كيف أتعامل مع فترة الملكة؟

[ابوالوليد المسلم]

كيف أتعامل مع فترة الملكة؟
أ. أريج الطباع


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة تمَّ عقد زواجي قبل شهر وأسبوع، حدّد زواجي بعدَ العقد بشهرين؛ أي: لم يبقَ سوى 3 أسابيع؛ لذا أرجو أن تردُّوا على سؤالي سريعًا - جزاكم الله خيرًا.


سؤالي: كيف أتعامل مع فترة الملكة؟ قرأتُ كتبًا كثيرة أحاول التعلُّمَ لبناء أسرة مثالية، زوجي رجلٌ خلوق، حنون، مثقَّف، ملتزم، أشعر بالحبِّ تجاهه، لكن أشعر بالغموض يحيط حياتَنا، حصل سوءُ تفاهم بيننا أكثرَ مِن مرة خلالَ هذه الفترة الوجيزة، حتى إنَّ زوجي شعَر بذلك وطلَب مني أن نبحثَ عن الحلول لإيجاد الحلقة المفقودة.


ما زلتُ أشعر بالارتباك عندَ محادثته صوتيًّا ولا أستطيع التجاوبَ معه؛ ربما لأنَّ أغلب محادثاتنا تكون عبر البريد الإلكتروني (الإيميل) بالرسائل الكتابية، ولا تطول فترة المحادثة لأكثر مِن ساعتين.


هل المكالمات مهمَّة في هذه الفترة؟ وهل تُغني عنها الرسائل؟ فأحيانًا يمرُّ اليومان والثلاثة ولا أسمع فيها صوتَ زوجي، بل مجرَّد رسائل، وليس بيننا زيارات، فلم أرَه إلاَّ مرة واحدة بعدَ العقد.


أحيانًا يتولَّد لديَّ شكٌّ في مشاعر زوجي نحوي، لكن دائمًا ما يزول هذا الشكُّ عندَ قراءة رسائله.


أعتذِر عن الإطالة، لكن زوجي مشغول جدًّا، وأنا خجول لا أستطيع أبدًا إلا أن أرسِل له بعضَ الرسائل التي تُعبِّر عن اهتمامي، أشعر أنَّ محبتنا وصلتْ لدرجة معيَّنه ثم توقَّفتْ ولم ترتفع.


أرجو مشورتكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب
وعليكم السلام ورحمةُ الله وبركاته.
آمل ألاَّ نكون قد تأخَّرْنا كثيرًا عليك، وأن يُفيدك ردُّنا بكلِّ الأحوال.

الزواج - ككلِّ عَلاقة - يحتاج فترةَ بناء، ويبدو أنَّك مِن النوع الخجول، وما زلتِ لم تَصلِي لفهم حقيقي، سواء لزوجكِ أم للزواج، زوجكِ سيكون له الدورُ الأكبر بمساعدتكِ على تخطِّي هذا الأمر، ويبدو أنَّه من النوع المتفهِّم رغمَ انشغاله؛ كونه أخبركِ بحاجتكما عن البحثِ عن الحلقة المفقودة.

مِن المهم أن تبني ثقةً وعلاقةً قوية لك بنفْسك قبل أيِّ شخص آخَر، فثقتكِ بنفسكِ ستساعدكِ كثيرًا على بناء العلاقات بشكل عام، فكيف مع زوجكِ؟!

افهمي مشاعرَكِ وأسبابها، وأعطِيها الثقةَ والتفهُّم، لا تَهْربي من مشاعركِ، فهربُكِ منها يجعلها تتمرَّد عليكِ ولو تنكَّرت بمشاعر أخرى، أو حتى بمجرَّد الخجل! ابحثي دومًا عنِ الأسباب التي تقود مشاعرَكِ، والمعتقدات الكامنة خلْفَها، وقتها ستكونين أقدرَ على فَهمها، حينما تحولين المشاعِر لأفكار يمكن التعامُل معها، كما في قولك: (أشعُر أن محبَّتنا وصلتْ لدرجة معيَّنه ثم توقَّفتْ ولم ترتفع)، هذا يدلُّ على مخاوف، وسببها اعتقادُكِ أنَّ المحبَّة بينكما توقَّفَت، واجهي مخاوفكِ ورُدِّي عليها – مثلاً -: إنَّ المشاعر كما الإيمان تَزيد وتنقص، لكن حينما تنقُص أو تتوقَّف، فليس ذلك سببًا للخوف أو للتذمُّر، فسنخسر ما تبقَّى منها بهذه الطريقة، بل نحتاج لأنْ نكون أكثرَ ثقة، وأن نتصرَّف بما يَزيدها دون أن يُوتِّرنا الأمر.

لا تلومي زوجَكِ أبدًا، لكن الْجئي للحوار معه، الحوار سيساعدُكِ كثيرًا على الفَهم وعلى تخطِّي المشكلات، خاصَّةً حينما تدركين أنَّ لكل شخص طريقةً في النظر للأمور والتعامل معها، وما تحتاجينه أنتِ أن تفهمي طريقةََ زوجكِ دون أن تختلفي معه.

المرحلة الأولى تكون عادةً مرحلةَ فَهْم، ويأتي الخلافُ حينما يتعذَّر الفهم، أو حينما تصِل رسائلُ متضاربة؛ لذلك احذري مِن أن تقولي شيئًا يخالف باطنَكِ، أو أن تَضغطي نفسَك.

العلاقة بعدَ الزواج ستأخُذ منحًى آخرَ عنها وقتَ الخِطبة وبعد العَقد، ستكونين أقربَ لزوجكِ، وذلك سيعينكِ على فَهْمه أكثر، لكن بالمقابل ستكون حياةٌ جديدة تمامًا، وحتى العلاقة ستتعمَّق أكثرَ ولن تعودَ الأحاسيس المعنويَّة فقط، بل ستحتاجين أيضًا أن تصلِي معه للتوافق الحِسِّي.

كلُّ ذلك سيأخذ منكِ وقتًا فلا تتعجليه، لكن كوني مسترخيةً وأعطِيه الثقةَ ليعينكِ على تخطِّي البدايات، يُمكنكِ أن تقرئي معه ما يُفيدكما لبَدء حياتكما الجديدة، وبحال كان مشغولاً جدًّا يُمكنكِ أن تقرئي، ثم حينما تلتقيانِ تُناقشينه فيما قرأتِه وتسألينه عن رأيه.


اهتمِّي ببناء نفْسكِ قبل أيِّ شيء آخر، وتواصلي مع مشاعركِ وجسدكِ بشكلٍ جيِّد؛ لتتمكَّني من التواصل مع زوجك أيضًا.

وفَّقكِ الله وأسعدكِ وزَوْجَكِ، ويسَّر لك كلَّ خير بحياتكِ.