البيوت الدافئة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4708 - عددالزوار : 1710316 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 497 - عددالزوار : 22280 )           »          9 استخدامات لنشا الذرة غير الطبخ أبرزها إزالة البقع وتلميع الخشب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          4 خيارات صحية ولذيذة لإفطار الأطفال قبل اليوم الدراسى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          6 حيل لإنقاص الوزن دون ممارسة الرياضة.. منها النوم الكافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          لو ابنك معتمد عليك فى كل حاجة.. 4 نصائح لتعزيز استقلاليته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          خطوات تطبيق البلاشر بطريقة صحيحة حسب نوع الوجه.. استمتعى بإطلالة أنثوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          8 علامات بتقولك أن الشخص ده جدير بثقتك قبل ما تكون علاقة صداقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          5 نصائح للتعامل مع طفلك الشقى من غير صراخ أو ضرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          7 خطوات للعناية بمنطقة تحت العين.. هتخلى بشرتكِ مشرقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-03-2022, 10:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,539
الدولة : Egypt
افتراضي البيوت الدافئة

البيوت الدافئة


مسعود صبري


من صفات الله تعالى (الستر)، ولو كشف الغطاء عما هو مستور بين الناس في الدنيا؛ لتحولت الحياة على الأرض إلى شيء غير متصور، وبنظرة عجلى إلى بيوت المسلمين نجد أن كم المشاكل هائل جدا، حتى أضحى الأمر أشبه بالمصائب الكبرى، ولست أحب التعميم ولا أؤمن به في الأمور النسبية، فهناك بيوت ناجحة، ولكن ليس من الحكمة أن نغمض العين أو نغض الطرف عن مشكلات حقيقية في أسرنا، وما زلت أكرر أن الأسرة هي آخر حصون المسلمين في عصر العولمة.
مظلة الأمان

ولا يخلو بيت من وجود مشكلات، بل من عجيب ما ذكر الله تعالى في القرآن بعض المشكلات التي وجدت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكايته أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه شهرا، وأنه كاد يطلقهن، بل طلق السيدة حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- ولكن الله تعالى أمره أن يراجعها، وأنها زوجته في الدنيا والآخرة، بل حكى تآمر بعض زوجاته عليه صلى الله عليه وسلم كشأن النساء مع فضلهن وعلو درجتهن، وذلك أن بيوتنا يجب أن تكون واقعية لا مثالية، وأن كثيرا من المشكلات التي تقع بين الأزواج هي أشبه بملح الطعام، وأن السير الهادئ البطيء في كنف بيت الزوجية غير مستمر في الحياة.
وأنا مؤمن أن لكل مشكلة أسبابا ودوافع وراءها، هي أسباب اجتماعية في المقام الأول، ولكني حين أقف عند قول أحد الصالحين: “إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وزوجتي” أدرك أهمية الإيمان الصادق في بيوت المسلمين، وأن حسن الصلة بالله تعالى هو مظلة الأمان، ودعامة من دعامات استقرار البيوت، وأن الله تعالى يهون على عباده الطائعين ما يكون سببا في تمغيص حياة العاصين، وهو سبحانه عدل في كل ما يقدر، فمن نتائج المعصية أن يكل الله تعالى الإنسان إلى نفسه (نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر: 19]، أما الأزواج الطائعون، فمع ما يقع من أخطاء في التعامل الاجتماعي، فإن الله تعالى يذهب عنهم كثيرا من نتائج هذا الخطأ، ولو وقع الخطأ وترتب عليه نتائجه لكان عدلا من الله، لكنه يتعامل معهم بالفضل تكرما منه سبحانه وتعالى.
أعي أن الله تعالى بنى الدنيا على قانون السببية، وأن هناك من المشكلات ما هي أكبر من كونها نتائج للمعاصي، لكني في ذات الوقت أوقن أن القرب من الله تعالى سبب في حل كثير من المشكلات، فهناك من البيوت لا يجد أهلها الراحة النفسية، بل تشكو دائما من الاضطراب النفسي، والقلق، وعدم الراحة، مع ما قد يكون فيها من الراحة المادية، لأنهم غذوا أجسادهم ونسوا غذاء أرواحهم، بل غالبا ما يكون هناك خلل في العلاقة مع الله، مع الخلل الموجود في العلاقة الاجتماعية فتكون النتيجة ما يشكو الناس من سوء أحوالهم.
أحوال البيوت

وإن كان الله تعالى كما قال: (الله ولي الذين آمنوا) [البقرة : 257]، فإن المعصية تجعل كما قال تعالى (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ . وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) [الزخرف : 36، 37]، فما بالنا إن كان الشيطان هو قريننا، فكيف يكون الحال بين الأزواج، ومن أهم ما يسعى إليه الشيطان هو هدم تلك البيوت، بل يلبس تاجه لمن فرق بين رجل وامرأته، وربما يعيش الإنسان في حياته الزوجية تلك المواقف التي يرى فيها عليه مَنَّ الرحمن، وتلك التي يرى فيها وساوس الشيطان، وذلك أن تقسيم أحوال الناس بين الخير والشر ليس دائما، فقد يصبح الرجل في الخير ويمسي في الشر، أو يمسي في الخير ويصبح في الشر، لكنه ذاق كلا الأمرين فليتخير ما يشاء.
إن بيوتنا بحاجة إلى دفء الإيمان، من حسن العلاقة مع الله، وأن توجد في بيوتنا علامات الصلاح، فكم من البيوت يصلي الزوج مع زوجته قيام الليل؟!
وكم من البيوت تجتمع على مائدة الرحمن لقراءة القرآن؟!
وكم من البيوت تجتمع على الصيام؟!
وكم من البيوت تجعل الصدقة من الأمور الثابتة في حياتها؟!
وكم من البيوت تحافظ على صلة الرحم؟!
وكم من البيوت تسعى على كفالة اليتامى وعون الأرامل؟!
إن كثيرا من البيوت تملؤها الشياطين، وخاصة مع هذا الانفتاح الذي نعيشه، مما يوجب علينا أن نتحصن بمنهج الله تعالى، وأن يكون عندنا وقاية مما يضر ببيوتنا، فنأخذ بكل جديد نافع، ونطرح كل جديد طالح، وحين تتعلق القلوب بعلام الغيوب تفتح الأبواب المغلقة، وتيسر الأحوال العسرة، ويدخل البيوت دفء الإيمان منة وتفضلا من الرحمن على عبده الإنسان، فتمتلئ جنبات البيوت بالأمان المفقود، وما أروع حديث النبي صلى الله عليه وسلم (رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) (أحمد وأبو داود وابن ماجه)، وما أجمل أن تختلط تلك العبادات من الصلاة وقراءة القرآن وغيرهما بابتسامة بين الزوجين، أو لمسة حانية، أو حضن دافئ، فساعتها تحوط البيت الملائكة، وتتنزل أنوار الله على تلك البيوت المؤمنة، التي جعلت رضا الله غايتها، والرسول قدوتها، والحياة في سبيل الله أسمى أمانيها، فما أحوجنا إلى الحياة في سبيل الله، قبل الموت في سبيله.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.71 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]