيل التعلُّم، وأَخْذ العِبرة والاستفادة القصوى مِن الدرس، راضين مُطمئنين، مؤمنين بالقدَر خيرِه وشرِّه. قد لا أجد في جعبتي ما يُفيدكِ كثيرًا في أمر تغيُّر زوجكِ وعودته إليكِ بعقله وقلبه؛ إذ إنَّ القلوب ليستْ إلا بيدي مُقلِّبها جل وعلا، ولتعلمي أيتها العزيزة أنَّ عناده ليس لأنه يحسب نفسه بمنأًى عن الخطأ، ولكن لأنه يُحبُّ، والحُب متى ما تَمَكَّنَ مِن القلب أعمى بصيرته، وأضلَّه عن سواء السبيل! ليس لزوجكِ رادعٌ ديني، ولا علمٌ يحمِلُه على الخشية، ولا حرصٌ على بيته كما يبدو، وفي هذه الأحوال قد تنفع الحيلة أو لا تنفع، حسبما يشاء اللهُ جل وعلا، لكنها تبقى أمام عقولنا البشرية الحلَّ الوحيد مع الاستمرار بالدعاء والتوكُّل على الله، والاطمئنان لقضائه أيًّا كان. وتلك الحيلة التي أعني: ذلك المدخل الذي دَخَلَتْ له منه تلك الفتاة، والذي غالبًا لا يقف أمامه الرجلُ كثيرًا، وهو: إشعاره بقوته، وأنه كل شيء بالنسبة إليها، وأنها ضعيفة لا حول لها ولا قوة بدونه؛ فمتى ما استشعر الرجلُ حاجةَ المرأة إليه، وشغفها بقوته لتحميها مِن شرور الحياة، وبطش الناس؛ مال قلبُه، ورقتْ نفسُه، واستشعر روحَ المسؤولية عنها وعن حالها، ولعلكِ كغيركِ مِن الزوجات لم تهتمي بحالكِ، وانشغلتِ عن العناية بنفسكِ بعد المولودة، باركها الله وحفظها مِن كلِّ مكروه، خاصة بعد ولادة استهلكتْ مِن عافيتك الكثير. فإن قررتِ وعزمتِ على نبذ فكرة الطلاق، وآثرتِ البقاء، فلتعلمي أنكِ كمَن سيَخُوضُ حربًا شرسةً خصمك فيها (امرأة تُحِب). عليكِ بتحديد الوقت الذي ستُحاولين فيه مِن جديدٍ استعادة زوجكِ وردَّه إلى طريق الهداية، ووضع الخطط لتبصيره بخطورة ما هو عليه مِن البُعد عن الله، وتعدِّي حُدوده، وكما يبدو فإنَّ زوجكِ لا يَصْلُح معه النُّصح المباشر، ولا يستجيب للإرشاد، وفي هذه الحالة عليكِ أن تسلكي السبيل المعاكس؛ بمعنى: أن تُذَكِّريه وتُثني عليه بما ليس فيه، وإنما هذا إيحاءٌ بما تريدين منه أن يكون؛ كحبه لكِ وإن لم تشعريه، وحرصه على بيته وإن لم يكنْ، وسعادتكِ باهتمامه بكِ وبابنتكما وإن كان وهميًّا، وافتخاركِ به كرجلٍ وإن بَعُد حديثكِ عن الواقع، ولتُظهري سعادةً طُفوليةً بكلِّ ما يجلب لكِ وللفتاة مِن عطايا وأغراضٍ ولو كانتْ بسيطة. يبدو أنَّ زوجكِ مِن الشخصيات العاطفية، وهذه الشخصية قد يَصْلُح معها التخويفُ بالغيرة كأنْ تذكري أمامه أمرًا يُثير غيرتَه، ويوقظ محبتَه لكِ التي بردَتْ مع الوقت، وهدأتْ مع المشاحنات والخلافات، وأخمدتْ نارها مع الاتهامات. عليكِ أيضًا أن تبحثي في محيط عائلته أو أصدقائه عمن يُمكن أن يؤثرَ عليه ممن يثق في آرائهم، ويرى صلاحَهم، على ألا يُدرك أنكِ تواصلتِ معه، وأن يكونَ شخصًا أمينًا يَصْلح لمثل ذلك. إياكِ أن تضعي نفسَكِ في مقارنةٍ غير رابحةٍ معها، كأن تسأليه ذلك السؤال الذي لا يُغيِّر مِن واقعِه شيئًا إلا للأسوأ، وهو: هل تحبني أكثر منها؟ أو أن تُخَيِّريه بينكِ وبينها فتُظهري له بذلك مِن مشاعره ما كان قد تَوارَى عن عقله، وتثبتي فكرة حبها في قلبه، بل سِيري في طريقكِ مُتجاهلةً أمرها قدْرَ الاستطاعة. قد تنجح محاولاتكِ وقد تخفق كلها، فقد تأخَّر الوقت إلى حدٍّ لن يسهلَ معه إصلاح ما قد فَسَد، وقلوبنا جميعًا بِيَدِ خالقِها عزَّ وجلَّ، وحينها لا أُحبِّذ لكِ الاستسلام للواقع المرير، بل واجهي حياتكِ، وتفاءلي لغدكِ، واعلمي أن طفلتكِ بحاجة إليكِ قوية ثابتة؛ لتساعديها على أن تُصبحَ شخصًا ناجحًا ولَبِنَةً طيبة في مجتمعها. أسأل الله أن يهديَ زوجكِ، وأن يصلح لكِ شأنكِ، ويقر عينكِ بحياةٍ زوجيةٍ سعيدة، ويصرف عنكِ شر كل ذي شر. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |