فقدت الأمل في الحياة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1094 - عددالزوار : 127603 )           »          أدركتني دعوة أمي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية .. روائع الأوقاف في الصحة العامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حقيقة الإسلام ومحاسنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المرأة .. والتنمية الاقتصادية في الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أسباب الثبات على الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مكارم الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 4779 )           »          مفاسد الغفلة وصفات أصحابها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من جهود علماء الكويت في ترسيخ عقيدة السلف الصالح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          سفراء الدين والوطن .. الابتعاث فرص تعليمية وتحديات ثقافية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-12-2021, 10:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,734
الدولة : Egypt
افتراضي فقدت الأمل في الحياة

فقدت الأمل في الحياة


أ. أسماء حما


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المستشارين الأفاضل، جزاكم الله عنَّا كل خيرٍ، وبعدُ:
فحياتي سلسلةٌ مِن الإخفاقات والابتلاءات، لا أعرف كيف أعيش حياتي كما يجب؟! الضغوط والابتلاءات التي أمرُّ بها تشدني إلى الأسفل، وتجعلني أدور في حلقة مفرغةٍ!
أكثر هذه الابتلاءات ناجمة عنْ مشاكل إخوتي مع بعضهم بعضًا - مشكلاتٌ ليس لها أولٌ، ولا آخر، هموم لا تنتهي، تُعكِّر عليَّ صفو حياتي، وتجعلني في حالة كدَرٍ دائمٍ، أحاول أن أصلحَ بينهم، ولكن لا حياة لمن تنادي، وما مِن أحدٍ يستجيب، وما مِن أحد يتقبَّل الكلام أو يقدِّر!
ليس لنا كبيرٌ في عائلتنا يُوَقِّرونه ويسمعون كلامَه، فالحياة في بيتِنا أصبحتْ لا تُطاق؛ حياة صاخبةٌ بكُلِّ ما تحمل الكلمةُ مِن معنى، الحركة فيه لا تهدأ.
أما أخي وزوجته فلا يملكان أساليب تربية ناجحة مع أولادهما، فكل همِّهما الإنجاب وفقط، لا يتقبَّلان نصح أحدٍ، ولا أستطيع أن أسدَّ هذا الخلل عنهما، لم تعدْ لي قدرةٌ ولا طاقة، فقد تعبتُ، حتى أصبحتُ عصبيةً ومتوَتِّرة.
أمَّا أمي المسكينة - حفظها الله، وأطال عُمرها، وختم بالباقيات الصالحات أعمالَها - فهي الأخرى مُنهَكة ومُتعَبة أكثر مني، بل ومُستنزَفة، فقد حملتْ على كاهلِها مسؤوليَّة البيت، وتربية الأولاد، فهي تُعاملهم كأمٍّ وكأنهم أولادها، وليس أحفادها؛ مما جعلهم لا يتقبَّلون منها شيئًا؛ فتعوَّد أخي وزوجته على الاتكالية!
نصحتُ أمي ألا تجعلهم يعتمدون عليها، ولكنها تريد أن تلعبَ دور الأم، وأنا الأب! ولا نستطيع استئجار بيتٍ صغير يسعني وأمي، أريد أن أكونَ وحدي، أخلو بنفسي، أبتعد عن الجميع، أعبد ربي بسكونٍ واطمئنانٍ، ولكن للأسف ليس لي غُرفة خاصة، لا مجال لقراءة القرآن بتدبُّر، أو الصلاة أو الدعاء بخشوع، دون أن يشوشَ عليَّ أحدٌ، دون أن يقتحمَ خصوصيتي أحدٌ.
لم ينعم اللهُ عليَّ بزوجٍ صالحٍ حتى الآن؛ ليُريحني مِن هذه الفوْضَى الحياتية والنفسية العارمة التي أعيشها، بالرغم من أنَّ موضوع عدم الزواج لم يكنْ يشغل بالي، فالزواجُ بالنسبة لي مجرد محطة على طريق الحياة، وليس خاتمة المحطَّات! ولكن مع قُرب انتهاء الثلاثينيات صرتُ أخاف من المستقبل، أعلم أن هذا خطأ، ويُنافي مفهوم التوكُّل على الله!
أنا فتاة - ولله الحمد - مُثقَّفة، وعلى قسطٍ مِن الجمال، وعندي وظيفة جيدة، دوامُها لا يتعدَّى بضع ساعات، ولكن طموحي توقَّف، ما عدتُ أرغب في تطوير نفسي، وتوسيع ثقافتي - كما كنتُ سابقًا.
لا أهتم بأنوثتي كما تفعل الفتياتُ والنساء عادةً، أصابني كسَل وجمودٌ، حتى إنني أعيش على هامِش الحياة، أمارِس حياتي بشكل روتيني قاتلٍ، لا أفرح بمولودٍ، ولا أحزن على مفقودٍ، أشعر أنه قد استُنْزِفتُ قُواي، واستسلمتُ لأمواج الحياة التي تتقاذَفني كيف تشاء، لا أشعر بمُتعةٍ في العَيْش، ومع ذلك أخاف الموْتَ جدًّا؛ لأنني مقصِّرة، ولم أُعدَّ العدة كما يجب!
الدنيا في نظري لا تُساوي شيئًا، ولكني أريد أن أعيشَها كما يجب حتى أعبد ربي كما يجب، لا أعرف كيف أبدأ؟ وبالأحرى ليس لديَّ طاقة للبدْء، أحاول أن أقنعَ نفسي بعدم اليأس، لعلمي أن اليأس حرام، لكني أعاني مِن الاكتئاب.
أعلم أنَّ مُشكلتي سخيفة، مُقارنة بما يمُرُّ به غيري من المسلمين في بقاع الأرض كافة، ولكن لولا أنني تعبتُ جدًّا ما كنتُ لجأتُ لكم بعد الله، ساعدوني ودلوني كيف أعيش؟!


الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلًا وسهلًا بكِ في شبكة الألوكة، وأسأل الله أن ييسرَ أمركِ.
أختي الكريمة، أبدأ مِن حيث انتهيتِ؛ فمشكلتُكِ ليستْ سخيفةً! وعينُ العقل مبادرتكِ بسؤال أهل الاختصاص لمساعدتكِ في إصلاح الخلَل، وتلمُّس الحلِّ.
عزيزتي الكريمة، تعيشين حين تضعين هدفًا تعملين على تحقيقِه، فيغدو الصخبُ المنزلي سكونًا هائلًا، ويصبحُ صوت الأولاد ملهمًا، تصبح المشكلات محفزة للتفكير في بدائل للخروج مِن قوقعة الذات الضيِّقة إلى المدى الأرحب.
قدِّمي الحبَّ والحنان؛ لتأسري قلوبهم، فيستمعوا إليكِ، وتسهمي في تربيتهم، ونيل الأجْر مِن الله - عز وجل- فالعَمَّة مَكمَن الحنان والحب والرحمة.
إنَّ سُوء التربية أو ضعفها، والتفَكُّك بين الأسرة، وافتقاد الحبِّ والحنان - قد يؤدِّي إلى هذا الصخب الذي تتحدثين عنه وكثرة الحركة، وغالبًا البيت الذي يعج بالصِّغار لا يخلو مِن الصخب مهما حسنت التربيةُ!
إنما لا بُدَّ مِن وقتٍ يخلد فيه الأطفالُ إلى النوم، ليسكن البيت، فتستطيعين عندئذٍ الاختلاء بنفسك، واللجوء إلى سجادتك للصلاة والعبادة.
لماذا لم تتزوجي إلى الآن؟ سؤال مطروح.
اهتمي بهذا الجانب - عزيزتي - وابذلي الأسباب المتاحَة المشروعة؛ مثل: مصاحبة النساء الصالحات، والطلب منهن أن يُساعدنكِ في العثور على زوج صالح.
تأملي أيضًا قول الله - تعالى -: ﴿ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا.... إلخ ﴾ [القصص: 25].
ولا بأس لو عرضتِ نفسكِ على الرجل الصالح الذي يصونكِ ويُعِينك على الخير، وتجدين بقربه الأمن والاستقرار، وليس في هذا عيبٌ ولا عارٌ، فإذا فعلتِ ما أمكنكِ منَ الأسباب المشروعة، فارضي بقَدَر الله - تعالى، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كل شيء بقدرٍ، حتى العَجْزُ والكَيْس)).
ثم تأمَّلي الحكمة في القدَر، وأحسني الظنَّ بالله - عز وجل؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله - تعالى -: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأٍ خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ بشبرٍ تقربتُ إليه ذراعًا، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة))؛ رواه البخاري ومسلم.
وقد نهى الله - تعالى - عن اليأس كما حكى قولَ يعقوب : ﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ.... ﴾ [يوسف: 87].

يسَّر الله أمركِ، وفرَّج همكِ


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.26 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.56%)]