الرثاء في شعر باشراحيل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 624 - عددالزوار : 136387 )           »          عفة النفس: فضائلها وأنواعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من تبصَّر تصبَّر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          حين يمهد العطاء طريقه بالصبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          صحة الفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الدعوة للإلحاد بين الخلل في التربية والقصور في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          القراءة المتسارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سُنّة: إرشاد الضالّ في الطريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          التعرض لحرارة الشمس في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 38381 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #11  
قديم 29-07-2021, 03:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,424
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرثاء في شعر باشراحيل

مِنَ الْمُدُنِ الَّتِي أَوْدَتْ

وَأَضْحَى فَجْرُهَا ذِكْرَى






أمَّا ما دفع "باشراحيل" إلى الاستنجاد بالماضي بتاريخه وجغرافِيَّته - أنَّ الأمور صارت فوق طاقة النفس البشرية، وهو يطالب "منازل الوحي" أنْ تُشاركه في رثاء جزء عزيز من الوطن... فيقول في قصيدة (لبنان) ديوان (النبع الظامئ):



مَنَازِلَ الْوَحْيِ إِرْثِي الْيَوْمَ لُبْنَانَا

وَاسْتَمْطِري الصَّبْرَ مِنْ عَيْنَيْكِ رَيَّانَا




مَالَتْ عَلَيْهِ الْأَعَادِي فِي شَرَاسَتِهَا

وَقَدْ أَحَالَتْ عَرُوسَ الشَّرْقِ بُرْكَانَا







وهذا المآل لَم يكن الوصولُ إليه (بيده)، ولكن (بيد عمرو) عكس ما يقول المثل العربي، وتتوالى أبياتُ القصيدة على المنوال نفسِه:



مَاذَا عَلَى الشَّرْقِ؟ نِيرَانٌ مُكَثَّفَةٌ

قَدِ اسْتَبَاحَ بِهَا الْأَعْدَاءُ دُنْيَانَا




يَسْتَنْجِدُ الْعَدْلَ قَلْبٌ بَاتَ مُنْفَطِرًا

مِمَّا اعْتَرَاهُ فَمَنْ يُصْغِي لَهُ الْآنَا




وَالْغَرْبُ غَافٍ وَأَمْرِيكَا مُؤَيِّدَةٌ

وَالرُّوسُ يُحْصُونَ إِنْ أَحْصَوْا ضَحَايَانَا







أمَّا هذه الصورة القاتمة للواقع، فلن تبعث في نفوسنا اليأسَ الذي يرفضُه دينُنا الحنيف، ولكنَّ النهايةَ كما في آخر القصيدة:



فَلاَ تَهُونُ وَلاَ تَخْبُو عَزَائِمُنَا

وَلاَ يَكُونُ لِغَيْرِ الْحَقِّ نَجْوَانَا







فالحقُّ - سبحانه وتعالى - هو الملاذُ، وإذا لم نرع الحق بجلاله وصفاته، فإن العاقبة سيئة، وهذا ما ينفيه باشراحيل.



وإذا كانت قصيدة (صبرا وشاتيلا) في ديوان "النبع الظامئ" نهايتها:



رُبَّمَا عَادَتْ لَنَا أَمْجَادُنَا

ذَاتَ يَوْمٍ نَتَسَامَى رُبَّمَا







ومن المعروف أنَّ كلمةَ (رُبَّما) تُفيد الاحتمالَ الضَّعيف، أو تقليل احتمالاتِ الحدوث، على العكس من كلمتي "لعلَّ وعسى"، فإنَّ قصيدةَ (نكبة اليمن) في الديوان نفسه تجبر تلك الآلامَ التي خلفتها أحداثُ "صبرا وشاتيلا"، وألقت بظلالِها في نهاية القصيدة، وتَحكمت في الأسلوبِ الشِّعْري عند تناوُل الحدث، فنهايتها تنسجمُ مع التبعات التي استجدَّت مع الأحداث، وهو يقول فيها:



فَالْمُؤْمِنُونَ رِدَاءُ الْحَقِّ يَجْمَعُهُمْ

وَاللَّهُ مَوْلَى مَنِ اخْتَارَ الْهُدَى سَنَدَا




سُبْحَانَهُ اللَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ عِزَّتُهُ

وَهْوَ الَّذِي خَلَقَ الْأَكْوَانَ مُنْفَرِدَا







وباشراحيل يؤرقه حال التفرق والتشرذم، الذي تهيم فيه الأمة العربية، فيتصور أنَّ الزمانَ عاد القهقرى، فيستل قلمه ليقاومَ ذلك الاعوجاج بأسلوبِه الخاص، ويكتب قصيدة (ظلال الأمس) من "ديوان الخوف"، ويصب فيها كلمات قاسية جدًّا، منها (الزيف - وهج الغبار - الظلام - القهر - اللظى - الكي - الوهن - الريب - الإزهاق - الأعاصير - الأسى - الخيانة - التعاسة - الموت...) وهكذا فإنَّ القاموس اللُّغوي لهذه القصيدة يُوحي بمدى معاناة الشاعر وهو ينسج مشاعرَه ويَخطُّها بين القوافي والأوزان، وعلى غير عادته، يختتم باشراحيل هذه القصيدة بقوله:



مَرْحَى زَمَانَ الْخَالِدِينَ بِزَيْفِهِمْ

مَرْحَى زَمَانَ الْكِبْرِ عَادَ أَبُو لَهَبْ







وقد وصل إلى هذه النِّهاية بعد أنْ تراءى له أنَّ "الصدقَ مات مُجندلاً بين النصب"، كما يقول هو في شطر البيت قبل الأخير.



وأنا أرى أنَّ عودةَ أبي لهب معناها إعادة الأمور إلى المداولة مرة أخرى بين الحق والباطل، وكما انهزم أبو لهب، فإن عودته أيضًا مصيرها الاندحار، وإن لم يقل باشراحيل ذلك صراحةً، فإن البناء الشعري للقصيدة يوحي بذلك، فبداية القصيدة:



زَيْفٌ أَطَلَّ مِنَ الزَّوَابِعِ وَاقْتَرَبْ

مُتَسَرْبِلاً بِالْحِلْمِ فِي أَوْجِ النُّوَبْ



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 440.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 438.45 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.39%)]