الفتن وأسباب الثبات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 579 - عددالزوار : 24251 )           »          كيفية إزالة الصور من النسخ الاحتياطى فى صور جوجل دون حذفها من الجهاز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          تحديث كبير لتليجرام يتيح دمج هاتفك بجهاز التليفزيون.. أعرف التفاصيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          طريقة تشغيل ChatGPT بلمسة واحدة على ايفون 16.. خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          حماية اللاب توب من السرقة.. 8 خطوات أساسية لتأمين جهازك وبياناتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          إزاى ترجع اللاب توب المسروق أو الضائع.. خطوات بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تحديث جديد لواتساب .. إنشاء أيقونات المجموعات بالذكاء الاصطناعى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          لمستخدمى واتساب.. كيف تحمى بياناتك عند تغيير موبايلك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 5425 )           »          حدث في الثامن من ذي القعدة 669 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-08-2021, 05:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,717
الدولة : Egypt
افتراضي الفتن وأسباب الثبات

الفتن وأسباب الثبات
تركي بن إبراهيم الخنيزان

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.





﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].




أما بعد:

أيها المؤمنون..

إنَّ اللهَ قد أَسبَغَ على العبادِ نِعَمًا ظاهرةً وباطنة، واصطَفَى نِعمَةً هِيَ أَنفَسُ النِّعَمِ وأعلاها.. مَنَحَهَا لمن شاءَ مِن عِبادِه...




فأعظَمُ النِّعَمِ نِعمَةُ الإسلامِ.




وهي أَكثرُ النِّعَمِ عُرضةً للزَّوال، قال -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّ القُلوبَ بينَ إصبُعَيْنِ مِن أصابعِ اللَّهِ، يقلِّبُها كيفَ شاءَ"؛ رواه الترمذي وابن ماجة.




وكان يعقوبُ -عليه السلام- يُوصي أولادَه بالحِفاظِ عليها، يقولُ لهم: ﴿ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة: 132].




ومِن دُعَاءِ الرَّاسِخِينَ في العِلم: ﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ [آل عمران: 8].




وكلُّ مُسلِمٍ مَأمُورٌ بدعاءِ اللهِ في صلاتِه وسؤالِهِ الهدايةَ والثباتَ على الدِّين، في قولِه: ﴿ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [الفاتحة: 6].




واللهُ -سبحانه- يقولُ في الحديثِ القدسيِّ: "يا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْرواه مسلم.






عباد الله..

وفي آخِرِ الزمان.. تكثُرُ الفِتَنُ، فتُزَعزِعُ قلوبَ العِباد -إلا مَن رَحِمَ الله-.




وتُخرِجُ المرءَ عن دِينِهِ في يَومِهِ أو لَيلَتِه.. قال -عليه الصلاة والسلام-: " بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَارواه مسلم.




أي: اجتَهِدُوا وسارِعُوا بالأعمالِ الصالحاتِ قبلَ أن تأتيَ فتنٌ تُشغِلُ الإنسانَ وتُثَبِّطُهُ عنِ العملِ الصالح..




ومِن شِدَّةِ تِلكَ الفتنِ، أنَّها تكونُ مُظلمةً كَقِطَعِ الليلِ المُظلِمِ؛ لايَكادُ يَرَى المرءُ فيها نُورَ الحقِّ.. بل تَشتَبِهُ الأمورُ على كثيرٍ مِنَ الناسِ؛ فيُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا.. يَبِيعُ ويَترُكُ دينَهُ لِيَنَالَ عَرَضًا مِنَ الدُّنيا: مالًا، أو جاهًا، أو رئاسةً، أو نِساءً أو غيرَ ذلك.




عبادَ الله..

لقد كان نبيُّكُم -صلى الله عليه وسلم – يتعوذُ باللهِ مِنَ الفِتَنِ فيقول: " اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّارِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا والمَمَاتِ، ومِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِرواه البخاري ومسلم.




كما أَمَرَ أُمَّتَهُ بِالتَّعَوُّذِ مِنهَا، فقال: " تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِنَ الفِتَنِ، ما ظَهَرَ منها وَما بَطَنَ ".






أيها المؤمنون..

اعلموا -رحمكم الله- أنَّ الفِتَنَ نوعان:

فِتَنُ الشُّبُهاتِ -وهيَ الأخطر-، وفِتَنُ الشَّهواتِ.




فَأمَّا فِتَنُ الشُّبُهات: فهيَ كلُّ فِتنَةٍ مَبنيةٌ على الجهلِ بالدِّين، فَيلتَبِسُ الحقُّ بالباطِلِ..




ومِن ذلكَ: ما حَصَلَ مِن أهلِ البِدَعِ الذين ابتدعوا في عقائدِهم، أو أقوالِهِم أو عِباداتِهم أو مُعاملاتِهِم ما ليسَ مِن شريعةِ الله، فَضَلُّوا عنِ الحقِّ وهُمْ يحسبونَ أنَّهم يُحسِنونَ صُنعًا.




وأمَّا فِتَنُ الشَّهواتِ: فهيَ التي يُقدِّمُ فيها الإنسانُ مُرادَهُ وهواهُ على مُرادِ اللهِ تعالى،

فيفعلُ الحرامَ؛ اِتِّباعًا لهواهُ وشهوتِه، وهو يعلمُ أنَّ اللهَ حرَّمه.




ويترُكُ الفرائضَ والواجِباتِ؛ كسلًا عنها، وهوَ يعلمُ أنَّ اللهَ أوجبها عليه.




وفِتَنُ الشَّهَواتِ كثيرةٌ جدًا: فمِنها شهوةُ الفَرجِ، وشهوةُ البَطنِ، وشهوةُ جمعِ المالِ، وشهوةُ الرِّئاسَةِ والوَجاهَة، وشهوةُ النَّظَرِ وشهوةُ الكلام..، وغيرُها كثير..




ولِكُلِّ ما سبَقَ طريقانِ: طريقٌ أحلَّهٌ اللهُ، وطريقٌ حرَّمَه.

والمؤمنُ يكتفي بالحلالِ عنِ الحرامِ.

والـمَفتُونُ يَتَخبَّطُ في الحلالِ والحرام، ولا يُراعي أمرَ اللهِ ونهيَهُ -والعياذُ بالله-.

اللهمَّ إنَّا نعوذُ بِكَ مِنَ الفِتنِ ما ظهرَ منها وما بَطن،

اللهمَّ اكفِنا بِحلالِكَ عن حرامِك، وأَغنِنا بفضلِكَ عمَّن سواك.

أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم فاستغفروه..






الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..




أما بعد.. أيها المسلمون..

مَن تأمَّل في كِتابِ اللهِ تعالى، وفي سُنَّةِ نبيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- وجدَ جُملةً مِن أسبابِ تثبيتِ اللهِ للعبد، فمنها:

الإقبالُ على كتابِ الله تعالى، حِفظًا وتلاوةً وتدبُّرًا وعملًا، يقول اللهُ تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآَنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾.




ومِن أسبابِ الثبات:

الإيمانُ بالله تعالى والعملُ الصالح، يقول الله تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ ﴾ ويقول سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴾.




ومِن أسباب الثبات:

تَدَبُّرُ قِصَصِ الأنبياءِ ودِراسَتِها للتَّأسِي والعمل، يقول اللهُ تعالى: ﴿ وَكُلًا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ.




ومِن أعظَمِ أسبابِ الثبات:

الصُّحبةُ الصالحةُ التي تُعينُكَ على الخير، يقول اللهُ تعالى لنبيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا.




ومِن أسبابِ الثباتِ على دينِ الله:

الفرارُ مِنَ الفِتن، وعدَمُ التَّعَرُّضِ لها،

كما جاء في قصةِ الرجلِ الذي قَتَلَ تِسعةً وتسعين إنسانًا: أنه سألَ عَن رَجُلٍ عَالِمٍ فقال العالِمُ: "ومَن يَحُولُ بيْنَهُ وبيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِقْ إلى أرْضِ كَذا وكَذا، فإنَّ بها أُناسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فاعْبُدِ اللَّهَ معهُمْ، ولا تَرْجِعْ إلى أرْضِكَ، فإنَّها أرْضُ سَوْءٍ".




ومِن أعظَمِ أسبابِ الثباتِ على دينِ الله:

الدعاء، وقد كانَ أكثرُ دعاءِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ".




نسألُ اللهَ تعالى أن يُثبِّتَ قُلُوبنا على دينِه، وأن يُعيذنا مِن الفِتَنِ ما ظهرَ مِنها وما بَطن.




ثم صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه..

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 80.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 79.20 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.13%)]