|
|||||||
| ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
إمامُ الأخلاق صلى الله عليه وسلم وضاح سيف الجبزي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا، وï´؟ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ï´¾ [الفرقان: 1-2]، وï´؟ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ï´¾ [الفرقان: 61-62]، وأشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده و رسوله، اصطفاه و اجتباه، وأحبَّه وارتضاه، وقدمه على من سواه.. مُرْسلٌ نال بآيِ الذٍّكْرِ ما ![]() لم ينله النجم في عالي مَداه ![]() كل ما جاء به من مُعْجِزٍ ![]() سَحَرَ الألباب قرآنٌ تلاه ![]() قوَّةٌ كامنةٌ أخرجها ![]() مثل ما يخرج طَلْعٌ من نَوَاه ![]() اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد: فهذه إلياذةُ الأخلاق ![]() سائغة الشراب والمذاقِ ![]() نافعةً لسائرِ العبادِ ![]() تهدي إلى الفلاح والرشادِ ![]() مع إمام الدنيا، وأستاذ الدَّهر، وروح الحياة، ومعلِّم البشرية، وقدوة الإنسانية، وسيد الأنام، وقبةِ الأعلام، ولبنةِ التمام، ومُربِّي الأجيال، ومجمعِ الأخلاق، ومنبع المُثُل، ومؤسس المبادئ، وباني القيم، وهادي البرية إلى الرشد، ودليل الناس إلى الخير. مع الأُمي الذي علَّم المتعلمين، واليتيم الذي بعث الأمل في قلوب البائسين، والهادي الذي قاد سفينةَ العالمِ الحائرةِ في خِضَم المحيط ومعترك الأمواج إلى شاطئ النجاة، وساحل الفوز، باتباع نهج رب العالمين. مركبُ الشّعرِ عند شاطيهِ يرسو ![]() والمعاني إذا ذكرناهُ أُنسُ ![]() هتف الشّوقُ نحوه فاستنارتْ ![]() أحرفٌ تحمِلُ الحنينَ ونفسُ ![]() هل تتجرأُ النفوس أن تزاحم في محبتها للبشر سواه؟ وهل يمكن أن تشتاقَ لأحد إِلاَّه؟ وهل الفضل بعد الله إلا من نداه؟ الحمد لمن اصطفاه. الفضل لمن رباه. الشكر لمن حبَاه. المنُّ لمن اجتباه. شُغفتُ بحبِّه مُذْ كنت طفلًا ![]() وشِبتُ وليس للحب انقضاءُ ![]() والله لو كان لأحدنا ألفُ ألفِ لسان، وألفُ ألفِ بيان، وألفُ ألفِ بنان، وألفُ ألفِ تعبير، وألفُ ألفِ خيال، وألفُ ألفِ موهبةٍ، وألفُ ألفِ قدرة، وألفُ ألفِ كتاب، وألفُ ألفِ قلم - لعجَز عن التعبير، وإبداءِ ما في الضمير، ولو جاء بالعير والنفير، وامتلك النقير والقطمير. ووالله ما في طاقة متحدِّث ولو ألقت إليه البلاغة أعِنتها، وأرخت إليه الفصاحة زمام الجناس والطباق، أو جاب بصدق مشاعره الآفاق، وبلغ في مجده السبع الطباق، أن يتقصَّى ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من مكارم الأخلاق. فالمسكُ ما قد شفَّ عن ذاتِه *** لا ما غدا ينعَتُه بائعُهْ يقول الصِّديق رضي الله عنه: أمَا إذا كلَّفْتمونيأخلاقَرسولاللهصلى الله عليه وسلم؟! فوَاللهِ ما ذاكَ عندي ولا عِنْد أحدٍ[1]، وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه، لَمَّا بَلَغَهُ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِأَخِيهِ: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الوَادِي فَاسْمَعْ مِنْ قَوْلِهِ، فَرَجَعَ فَقَالَ: «رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ»[2]. كيف؟ وهو المثلُ الأعلى في مكارم الأخلاق والخلال، وكريم السجايا والخصال، وبلغ ذِروة السَّنام في مراق الكمال، ونال منها غاية تنقطع دونها الآمال! خُلقٌ ما شاهدت في مشرقٍ ![]() مِثلَه عينٌ ولا في مغربِ ![]() إنه النبي الهادي، خيرُ من حضر النوادي، وأبرُّ من ركب الخوادي، وفاق الليوث العوادي، ولقد قرن الله ذكره بذكره على لسان كل ذاكر، وشَرُفت برسالته المنائر والمنابر، ولقد رفع الله ذكره، ولا خافض لِما رفعه الله، وجعل اسمَه مقرونًا باسمه، تهتف به ملايين الشفاه، فأين الثرى من الثريا؟ والصحيح من المدرج؟ والأسدُ من القرد؟ والرأس من الرجلين؟ والتاج من النعلين، وجيد الغزال من الذيل؟ وأين الباز من ذنب القط؟ فأخلاقه ومساعيه وسؤددُه صلى الله عليه وسلم، شواهدُ تتحدى كلَّ متحدٍّ. إنه البشير النذير، والسراج المزهر المنير، النبي المصطفى، والرسول المجتبى، سيد الأولين والآخرين، وقائد الغُر المحجلين، الفاتح لما أغلق، والخاتم لما سبق، أرسله الله شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا. قَمَرٌ تفرد بالكمالِ كمالُه ![]() وحَوَى المحاسِنَ حُسْنُه وجمالُهُ ![]() إنني على يقين أني لن أبلغ في الحديث عن أخلاق خير الخلائق صلى الله عليه وسلم، في هذه الدقائق، وكشف المكنون من الشمائل والحقائق، إلا مقدارَ ما يبلغه واصف الشمس وهو لا يعرف منها إلا أنَّها كوكبٌ ينسخ طلوعُه سوادَ الليل! ومهما تتبارى القراح والأفهام، وتتزاحم الصحائف والأقلام، ناسجةً أحاديثَ مجدِه، مرتلةً آياتِ شمائله، عازفةً أناشيد عظمته؛ فستظل جميعُها كأن لم تبرح مكانها، ولم تحرك بالقول لسانها. فَمَنْ يُحْصِي شَمَائِلَهُ اللَّوَاتِي ![]() لَهَا فِي كُلِّ رَابِيَةٍ ثَنَاءُ ![]() وحسبنا أن نُنيخَ ركائبنا على ساحل بحر مسك أخلاقه؛ لنظفر منه بدرة، وعلى روض ريحان خلاله؛ لنشتم منها نفحة! فما برحتْ منه الخلائق تَحتذي ![]() شذًا تتهاداه الأنوفُ النواشقُ ![]() هيا بنا لنغرف من بَحره ونرتوي بدَرِّه، ونشنِّف المسامع بدُرِّه.. فاخلع نعالك في طُوى أكنافه *** وضع العصا في واده القدسان هذه إيماءات سريعة على استحياء إلى بعض صفحات أخلاقه الناصعة، ومكارمه الفريدة، وفعاله الطاهرة. إلى بعض سمات تفَوُّقِه وعظمته، وثباته ومنَعَتِه، والتي جعلت أفئدة الناس تهوي إليه، وجذبت نحوه في ولاءٍ - لا نظير له - ثلةً لا مثيل لها ولا شبيه، إنه ابن عبدالله محمد رسول الله إلى الناس في قيظ الحياة، أيُّ سرٍّ توفَّر له فجعل منه إنسانًا يُشَّرف بني الإنسان؟! وأيُّ يدٍ طُولى بسطها شطر السماء، فإذا كل أبواب رحمتها ونعمتها وهداها مفتوحةً على الرِّحاب؟! أيُّ إيمانٍ أيُّ عزمٍ أيُّ مضاء؟ أيُّ صدقٍ أيُّ طهرٍ أيُّ نقاء؟ أيُّ تواضعٍ أيُّ حبٍّ أيُّ وفاء؟ يتبع
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |