من مقومات الأدب الإسلامي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         8 وجبات صحية للعودة الى المدرسة , وجبات صحية للاطفال للمدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          Translation of the meanings of Surat AL FURQAAN (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تأملات قرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          The obligatory parts and sunnahs of wudoo (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          10 نصائح للفتاة المسلمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ما هو علاج نزلات البرد او علاج البرد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أهم النصائح لتحافظ على صحة قلبك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية علاج الجروح العميقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تطوير آلية لحماية الأطفال من الإصابة بالسكري مبكرًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أبسط الطرق لعمل الصابون السائل في المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20-08-2022, 06:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,565
الدولة : Egypt
افتراضي من مقومات الأدب الإسلامي

من مقومات الأدب الإسلامي


د. محمد بن سعد الدبل








القرآن الكريم:

ذلك الكتاب السماوي الفريد هو المَنبع الأصيل للأدب الإسلامي؛ لأنه كتاب العربية الشامل، ونظام الإسلام الفريد الكامل، أنزله الله على رسوله فبهَر العرب، وشدَّهم شدًّا بسلامة منطقه، وقوة بيانه، وأسلوبه الغنيِّ الرائع، واستوى في الإعجاب ببيانه المؤمنون وغير المؤمنين، وقصة الوليد بن المغيرة، وإسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - خير شاهد على ما للقرآن الكريم مِن حُجَّة ناصعة وساطعة، وبيان رفيع، وإعجاز بياني يأسر القلوب، ويشد النفوس، ويستثير العقول ويمتِّع العواطف.




والمتأمل في كتاب الله مِن هذه الوجهة يجد فيها التعاليم الإلهية التي تسمو بالنفس الإنسانية لتُخلِّصها من ظلمات الكفْر والجهل إلى نور العلم والإيمان، ويجد فيه التصوير الفني للعواطف، وأشواق النفس الإنسانية؛ كوصف الجنة وما وعد الله به المؤمنين المتقين مِن جزاء وأجر ومثوبة.




ويجد فيه مشاهد الكون والحياتَين الدنيا والآخِرة، ويجد كل هذه المشاهد مجلوَّة في نسق بديع نابض بالحركة والحياة، ويجد فيه القصة بخصائصها الفنية الرائعة التي لا تَصدق على القصص الأدبية؛ لأن مَعين هذه مستمدٌّ مِن التهويمات والخيال، ومعين القصص القرآني مستمدٌّ مِن الحقيقة في الإطار والمضمون.




ومِن مقومات الأدب الإسلامي:

رسمُه التصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان، وإذا فتَّش الأديب عن مضامينه في أعماله الأدبية فسيجد ضالَّته في ثنايا هذه المخلوقات مِن طبيعة صامتة؛ كالأرض والجبال، ومِن طبيعة متحرِّكة؛ كالإنسان والطير والحيوان والماء والنبات، وكل هذه المخلوقات مدَد فيَّاض يَنهل منه الأُدباء ليؤدُّوا خلاصة تجاربهم وتفاعلهم مع الحياة إلى الأحياء في صورة ناطقة حيَّة تُجسِّد للقلوب معاني الفضيلة، وتجسِّد للعواطف معاني الاتجاه إلى الله فاطر الأرض والسموات ومَن فيهنَّ وما فيهنَّ.




ومِن مقومات الأدب الإسلامي التاريخ الإسلامي؛ فهو صفحات مُشرِقة وصور حيَّة لم تزل تبني أمجاد الإسلام في ضوء ما يعود بالخلف إلى السلف في ظلِّ التوجيهات الربانية في السِّلم والحرب وفي عموم شؤون الحياة، ولذلك يجد الأديب المسلم في التاريخ الإسلامي عطاءً ثرًّا مُتميزًا يُعدُّ مِن أرقى ألوان المعارف التي تمدُّ الأديب بطاقة تعبيرية عن أدب خالد رفيع، وبهذا يُمكن أن يرسم الأديب للأدب الإسلامي منهجًا تَبين فيه خصائص هذا الأدب.




ومن مقوِّمات هذا المنهج كتاب الله وحديث رسوله؛ لِما لهما مِن أثر في مضامين الأدب بعامة والأدب الإسلامي بخاصة، بل إن مِن مُقوِّمات الأدب بعامة ذلك الإنسان الذي خلَقه الله وجعله محور الوجود إذا كبَت أشواق الجسد، وترك مَلذات الدنيا، واعتزل الحياة؛ لأن كل هذه الماديات تَطمِس وتُشوِّه جانب الخير في أعماقه، ولكي نُصحِّح هذا المفهوم عن الإنسان نقول:

لقد جاء الإسلام ليُصحِّح النظرة إلى هذا المخلوق؛ فهو ليس مادة فحسب، وليس روحًا فحسب، وإنما يجمع في طبيعته وتركيبته بين المادة والروح.




أما الجانب الأول فهو ما يشير إليه القرآن في قول الله - تعالى -: ﴿ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ ﴾ [ص: 71].




وأما الجانب الثاني فهو ما يشير إليه قول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [ص: 72].




ومن هنا يعلم - بالضرورة - أن الإنسان في آدميته لا يكون إنسانًا بمادة الطين وحدها - مع تسليمنا بأن الله وحده قادر على كل شيء - وإذًا ما صِلَة التوازن الإسلامي في طريقة العيش الحلال؟ يتَّضح ذلك في أن الإنسان لا يكون إنسانًا إلا بالجمع بين الجانبين المادة والروح، وإن غلب أحد الجانبين على الآخر اختلَّ التوازن في ممارسة الحياة على النحو السليم الذي لا يَشوبه فساد.




ومن هنا يدرك كل ذي بصيرة أن الدين الإسلامي إنما طلب من المسلم أن يُقيم التوازن بين هذَين الجانبَين في طبيعة تكوينه؛ أي: بين الجسد والروح، فهو يعطي الجسد حقَّه، ولكن ليس على حساب الروح، ويُعطي الروح حقها، ولكن ليس على حساب الجسد، وإذًا فمهمَّة الإنسان هي إقامة هذا التوازن في طبيعته المزدوجة، يأكل ويشرب، ولكن لا يسرف، يصلي ويتعبد، ولكن لا يَعتزل العمل والإنتاج، ولا يعتزل المجتمع والحياة، ولا يُعطِّل ما منحه اللهُ مِن ملَكات وقدرات ومواهب وطاقات أعلاها وأغلاها وأزكاها نعمة العقل، تلك النعمة التي هي أنفس وأغلى ما يملكه كل مخلوق بشري.




ومعيار التوازن في الحياة تَزِنه بالقسطاس المستقيم آيات بينات من كتاب الله تعالى - وتزنه بالمعيار الصحيح أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمِن آيِ الذكر الحكيم قول الله - تبارك وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 1 - 4]، ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29]، ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ﴾[الفرقان: 67]، ﴿ لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 7].




وأما الأحاديث فمنها تلك الكلمات الشفافة الحوارية التي يُعلمها رسول الهدى - صلوات الله وسلامه عليه - أصحابه الأجلاء: ((يا عبدالله بن عمر، إن لله عليك حقًّا، وإن لبدنك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا)).




وحدث أنْ وعظ رسول الله أصحابه بكلمات وجِلت منها القلوب فاجتمع عدد منهم، واتَّفقوا على أن يصوموا النهار أبدًا، ويقوموا الليل، ويعتزلوا النساء والطِّيب، ويرفضوا الدنيا وزينتها، فخطب فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: ((ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والطيب والنوم؟ أما إني ليس آمركم أن تكونوا قسِّيسين ولا رهبانًا؛ فإنه ليس في ديني ترك ذلك، ولا اتخاذ الصوامع، وإن سياحة أمتي الصوم ورهبانيتها الجهاد))، أو كما قال -صلى الله عليه وسلم- إلى آخر ما ورَد في هذه الخطبة النبوية الشريفة.




فهذا هو هدْي الإسلام الخالد، حفظتْه الآيات، وبسطته الأحاديث، وأفاده الأدباء والعلماء ومُفكِّرو الأمة، ولم يزل معينًا فياضًا ينهَل منه كل وارد، إنه مجدٌ بناه القرآن، ومد رواقَيه الرسول الكريم، ونشره الرعيل الأول من المسلمين، وسيظل نشره أمانة في أعناق المسلمين إلى أن يَرث الله الأرض ومَن عليها، فهو جهاد أبدي؛ ﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 52].




والأدباء في كل مجتمع هم حملة لواء المعرفة، والشعر مِن الأدب، ولكن أيُّ أدب؟ إنه ذلك اللون الفني الذي يعبر عنه مذكرًا الماضي، هاتفًا بالحاضر، لا يلوي معناه إلا على العمل والإنتاج، ليُمكَّن لشرع الله في الأرض.



ما لشِعري على القديم يَغار

مُستهلٌّ في كل معنًى يُثارُ



لا تقل راعَني وخيَّب ظنِّي

بدؤك الشعرَ يَحتويه ادِّكارُ



أنا في مطلع القصيد أحاكي

كل صوت أصداؤه تُستعارُ



فلئن قلت: يا فؤاديَ أقصر

إن دهري مِن شُؤمِه مُستطارُ



فلي الكون كله نغمات

يا فؤادي لكل معنى شعارُ



خلِّ شكواك مرةً وتفاءل

بك أزرَتْ - في شؤمها - الأشعارُ



تشتكي حاضرًا وتَندب ماضٍ

أوَما عاب شعرك الافتخارُ



املأ العين مِن مشاهد عصر

في أعاجيبه العقول تَحارُ



وتقدَّم فإن دِينك أمرٌ

ليس فيه تراجع وانحِسارُ



وتدبَّر فإن شرعَك يَنهى

أن تَخوض الأمور وهي خَسارُ





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 88.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 86.95 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]