أنا ضعيف أمام خطيبتي!

[ابوالوليد المسلم]

أنا ضعيف أمام خطيبتي!


أ. أريج الطباع



السؤال
السلام عليكم.
أنا شابٌّ مُلتزم، وعلى درجة عالية من التعليم والثقافة والالتزام الديني، والحمد لله، ولا أُزكِّي نفسي، وأنا عاقد منذ أشهر على فتاة تَصغرني بعقد من الزمان، وهي أقل مني تعليمًا والتزامًا وخِبرة في الحياة، ومع ذلك فنحن نعرف بعضنا منذ زمنٍ طويل، ويوجد بيننا قدْرٌ عظيم من التفاهم والأُلفة والحب الذي لا يَعلم مِقداره إلا الله.

مشكلتي بالتحديد هي حساسيتي تُجاه خطيبتي، ومَحبَّتي الزائدة لها، وخوفي على مشاعرها، لدرجة أنني لا أجْرُؤ على تنبيهها على أخطائها، أو رفْع صوتي عليها في حال عاندَتْني، وهي تُكْثِر من لومي وعتابي على أيِّ صغيرة أو كبيرة، وفي المقابل لا أجْرُؤ على لوْمها أو مُعاتبتها، أو تنبيهها مَهْما فعَلَت من أخطاء، فما هو الحل في رأيكم؟ هل أنتظر الزواج وأبدأُ حينها بتعليمها وتقويمها؟ أم يوجد حلٌّ آخرُ، بحيث ندخل عشَّ الزوجيَّة وهي تَحترمني، وتعرف قدري كزوجٍ؟

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هناك أمور قد لا تؤثِّر علينا في وقتها، لكنَّ تراكُمَها مؤلِم جدًّا، والوقت يزيدها صعوبة وَحِدَّة.

ومشكلتك من هذا النوع، فانْتَبه ألاَّ تزيدها تعقيدًا، وأنْ تبدأَ بعلاجها فورًا؛ لتتدارَك آثارَها!

كثير من الناس - للأسف - لا يُدركون أنَّ المرأة تقدِّر الرجل القوي أضعاف تقديرها للرجل الضعيف، حتى لو كان ضَعْفه نتيجة حبِّه وعاطفته، لكن القوَّة ليستْ بالصوت المرتفع، ولا بالإجبار والتسلُّط، القوة بالثِّقة وبالاحترام الذي تَفرضه على زوجتك.

يحتاج الأمر معك وقتًا وتدرُّجًا، لكن من الصعب أن تنقلبَ بعد الزواج، ابدأ من الآن ووضِّح لها الصورة، أما لو تركْتَها لمرحلة ما بعد الزواج، فستُصبح فتيلاً للمشكلات.

يُمكنك أن تبحثَ عن الأسلوب الأنسب لطبيعتها، ويُفضَّل أن تقولها بثقة دون لومٍ، عبِّر لها عما تحبُّه وعما تتوقَّعه منها، انْتَبِه: فلن تغيِّرها، وإن كنتَ ستُساعدها على أن تكون أفضلَ، لكن من الصعب أن تتغيَّر تمامًا، أيضًا كنْ حازمًا معها في طريقة تعامُلها معك، فالنساء يَمِلْنَ كثيرًا لتقويم مَن يحبونه؛ لذلك قد يَكْثُر نقدهنَّ أحيانًا، يمكنك أن تتغلَّب على ذلك بحوارك معها، تحتاج أن تكون واضحًا، صادقًا، مُحبًّا وحازمًا في نفس الوقت.


ابدأ بعلاج مشكلتك من الآن، وتذكَّر أنَّك لتَصِل للتوافُّق مع زوجتك، فأنت بحاجة للفَهم أولاً، بحاجة لأن تفهمَ مفاتيح زوجتك وطُرق التعامل معها، وتساعدها لتَفهمك أيضًا، ولا شكَّ أنَّ ذلك لا يكون بين يومٍ وليلة، بل يأخذ وقتَه؛ فلا تجعل ذلك يُحبطك، ولا تتعجَّل النتائج، فقط تذكَّر الفَهمَ: ليس التغيير هو طريق التوافُق.

وفَّقكَ الله، ويسَّر لك أمورَك كلَّها.