|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هل حياء زوجتي مبالغ فيه؟ أ. شروق الجبوري السؤال السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا عقدتُ على زوجتي مِن حوالي شهر عقد النِّكاح، جلستُ معها يومين فقط؛ لأني أعمل خارجَ البلاد، وأنا متواصلٌ معها بالجوَّال والرسائل. الحمد لله أنا جريء وأُسمعها مِن أفضل كلام الحبِّ والغزَل، وكذلك لا أبخل عليها برسائلِ الحب والغرام، فيها خُلُق مِن أفضل الأخلاق وهو الحياء، تتكلَّم معي بكلِّ طلاقة، وتُرسل لي رسائلَ حبٍّ وغزل، ونتكلم طويلاً لساعاتٍ، فلا أمَلُّ مِن كلامها، ولا تملُّ مِن كلامي، ولكن لا تُسمعني كلامَ الحب والغزَل أبدًا، حتى كلمة "أحبك" لا تقولها لي! طلبت منها ذلك فتقول: إنَّها تستحيي مِن قولها، ولا تقدر أن تنطِقَها. فهل أنا متسرِّع، أم هي عندها حياءٌ مبالَغ فيه؟ فكيف أتعامَل معها؛ فأنا أحبُّها بشغف؟ الجواب أخي الكريم، السلام عليكم ورحمةُ الله تعالى وبركاته. في البداية: نودُّ الترحيب بك أخًا كريمًا في (شبكة الألوكة)، ونسأل الله تعالى أن يكونَ اختيارُك له في طلبِ الاستشارة سببًا في نفْعك وصلاح أمْرِك، إنَّه تعالى سميعٌ مجيب. أخي الفاضل، يبدو بالفعل أنَّك في عجلة مِن أمرٍ أرَى أنَّك ستناله - بإذن الله تعالى - في وقْته المناسب، فهناك عددٌ مِن العوامل التي تعوق زوجتك هذه الفترة مِن قول ما يُسعِدك من كلام الحبِّ والغزل، وعلى رأس تلك العوامل: قلَّة الفترة الزمنية التي عقدتَ فيها على زوجتك، والتي لم تتجاوز الشهرَ بعدُ، كذلك قِصر وقت بقائِك معها، والذي لم يزِدْ عن يومين، ولو أخذتَ هذه العوامل بعين الاعتبار مع عامِل مهم آخَر هو تميُّز زوجتك بخصلة الحياء، لوجدتَ أنَّ انزعاجك مِن هذا الأمر ليس في محلِّه أبدًا. ويبدو واضحًا أنَّ الحياء هو ما يحول دون تكلُّمِ زوجتك معكَ بأحاديثِ الحب والغزل، بدليل مخاطبتها لك بهذا الكلام عبْرَ الرسائل الهاتفيَّة، بينما يقتصر امتناعُها عن ذلك في أحاديثها المباشِرة معك، وهو ما يُشير إلى أنَّ ما تتَّصف به من حياء يبقَى في سياقه الطبيعي، وغير مبالغ فيه. لكن اتِّسامكَ بالجرأة - كما أشرتَ في معرض رسالتك - ربَّما جعَل تفهُّمك لحياء زوجتك أمرًا صعبًا، فالجرأة هي مِن سمات الرجل، بل هي من متطلَّبات تكوينه الشخصي، كما أنَّها من الصفات الفارقة التي تميِّزه عن النِّساء، فالأمر مختلِف لديهنَّ بحُكم عواملَ كثيرة لا مجالَ هنا لعرضها؛ ولذلك أرى أنَّ قيامك بمقارنةِ ما تقوم به أنتَ مع ما تقوم به هي في هذا الموضوع، أمرٌ فيه إجحافٌ لها وابتعاد عن الواقع. ولا شكَّ - أخي الكريم - أنَّك تعلم مدَى قيمة سمة الحياء لدَى المرأة، ليس فقط مِن الجانب الدِّيني والاجتماعي - مع ضرورتهما - لكن أيضًا مِن الجانب النفسي الذي يُضفي على مشاعر الودِّ والمحبَّة شوقًا واندفاعًا لدَى الرجل، وزيادة في مستوى العواطف لدَى المرأة التي لم تصرفْ جميعَ شحناتها العاطفية بالتعبيرِ عنها كلاميًّا، ولهذا كله أثره الإيجابي على العلاقة بينهما. كما يبدو أنَّ استعجالَك لهذا الأمر له أسبابُه المتمثِّلة بحبِّك الكبير لها، وكذلك ببُعدك عنها بسببِ السفر؛ ممَّا يزيد مِن أشواقك وعواطفك تجاهها. كما يتَّضح أنَّك مِن خلال محادثاتك الهاتفية الطويلة معها، قدِ اكتشفتَ تميزها بصفاتٍ إيجابية في شخصيتها زادتْ من انجذابك إليها وتعلُّقك بها؛ بدليلِ عدم تسرُّب الملَل إليك مِن كلامها معكَ رغمَ طول وقته. لذا؛ وجَب عليك - أخي الفاضل - التأنِّي والصبر على ما تطلُب، ودعِ الأمر يأخُذ مسارَه بشكل طبيعي حتى تنالَه. وأختِم بالدعاء إلى الله تعالى أن يجمعَكما على خير، ويبارك لكما في زواجكما، ويُخلِف لكما الذريةَ الصالحة، وينفع بكما، إنَّه تعالى سميعٌ مجيب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |