خطبني وتزوج غيري، وما زال يريد الزواج بي!

[ابوالوليد المسلم]

خطبني وتزوج غيري، وما زال يريد الزواج بي!
أ. عائشة الحكمي



السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفتُ إلى شابٍّ عن طريق الإنترنت، واتَّفقنا على الزواج، دام تعارُفنا سبع سنوات، وأقنعتُ أهلي بفكرة الزواج، لكنه "لمح لي بأن إحداهن تتقرب منه في عمله، وأنه قد يتزوجها"؛ لأنها أرملة ولديها أولاد!

كِدْتُ أُجَنُّ؛ كيف بعد أن وافَق أهلي على موضوع زواجنا، يخبرني بأنَّ هناك امرأةً أخرى سيتزوجها؟!

ثم علمتُ أنه تزوَّجَها بالفعل وأنجب، وما زال يريد الارتباط بي، بالرغم مِن رفْض أهله لزواجه!

أنا في حيرةٍ، فقد تعلَّقْتُ به كثيرًا، وبنَيْتُ أحلامًا، بل قُصورًا معه.

إن عرَف أهلي بهذا فلن يقبلوا، وأنا لا أجرؤ على البوح لأحد بما عرفتُ.

أنا فعلًا حائرة، فلا أريد أن أخربَ عليه بيته، وفي الوقت نفسه أشعر بأن لي حقًّا فيه قبلها، ولا أعرف إن كنت سأستطيع التعايُش مع فكرة أن امرأة أخرى في حياته.

أفيدوني أفادكم الله.


الجواب:

بسم الله الموفق للصواب

وهو المستعان

سلامٌ عليك، أما بعدُ:

فإن كان الأمرُ على ما تصفين، فهذا رجلٌ لا يستحقُّ منك طول الانتظار كل هذه السنين؛ إذ باستطاعة أية امرأةٍ تتعرَّض له أن تفتنه! ثم بعد ذلك يُبرِّر لأفعاله الشنيعة بمبررات دينية! وإنَّ مِن أقبح المبررات تلك المستترة بالدين، مع أن النية مِن ورائها غير الدين! فهو يحادثك منذ سبع سنين بدافع الرغبة في الزواج! ثم يدعك ويتزوَّج من زميلته الفاتنة بدافع كفالة اليتيم!

آمل أن تستيقظي مِن وَهْمِك! فهو لم يتزوج تلك الشابة الأرملة إلا لأنها فتنته بنفسها؛ "لمح لي بأن إحداهن تتقرب منه في عمله، وأنه قد يتزوجها"، وبرغم اعتراض أهلِه على زواجه من تلك الأرملة، أَصَرَّ على زواجه منها، وهكذا ديدن الرجال، متى رغب الواحد منهم في الزواج من امرأةٍ بعينها تزوَّجَها رغم أنف الجميع! فلا تُصَدِّقي رجلًا يزعم أنه يحبك ثم لا يتقدم خطوةً واحدةً للظفر بك! وأظن أنَّ ضَياع سبع سنين من شبابك تكفي لتُصَدِّقي ما أقوله لك!

رأيي أن تصرفي آمالَك عن التفكير في هذا الرجل، أما إن رضيتِ لنفسك القبول بهذا العرض الهزيل فلا بد أن يعلم أهلُك بالحقيقة كاملة؛ حتى إذا ارتضوه زوجًا لك ضمنوا لك مستقبلًا حقوقك مِن أن تضيع، والوصية لك بعدم ترْك القيادة لقلبك؛ فإني أراه يَقودك إلى هاويةٍ مُظلمة ليس غير الله يعلم ما قرارها! فاتقي الله، واطلبي الخيرة منه، وعسى الله أن يخير لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به، آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب