مظاهر لغة شعر باكثير في المرحلة اليمنية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1204 - عددالزوار : 133790 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-11-2021, 02:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,907
الدولة : Egypt
افتراضي مظاهر لغة شعر باكثير في المرحلة اليمنية

مظاهر لغة شعر باكثير في المرحلة اليمنية


د. عبدالقادر علي باعيسى





مظاهر لغة شعر باكثير في المرحلة اليمنية


ديوان (سحر عدن وفخر اليمن) نموذجًا






اللغة واضحة في ديوان علي أحمد باكثير (سحر عدن وفخر اليمن)، تحقيق د. محمد أبو بكر حميد، وظاهرةٌ لا تدفع بالقارئ باحثًا عما وراءها، كاشفًا عن خباياها، ولا تُثير فيه انفعالات غيرَ منظمة، أو رؤًى غير مألوفة، غير أنها - على وضوحها - تتركه في حال من الانفعال بسموِّ المعاني وصدقها، بتأثيرات دينية وأخلاقية، ربما كانت سببًا في ذلك الوضوح، حتى ليمكِنُ للقارئ أن يحدسَ مسبقًا بكثير من مظاهر النص القادم؛ أي: إمكانية قراءة المعنى قبل الوصول إليه، ما دام موجهًا ببِنًى كلية من الدلالات الدينية والأخلاقية الاجتماعية، وإنما يتغيَّر ظاهر المعنى وَفْقًا لمستلزمات خارجية، أو ما يسمَّى بمناسبة القصيدة؛ فالسياقات الموضوعية بتماثلاتِها وتقارباتها تتدخَّل لتوجيه القارئ وإرشادِه إلى نصوص شعر باكثير في تلك المرحلة المبكِّرة من شعره التي يمثِّلها ديوانُه هذا، بالإضافة إلى ديوانه الأول: (أزهار الربا في شعر الصِّبا)[1]، وهو لَمَّا يزَلْ في اليمن، قبل أن يسافرَ إلى الحجاز، فمصر.



لقد ترتب على تلك الإبانة هيمنةُ المعاني ذات الطابَع الأخلاقي، بحيث يقف القارئ عند أفكار الكلمات، وفي إطار تصوراتها الأخلاقية غالبًا، يقدِّمها الشاعر بإخلاص عميق، فتمتزج رغبتُه في أداء الشعر بإخلاصه في أداء رسالته التي يمكن توصيفُها بأنها نموذج سامٍ من حيث أخلاقياتُها الدينية، وواقعي من حيث كونها ترغب في إجراء تغييرات إصلاحية في الواقع من غير انفصام أو تباين بين الجهتين، الدينية والواقعية، بوصف الوعيِ الأخلاقي الديني وعيًّا كليًّا تؤدَّى في ضمنه وظائفُ إصلاحية اجتماعية عملية، فتتم عبر النُّصوص محاولةُ إيجاد العالَم المثالي في العالَم الواقعي، وتشكيل العالم الواقعي على رؤية مثالية، ويمتزج ذلك بوعي القصائد التي تغدو في أغلبها موضوعًا خالصًا لتلك الغاية الإصلاحية.



على هذا يمكِن أن يطلق على باكثير في تلك المرحلة صفةُ (الشاعر المعاصر)، وعلى شعره (بالمعاصر)؛ بِناءً على مفهوم ستيفن سبندر للكاتب المعاصر الذي ينطوي على مفهوم الأديب المصلح المبشِّر في عصره، وما يقترن بهذا المفهومِ من إيمان الشاعر برسالة معينة، تجعله مبشِّرًا بمبادئَ ليست من صنعه في آخر المطاف، وإنما يفرضها واقعُ عصره؛ إذ يظل إسهامُه مرتبطًا بقواعد العصر، مذعنًا لقواعد اللُّعبة التي وُضعت له، فإسهامه أشبه بالرقص في السلاسل[2] ما دام الواقعُ الخارجي يفيض من تجارِبِه العامة على إمكانية الخصوصية الفردية في الكتابة، بما في ذلك واقعُ اللغة التي تراعي في هذا المقام "العرف الجاري في التحرُّر والالتزام، بُغْيةَ إخراج القصيدة المشتركة في جوهرها ومظهرها، لا خصوصية فيها ولا نشوز"[3]، مما سيفضي به شعر باكثير، انطلاقًا من قراءة هذا البحث لمظاهره اللغوية في هذه المرحلة المبكِّرة، وأول هذه المظاهر هو المظهرُ اللغويُّ الاجتماعي.



1- المظهر اللغوي - الاجتماعي:

يمكِننا أن ننظرَ ابتداءً إلى النصوص في مظهرها اللغويِّ الاجتماعي، يؤدِّيها شاعر مصلحٌ أُوتي حضورًا طيبًا في المجتمع، ويتقبلها عنه أناسٌ يفهمون رسالته جيدًا، بالتفاتنا - مثلاً - إلى المرسِل والمرسَل إليه اللذين نلمح بينهما إمكانيةَ التقارب الشديد، فالمرسِل (الشاعر) يعمل على تقرير القضايا وإرسالها بما هو معلوم متحصَّل في الذهن الفردي والجماعي من مجموع الخِلال والقِيَم الحميدة المعروفة والمتداوَلة في المجتمع، فلا تبدو لذلك ضمائرُ المرسَل إليهم (المخاطبين) ناشزةً عن تلك المعاني حال تلقِّيها؛ إذ تقرِّرها هي بدورها، بوصف الضمائرِ اللغوية هنا علاماتِ مبادئَ وقِيَمٍ تُحيلٍ على ذوات اجتماعية راغبة بذاتها في قِيَمِ الإرشاد والصلح، وإحداثِ الوئام والمبادرة الحسنة، أو يتخيَّلُها الشاعر كذلك أكثرَ من كونها علاماتٍ فنية تُحِيلُ على المتخيَّل، أو تساعد في الإحالة عليه، فيسري أثرُها المثالي النَّموذجي في مجموع الكلمات بفاعلية القاسَم الاجتماعي الأخلاقيِّ الديني المشترك، وتغدو الكلمات امتدادًا للدلالة القيمية للضمائر، في الوقت الذي تغتني الضمائرُ بدَلالة الكلمات المثلى، فتظلُّ الدَّلالة لذلك محصورةً معلومة بين الضمائر وهذه الكلمات من جهة، وبين النصِّ والمجتمع من جهة أخرى، لا يمكِنها الخروجُ عن حدودهما؛ أي: لا يمكِنها الخروج عن تركيب معروف محمَّل بدلالةٍ اجتماعية، ولا عن دلالة اجتماعية بادية في تركيب مألوفٍ عمادُه جُمل إنشائية وخبَرية مباشرة؛ كقول الشاعر:



فثُوبوا للوِفاق ولا تكونوا

(برَاقشَ)، واسمعوا النصحَ الثمينَا




دعُوا الأقدارَ للتاريخ يرقُمْ

عليكم أو لكم ما تعملونَا




وربُّكمُ بكم أدرى، تعالى

ففيمَ على المدى تتنابزونَا




ومن يُحسِن ويعمَلْ صالحاتٍ

فإنَّ اللهَ يَجزي المحسنينَا[4]








وقوله:



ثُوبوا إلى هَديِ النبي وصحبِه

تجدوه سهلاً واضحًا مطروقَا




وعقيدةِ السلفِ النَّقية؛ إنها

أقوى وأقومُ حجَّةً وطريقَا [5]








يعني هذا أن المجتمعَ - ككيانٍ من التقاليد والأعراف والعادات والمواضعات بما في ذلك لغتُه الأدبية - يمارس نوعًا من التدخل في نصوصِ الشاعر ما دام يُسهم في إنتاج الدلالة، ويرغِّب في التراكيب نفسِها ما دام لا يستهجنُها، يعضد ذلك زمنٌ تاريخي تقليدي هو مطلع القرن العشرين في بلد الشاعر، يعُدُّ كلَّ قصيدة على هذا المنوال إغناءً له وإحياءً، لا إضعافًا، من باب أن اللغة تمثِّل الشاعر وغيره تمثيلاً اجتماعيًّا؛ فاللغة الشريفة والمقاصد المستقيمة دالَّةٌ على ذات الشاعر نفسِها، حتى تَشيع في مثل هذا النمط من النصوص القِيمُ الحُكمية، كنتيجة تلقائية لهذا التوجُّه النصي - الاجتماعي، بوصفها بنيةً فوقية مستخلَصة أو منعكسة عن التَّجارب الاجتماعية، يقول باكثير:



وإذا الفتى سلِمت له عُددُ العُلا

وحلا الهوى فليَحْيَ وهْو سعيدُ




قف موقفًا بين المعالي والهوى

تنَلِ العلا، والعيشُ منك رغيدُ




إن الموفَّقَ للقيامِ وللوفا

بحقوق كلٍّ منهما لرشيدُ




والغانياتُ متى سدَدْن على الفتى

سُبلَ العلى فمصابُهن شديدُ




من قبل ما أوديْنَ (بابن زُبيدة)

ولها بهنَّ عن الكمالِ (يزيدُ) [6]








ويقول:



الدهرُ أبخلُ أن يديمَ سعادة

للمرء، فانظر كيف حَالَ الماءُ

يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 204.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 202.70 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.84%)]