النوة الأخيرة! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أبرز الفيتامينات والمكملات الهامة للأعصاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صغر حجم الخصيتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          معدن الكروم: بين الفوائد والأضرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أسباب عدم الشعور بالجوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لماذا يرفض أطفال التوحد تناول الطعام؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          نصائح بعد جراحة دوالي الخصية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صعوبة الكلام عند مرضى التوحد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ما أسباب تأخر التئام الجروح؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عسى الله أن يتجاوز عنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كلمة عن فضل القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-12-2021, 03:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,550
الدولة : Egypt
افتراضي النوة الأخيرة!

النوة الأخيرة!
محمد صادق عبدالعال


يكاد البَرق يقتحِم الديار لولا المغاليق الشداد، ودَويُّ الرعد ينفذ للآذان عَنوةً ويسبح، والريح قد أزهقَت أعطاف الشجر؛ فانحنَت أغصانُه تنتظر سياطَ المطر، وأمام هذا المناخ القاهر لم يجد الأبناء من مَفر سوى حِجر أمهم ملاذًا؛ فأقبلوا إليها يزفُّون:
لعلها النَّوة الأخيرة...
ابتسمت:
الأخيرة؟!
قالوا:
نعم.
ألقت برأسها إلى الوسادة وغابت حينًا ثمَّ عادت وقد سبقَتها دمعةٌ سَخينة؛ ما لبثت أن كفكفَتها أيديهم، ثم نظرت إلى النَّافذة نظرة غريبة، ولا زال البَرق يحاول الاقتحام حتى ولو لم تستقبله دار.

كان أبوكم يعشق الشتاء وكنت أقول له:
أنت مثله.

يضحك الأبناء ويردِّدون:
إن أباكم كالشتاء في برقه ورَعده وهوجاء رياحه.
تبتسم.
وكنتُ أقول له:
أنت كثير النَّوَّات كفَصل الشتاء، وأنكر بعض الخيرات.

يسألها الصغير مداعبًا:
وما الخيرات يا أمِّي؟
بعد أن تهدأ الرِّيح العاصف ويستكين الرعد المسبِّح وينطفئ وهج البرق المُرعب - تغسل الأمطار أدرانَ البيوت والشجر، وتصفو صَفحة السماء ويتهلَّل وجه الشمس من جديد كوجه أبيكم حين يبتسم.
ما أروع الغزل!

تُبدي أسًى بعد ابتسام وتقول:
وفي الليلة التي فيها أبوكم قد رحل سألني:
هل تحبِّين فصلَ الشتاء مثلي؟

قلت:
نعم، أعشقه كعشقك له.

فقال مداعبًا كفِّي وراحةَ يدي ليجاهد الألم:
برغم رياحه ورعده وبرقه وسياط المطر؟!
قلت:
نعم

سألني:
أتلك آخر نوَّة في الشتاء؟
تمنَّيتُ لو لم تكن الأخيرة... لكن للطقس نُظم! فقلت:
نعم.
هادئة هذا العام أليس كذلك؟
هو ذلك... ولم نعهدها من قبل كذلك!
سبحان من له الدوام!
"كل شتاء وأنتم بخير".
بكَت وبكوا، وأسلمت رأسها للوسادة من جديد، فظنوا أنها ذهبَت لتستعيد وسوف تعود، ساد الصَّمت المُزعج أرجاء الحجرة، أراد الصَّغير أن يقطع دابره فقال ممازحًا يعتصر:

قصِّي لنا يا أمِّي بعضًا من نوَّات أبينا.

لم تجِب، فناداها:
أمِّي... أمِّي.
مالَت الكبرى عليها، وأجبرت خنوع كفِّها على التثبت مما جال بظنهم، ثم قالت:
إن أباكم قد أخذ على أمِّكم موثقًا، بيد أنَّها لم تقوَ على أن تقول لكم:
"كل شتاء وأنتم بخير".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.58 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]