|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
السمات الفنية في شعر النابغة الجعدي
السمات الفنية في شعر النابغة الجعدي د. إبراهيم عوض أبدأ هذه السمات بما أشرتُ إليه من قبل من أن مقدمة إحدى قصائد النابغة تبدو لي غريبة أو شبه غريبة وسط مقدمات الشعر الجاهلي؛ إذ لم يجعلها الشاعر في الأطلال ولا في النسيب ولا في الخمر مثلًا، بل أدارها على الحكمة والتأمل في أحوال الحياة وصروف الدهر، وهي القصيدة التي مطلعها: خليليَّ، عُوجا سَاعةً وتهجَّرا ♦♦♦ ولُومَا على ما أحدثَ الدهرُ أو ذَرَا[1] وحتى عندما يقفُ في قصائدِه على الأطلال لا تكون هذه الأطلالُ دائمًا أطلالَ حبيبته وقومها، ففي قصيدته اللامية التي تبدأ بقوله[2]: لِمَن الدارُ كأنضاءِ الخللْ ♦♦♦ عهدُها من حقبِ الدهرِ الأُوَلْ نجد أن الدارَ هي دار قومه، الذين أدركهم (كما يقول) عنتُ الدهر وخبلُ العيش، والذين يأخذ في الحديث عن أمجادهم القديمة قبل أن تنيخ عليهم بكلكلها الأيام، ويبدي أساه الشديد لما نزل بهم[3]، فهي من المقدمات التي تبدو مخالفةً للتيار العام في ذلك العصر. يقول: لِمَنِ الدارُ كأنضاءِ الخللْ عهدُها من حقبِ الدهرِ الأولْ دار قوْمِي قبلَ أن يدركَهم عنتُ الدهر وعيشٌ ذو خبلْ إذ هُمُ من خيرِ حيٍّ سوقة وطئ الأرض بسهل أو جبلْ لغريبٍ قام فيهم سائلًا ولِجارٍ جُنُب جاء فَحَلْ يستخفونَ إلى الداعي بهم وإلى الضيفِ إذا الضيفُ نزلْ هزة النائلِ فيهم والندى وثقالٌ عند أطرافِ الأسلْ • • • سألتْنِي جَارتي عن أمتي وإذا ما عَيَّ ذو اللبِّ سألْ سألتْنِي عن أناسٍ هلكوا شَرِبَ الدهرُ عليهم وَأَكَلْ طلبوا المجدَ فلمَّا أدركُوا لكتابٍ وانتهى ذاك الأَجَلْ.. وهناك قصيدة أخرى ربَّما كانت مقدمتُها هي أيضًا من شكل هذه المقدمة، وهي القصيدة الثانية عشرة في شعر الشاعر، والتي تبدأ بالبيت التالي[4]: أَلَمْ تسألِ الدارَ الغداةَ: متى هِيَا؟ ♦♦♦ عَدَدْتُ لها من السنين ثَمَانِيَا • • • •
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 11-12-2022 الساعة 10:21 AM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |