حياة النابغة الجعدي وشخصيته - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         جرائم الرافضة.. في الحرمين على مر العصور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          المستشارة فاطمة عبد الرؤوف: العلاقات الأسرية خير معين للأبناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13156 - عددالزوار : 348170 )           »          الحياة الإيمانية والحياة المادية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 93 )           »          وَتِلْكَ عَادٌ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 219 )           »          معركة شذونة.. وادي لكة.. وادي برباط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 143 )           »          أخــــــــــلاق إسلامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 586 )           »          إضاءات سلفية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 2543 )           »          من أساليب التربية في القرآن الكريم ، أسلوب الحكيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 166 )           »          موقظة في تعريف عقد البيع في الفقه الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 122 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-11-2022, 08:46 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 140,282
الدولة : Egypt
افتراضي حياة النابغة الجعدي وشخصيته

حياة النابغة الجعدي وشخصيته


د. إبراهيم عوض



هو من الشعراء المخضرمين الذين عاشوا في الجاهلية والإسلام، والنَّابغة لقبه، وقد اختُلف في السبب الذي من أجله أُطلق عليه هذا اللقب؛ فمِن قائل: إنه لم يسبق له أن قال شعرًا قبل أن يبلغ الثلاثين، ثم سال لسانه به فجأة فعُدَّ هذا منه نبوغًا، ومن قائل: إنه كان ينظم الشعر في الجاهلية ثم أرتج عليه هذا الباب، ليعود إلى النبوغ فيه في الإسلام.
واسمه هو أيضًا مختلف فيه: فهل هو حيان بن قيس أو عبدالله بن قيس أو قيس بن عُدس؟ أما كنيته فأبو ليلى.
ونفس الاختلاف نجده حول عُمُره: فبعضهم يكتفي بأن يبلِّغَه إلى مائة وعشرين سنة، وبعض يمده إلى المائتين، وبعض ثالث يرتفع به عن ذلك، والبعض ينزل به إلى مائة وثمانين، لكنه على أية حال كان معمَّرًا، فإننا لو اكتفينا بأن عمره حين مات كان مائة وعشرين سنة لكان هذا دليلًا على تعميره، ويقول مترجموه من القدماء: إنه عاصر المنذر بن محرق والد النعمان بن المنذر، وإنه أكبر من النَّابغة الذبياني؛ إذ لم يعمر هذا كما عُمر سميُّه الجَعْدي، وقد رأى بلاشير في الروايات التي تتحدث عن معاصرة الشاعر لوالد النعمان بن المنذر وأنه عاش عُمرًا أطول من النَّابغة الذبياني مجرد أوهام، دون أن يقدم دليلًا على ذلك[1]، إننا قد نستبعد أيضًا أن يكون النَّابغة قد عاش حتى جاوز المائتين أو حتى وقف عندها، بل قد نستبعد أن يكون قد عُمر إلى أن بلغ مائة وثمانين سنة، وذلك جريًا على ما خبرناه من أعمار غالبية الناس، لكن هذا شيء ووصف القول بأنه عاصر النعمان بن المنذر وأنه عُمِّر أطول من النَّابغة بأنه أوهام شيء آخر.
وإذا قمنا بعملية حسابية أساسها أنه وُلد في عصر المنذر بن محرق وأنه توفي في النصف الثاني من القرن الأول الهجري؛ إذ معروف أنه قد وفد على ابن الزبير بعد أن أصبح خليفة (وكان قد بويع له بالخلافة سنة 64)، تبيَّن لنا أن من غير المستبعد أن يكون قد عاش حتى جاوز أعوامه المائة بعشرين أو نحو ذلك؛ ذلك أن النعمان بن المنذر هذا قد ولِيَ الحكم قبل مبعث النبي عليه السلام بأربعة وعشرين عامًا على ما يقول الطبري في تاريخه [2]، فلو أضفنا الـ 24 عامًا هذه إلى الـ 13 عامًا التي قضاها النبي عليه السلام في مكة بعد مبعثه، إلى 64 عامًا ما بين هجرته صلى الله عليه وسلم والمناداة بابن الزبير خليفة كان عندنا مائة عام وواحد، وهذا على فرض أن الشاعر قد وُلد في آخر سنة في ملك المنذر، ووفد على ابن الزبير ثم مات في نفس السنة التي بويع فيها خليفة، والمؤكد على الأقل أن تاريخ ميلاده كان قبل هذا التاريخ المفترض بكثير؛ ذلك أنه يقول في إحدى قصائده:
تذكرتُ والذِّكرى تهيج على الهوى
ومِن عادة المحزون أن يتذكَّرَا

نداماي عند المنذر بن محرِّق
أرى اليوم منهم ظاهرَ الأرض مقفِرَا

كهول وفتيان كأنَّ وجوهَهم
دنانيرُ مما شيف في أرض قيصرا

والإنسان لا يكون نديمًا للملوك إلا إذا كان على الأقل شابًّا، ومعنى هذا أن من المعقول جدًّا أن يكون النَّابغة قد بلغ المائة والعشرين عامًا، إن لم يكن تجاوزها[3]، ومن ثم فلا معنى لرفض بلاشير الذي مرت الإشارة إليه، وبخاصة أنه لم يورد دليلًا عليه، ولا حاول أن ينفيَ نسبة هذه الأبيات السالفة، ولا تلك التي يقول فيها الشاعر:
ولقد شهدتُ عكاظَ قبل محلِّها
عنها، وكنتُ أُعَدُّ مِ الْفتيان

والمنذر بن محرِّق في مُلكه
وشهدتُ يومَ هجائنِ النُّعمان

وعُمِرْتُ حتى جاء أحمدُ بالهدى
وقوارعٌ تتلى مِن القرآن

بل إن النَّابغة قد قال بصريح اللفظ: إنه قد عاش مائة سنة واثنتي عشرة، ولم يكن هذا آخر شيء قاله، وقد ذكر في ذلك الشعر أنه عاصر انتشار مرض الخُنان، ويقول الذين ترجموا له: إن هذا المرضَ كان على أيام المنذر بن ماء السماء:
فمَن يكُ سائلًا عني فإني
مِن الفتيانِ أيام الخُنان

مضت مائةٌ لعام ولدتُ فيه
وعشر بعد ذاك وحجَّتان

فأبقى الدهر والأيامُ مني
كما أبقى مِن السيف اليماني

تفلَّل وهو مأثور جُرازٌ
إذا جُمِعت بقائمه اليدان

وغير ذلك من الشعر، فقد كان النَّابغة يكرر الإشارة إلى طول عمره.
وقد أنكر د. شوقي ضيف نسبة مثل هذا الشعر إلى النَّابغة، وأكد أنه مصنوع بلا شك عليه، إلا أنه لم يعمل على أن يذكر الأسباب التي دفعته إلى القول بالنحل[4]، والحقيقة أنه ليس من المستحيل أن يكون مثل هذا الشعر قد صُنع ونُحل للنابغة، بيد أن عدم الاستحالة في مثل هذه الظروف لا يكفي، ولو جرينا على هذه القاعدة في كل أبحاثنا لرفضنا تقريبًا كلَّ شيء لمجرد أنه غير مستحيل أن يكون الأمر بخلافه.
على أية حال، فمِن الواضح من هذه الشواهد الشعرية وغيرها أن الشاعر ظلَّ محتفظًا بقواه العقلية إلى آخر حياته رغم تعميره؛ إذ لا يستطيع الإنسان أن ينظم مثل هذا الشعر وهو في تلك السن المتقدمة، ولا أن يفِدَ على ابن الزبير بعد ذلك ويمدحه بمثل ما مدحه به النَّابغة إلا وهو يقِظُ العقل والإدراك، نشيط الإحساس والموهبة الأدبية.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



مجموعة الشفاء على واتساب


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 148.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 146.91 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.15%)]