أكذوبة (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التوازن بين حاجات الروح ومطالب الجسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          احتفال المسلمين بالكريسماس تأييد للعقائد المنحرفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قوانين الأسباب والمسببات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          شرفُ نفسِك علوُّ همّتك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          الهوى وما أدراك ما الهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الإسلام ونظرته إلى الكيف لا إلى الكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          النوم عبادة في عادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 25 )           »          كيف تنطق بالحكمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          حد العبادة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          عظمة تُحيط بك من كل جانب! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08-11-2022, 09:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,490
الدولة : Egypt
افتراضي أكذوبة (قصة)

أكذوبة (قصة)
محمد صادق عبدالعال






عقَدَ إضْبَارة أوراقه مثلما عقد النية والعزم على ألَّا يَؤوب لأرضٍ أهلوها يرفضون أدبَه، ولا يلتفتون لبديع مقاله، فأسرَّ لنجم الليل بحديثٍ فأجاره بظلمته، تذكَّر بعضًا من حاجياته التي سيرحل بها فعاد يجمعها، سرى طائرُ ليلٍ يجهله لينقر في عقدة أوراقه الهينة نقرًا حتى حلَّها؛ فابتعثت الأوراق بعضها بعضًا لمجاهل الشوارع البعيدة، والأسطح الممددة، وطرقاتِ البيوت وأعتابها، فلما رآها تتناثر كأنها نارٌ قد اضطرمت في هشيم، ولَّى مُدبرًا، وقد سرت بعضُ أنضاء أمل زاهق إلى نفسه، يتمنَّى لو أن الريح التي نثرتها أن تجمعها له بمكان أمين، فيضمها إلى كنفه ثانيةً، يتعهَّد لها بأن يمنحها لقب "ميمونة النقيبة" الذي أولاه ابن العميد لكاتبه "ابن مسكويه"، لكن بلا جدوى؛ إذ كانت الريح الأخرى تجري بما يشتهي قومه؛ فخرج وتاه في مجاهل النسيان.

آب بعد حين وقد ساقه حنينُه، فقابله رجل بالدرب، فانكبَّ عليه يسأله:
ألا تعرفني؟!
مَنْ؟
أنا من كان يسكن تلك القرية، ولي هنا أهل وذَوون! ألا تذكرني؟!
تذكَّرتُكَ! وأنصحُكَ أن تعود أدراج غيابكَ، إني لكَ ناصحٌ أمين.
كيف هذا، وتلك بلدتي وبالقُرب منكَ داري؟!

أعرف ... لكنَّ الناس قالوا: إنك قد حلَّقت في السماء بعدما نثَرْتَ على الخلق أوراقَكَ، وما خطَّتْ يمينُكَ، ألا تدري بكم بِيعتْ كلُّ ورقةٍ احتملت زبد أحباركَ؟!

مستبشرًا: لعلَّهم قرؤوا ما بها أخيرًا!
بتهكُّم خفيٍّ: نعم قرؤوا، لكن المهم الآن أن تختفي.
لعلَّكَ تهذي؟!

لستُ أهذي، إن شهرة تثمين أوراقكَ جاءت من فكرة تحليقكَ، فكل يوم تجيء الصحف، وتبعث وكالات الأنباء الراصدين، وتشتعل مواقع التواصُل بالحادث والحاصل، لقد صرتَ الأعجوبة في زمن شحَّت فيه الأعاجيب.

أعجوبة أم أكذوبة؟!
إن عُدتَ ستكون الأكذوبة، أسألُكَ الرحيل، لا تكن أنانيًّا.

عادت لصدره ثانيةً هواجسُ اليأس التي كادت تزول فاستقرَّت ناحيةَ الفؤاد، جاهد الريح التي تدفعُه ثانيةً للخروج، وعاد يسأله:

ألديك قلمٌ من رصاص وورقة؟
بتهكُّم خفيٍّ: ولمَ؟!
أخطُّ لكَ مخطوطةً؛ لعلَّكَ تُرزق مثلهم.
جاء بها سريعًا ثم تباطأ يسأله: وإن سألني الناس عنها؟
بتهكُّم ظاهر: قل لهم جاءني في المنام فخطَّها، ثم عرج ثانيةً في جوِّ السماء.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 10-11-2022 الساعة 09:43 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.74 كيلو بايت... تم توفير 1.75 كيلو بايت...بمعدل (3.05%)]