ماذا بعد عشر ذي الحجة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119758 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-07-2022, 03:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي ماذا بعد عشر ذي الحجة؟



ماذا بعد عشر ذي الحجة؟









كتبه/ محمود عبد الحفيظ البرتاوي


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فينبغي على المسلم أن يشكرَ نعمةَ الله عليه أن وفَّقه للعمل بطاعته وعبادته في أيام العشر من ذي الحجة المباركة؛ فإنه لولا الله تعالى ما تمكَّن مِن شيءٍ مِن ذلك، وصدق الله إذ يقول: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) (النحل: 53)، وهذه النِّعَم تشمل أول ما تشمل: نِعَم الدِّين ثم نِعَم الدنيا؛ فإن النِّعَم كلها، وأعظمها: "نعمة الإيمان والطاعة" هي مِن الله عز وجل، قال الله تعالى: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور: 21)، وقال الله عز وجل عن أهل الجنة: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) (الأعراف: 43).

وقال تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) (الحجرات: 7)؛ فهذا الحب للإيمان والخير والطاعات، وهذه الكراهة للكفر والفسوق والعصيان؛ الله هو الذي يمنُّ بذلك على مَن يشاء مِن عباده، (فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحجرات: 8).

وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ وَهْوَ يَقُولُ: "وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا، وَلَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا، وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا، وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا" (متفق عليه).

فشكر هذه النعمة الجليلة -نعمة التوفيق للطاعة والعبادة- يكون: بهجر المعاصي والسيئات وعدم العودة إليها؛ فإن عودة الإنسان إلى المعاصي بعد الطاعات مِن كُفْرانِ النِّعَم، ومِن الحَوْر بعد الكَوْر، والضلالة بعد الهدى. -المرد بالحور ‌بعد ‌الكور: النقصان بعد الزيادة، وذلك أن يكون الإنسان على طاعةٍ وحالٍ طيبةٍ؛ فيحور عن ذلك، أي: يرجع. والكور مأخوذ مِن كور العمامة، يُقَال: كارَ الرجل عمامة إِذا لفَّها على رأسه، وحار عمامَتَهُ إذا نقضها-.

وقد سُئِل الحسنُ البصري رحمه الله: "الحج المبرور جزاؤه الجنة؟ قال: آية ذلك: أن يرجعَ زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة. وقيل له: جزاء الحج المغفرة؟ قال: آية ذلك: أن يدع سيئ ما كان عليه مِن العمل" (لطائف المعارف).

ويكون شكر نعمة التوفيق للطاعة كذلك: بالثبات على هذه الطاعات ما أمكن، والحرص على الاستمرار على ما كان عليه الإنسان في هذه الأيام العشر، وإن ضَعُف عن هذه المواظبة، وعن هذا الحال؛ فلا أقل مِن أن يكون محافظًا ومواظبًا على المفروضات والواجبات، وأن يكون على صلةٍ بالمستحبات والنوافل؛ لا أن يهجرها بالكلية.

وعبادةُ الله تبارك وتعالى ليست مقتصِرة على مواسم أو أوقاتٍ، فإذا ما انقضت عاد الإنسان إلى سيرته السابقة مِن الغفلة والتقصير؛ فليس شأن المؤمن أن يعبدَ اللهَ في حالٍ دون حالٍ، أو وقتٍ دون وقتٍ؛ كأن يجتهد في الطاعة في أيام عشر ذي الحجة، ثم يترك ذلك بعد انتهائها؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سُئِلت: "هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لَا، كَانَ ‌عَمَلُهُ ‌دِيمَةً" (متفق عليه).

وعن الحسن البصري رحمه الله قال: "أَبَى قَوْمٌ الْمُدَاوَمَةَ، وَاللَّهِ مَا الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَعْمَلُ شَهْرًا أَوْ شَهْرَيْنِ أَوْ عَامًا أَوْ عَامَيْنِ لَا وَاللَّهِ مَا جَعَلَ اللَّهُ ‌لِعَمَلِ ‌الْمُؤْمِنِ ‌أَجَلًا ‌دُونَ ‌الْمَوْتِ" (الزهد لأحمد بن حنبل).

والمسلم يعلم أنه إنما خُلِق لعبادة الله تعالى وطاعته؛ كما قال عز وجل: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا ‌لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56)، وقال: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 162-163).

والله عز وجل لم يجعل نهاية وحدًّا لطاعة العبد وعبادته لربه إلا انتهاء عمره وانقضاء أجله؛ قال الله جلَّ وعلا: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر: 99)، وقال تعالى على لسان عيسى عليه السلام: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) (مريم: 31)، فعلى المسلم أن يستقيمَ ويثبتَ على طاعة الله تعالى.

ومِن أمارات قبول الطاعات والأعمال الصالحة:

- أن يكون الإنسانُ حاله بعد الطاعة أفضل مِن حاله قبل الطاعة.

- أن يجد الإنسان في نفسه انشراحًا للطاعات، وإقبالًا عليها، وعزوفًا وإعراضًا عن السيئات والمخالفات.

- ظهور أثر القبول على العبد؛ فإن الصلاةَ المقبولةَ مثلًا تحفظ صاحبها -بإذن الله- عن الوقوع في الفحشاء والمنكر، كما قال الله تبارك وتعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ ‌تَنْهَى ‌عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) (العنكبوت: 45)، والصيام المقبول يمنع صاحبه من اللغو والرفث، وقول الزور والعمل به، ومقارفة المعاصي والسيئات، إلخ.


نسأل الله أن يثبِّتَ قلوبنا على دينه، وأن يصرِّفها على طاعته.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.50 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.68%)]