الحب وآثاره التربوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شكر النعم سبيل الأمن والاجتماع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          نملة قرصت نبيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المسلم الإيجابي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الضحك والبكاء في الكتاب والسنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من مفاسد التصوير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ضيافة الصديق سعة بعد ضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          طلب العلم وتعليمه فضائل وغنائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أقنعة الزيف.. حين يصبح الخداع طبعا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          مكانة العلماء في ضوء الكتاب والسنة وهدي السلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-06-2021, 01:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,273
الدولة : Egypt
افتراضي الحب وآثاره التربوية

الحب وآثاره التربوية


عابدة المؤيد العظم






أشبِعيه حنانًا وحبًّا وعطفًا، وأَشعِريهِ بالأمان:
رغم كل ما نُقدِّمه لأولادنا من تضحيات فإنهم لا يَشعُرونَ بحبِّنا، والمشاعِر التي تَنتابُهم - مثل: الغيرة والفشل والإحباط... - هي فقط التي تَصِلهم وتؤثِّر سلبًا على تفكيرهم، وتُبعِدهم عنَّا، ولا يُدرِك كل واحد منهم رسائل الحب إلا حين تُقال صراحةً وبقوةٍ ووضوح، فلنقلْها إذًا!

قولي لكل طفل على حِدَة: "أنا أحبك يا بُنيَّ".

قوليها بقوة وصدق ووضوح، وأَكثِري من قولها، هكذا وبلا مُناسَبة وبلا شروط، انظري إلى ابنكِ بحَنانٍ، قولي له: "أُحبُّك"، "أنا سعيدة لأنَّك ابني"، "أنت غالٍ على قلبي".

يجب - وأقول يجب وينبغي ويُفترض - أن يَشعُرَ طفلكِ بحبِّك، وإذا لم يتلقَّ الصغيرُ حبًّا كافيًا في طفولته لن يتعلَّم كيف يُحب الآخرين، ويتمركز حول ذاته وتُسيطِر عليه الأنانية، والمُشكلة أن الحب والعداء يتصارَعان داخل النفسِ، والناس تعوَّدت ألا تعبِّر عن الحب، وتعبِّر عن الضيق وحده، فالأم لا تقول لابنها حين تكون راضية عنه: "أحبك"، وإنما تقول له حين تغضب منه: "لن أحبك"، أو "لم أعُدْ أحبك"، وحين ترضى عنه لا تنفي ما سبق وقالته من عدم محبَّتِها له، فينشأ الصغير ومشاعِرُ البُغضِ تَقتُل مشاعر الحب في قلبه.

فهل تعلمين أكثر التصرُّفات السيئة (وقاحة، أنانية، تمرد، عدوانية) رد فعل، وسببُها عدم الشعور بالحب؟ وهل تعلمين أن أكثر المُجرِمين والمستبدِّين في العالم حُرِموا العواطف والمحبة في صغرهم فنشؤوا قساةً غير أسوياء؟

الحب عنصر مُهمٌّ جدًّا في العملية التربوية، والطفل المحبوب ينمو نفسيًّا بشكل سليم، ولا يَحتاج لتعويض حاجته للحب بعدم الأمانة وعدم التسامُح وعدم التبصُّر، والفرد المُشبَع عاطفيًّا يستطيع الصمود أمام المِحَن، والدفاع عن الفضيلة، والثبات في مواجَهة الفساد، وعدم اختِلال ميزان العدل لدَيه.

وإن حبكِ لابنِكِ يُقلِّده بالفضائل، ويجعله يتقبل النصح ويَسير بسلاسة على توجيهاتك.

كيف تُشعرينه بحبك؟
الطفل يُولَد ودودًا مُحبًّا، ويَحتاج لمن يتجاوب معه، فيهشُّ لرؤيته ويبشُّ له، ويولي أمه حصةً جيدة من الولاء؛ وفاءً لها على رعايتها له، فبادِليه الحبَّ والودَّ، واستمتعي برفقته، فهو ظريف وسوف تَسرُّكِ صحبتُه، ويُضحِكك منطقُه!

المدح والثناء يُساهِمان في زرع الحب، خاصةً المدح الصادق، كما مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه، فمدَحَ صوتَ بلال بالأذان، وامتدَح كرم الصدِّيق، وشخصية الفاروق، ولا ضير بأن تُلقِّبي ابنك بشيء بارز فيه على سبيل المدح، كما فعل - صلى الله عليه وسلم - فلقَّب أصحابه بصفات جميلة: "حبر الأمة، ذو النورين، سيف الله المسلول...".

عبِّري عن عواطفك تجاه طفلك، أعطيه حبًّا وأشبِعيه حنانًا بلا ميوعةٍ ودلال وإفساد تربية، كلما دخلت عليه الغرفة - أو دخل هو عليكِ - ربِّتي على رأسه، أو مرِّري يدكِ على ظهره بلطفٍ، اسأليه عن حاله بلهفة كما تسألين أمك وأختك وجارتك بقولك: "كيف حالك اليوم؟ كيف تقضي النهار؟ هل تحتاج شيئًا؟"، "متى ستجوع لنأكل معًا؟"، هذا الصنيع ينمِّي الود بينك وبينه ويقوي الصلات.

وساعة النوم مسِّي عليه، وتمني له ليلة هانئة، ودعيه لينام بهدوء، وحين يَستيقِظ ابتسمي له وصبِّحي عليه، قولي له مِن قلبك: "اشتقت إليك"، والحق - وأشهد أنه الحق - الأم تشتاق لأولادها حين ينامُون، فإن أفاقوا ذهب الشوق وحل مكانه السخط من صخبِهم وكثرة طلباتهم!

واسأليه: "هل ارتاح في النوم؟ وماذا رأى في منامه؟"؛ فالأحلام تَكشِف مخاوف وأسرار النفس البشرية، وعن طريقها يُمكِنك معرفة الكثير عن خبايا طفلك ومعاناته العاطفية، أما كيف تُشعِرين صغيرك الذي كبر ودخل المدرسة بحبِّك؟ فإن لذلك طريقًا مشابهًا، وإليك الاقتراح - الذي نفَّذتُه أنا ونجح -:
لا بدَّ أن يَنال الصغير قسطًا كافيًا من النوم ليصبح بمزاج جيد وبأخلاق حلوة، فاعتني بنومه، وأيقظيه صباحًا أنت بنفسك بهدوء وحنان، واصبِري عليه، وقدِّري نعاسه وتنغيص نومه وتكدر باله، كُوني لطيفة في اختيار ألفاظك، وفي الطريقة التي تَلمسينه بها، وحاوِلي أن تستعملي - كل يوم - طريقةً في إيقاظه - على صوت المنبِّه، وأخرى بهزِّه، وثالثة بمسح وجهه بيد رطبة - واستعملي كل يوم عبارةً لكيلا يرتبط بكلمات معينة أو طريقة محدَّدة، فتُسبِّب له تلك الكلمات أو الحركات الضيق والنفور.

ولا بأس أن تُعربي عن أسفك لقطع نومه، لكن الذهاب إلى المدرسة نشاط ضروري، وعند الصباح يتأخَّر الأولاد بالصحو، ويَتباطؤون بالاستعداد، فترينه يترنَّح وهو ذاهب إلى الحمام، ويخرج منه متثاقلاً، فلا ضير هنا إن ساعدتِه بلبس قميصه أو تزرير زره، وإذا تجهَّز الولد ولبس كل ملابسه وشرب حليبه وبقي معكما وقت، حادِثيه ليَصحو عقله، ولتعطيه الدعم والثقة، وحين يذهب إلى المدرسة ودِّعيه على الباب، وقبِّليه وابتَسمي له، ولوِّحي بيدِكِ، وتمنَّيْ له يومًا طيبًا جميلاً، فإذا انصرَف ادعي له واقرئي المُعوِّذات لتحفظه، والله خيرٌ حافظًا.

وعندما يحين وقت عودته إلى البيت - من المدرسة أو من مكان - انتظريه كضيف عزيز، وكوني مستعدة لاستقباله، وافتحي له الباب بنفسِك، ورحِّبي به كأحسن ما يكون الترحيب وكأنك لم تريه منذ مدة طويلة، فقولي له: "أهلاً وسهلاً، تفضَّل"، وصافِحيه وقبِّليه، وبعد أن يدخل قولي له: "اشتقت إليك وافتقدتك في غيبتك"، ولا ضير بأن تمزحي معه مرة فتقولي إن البيت كان هادئًا بسبب غيابه، وبقي مرتبًا ونظيفًا!

وتناوُل طعام الغداء فرصة طيبة لجمع شمل العائلة وتبادُل الأحاديث، ومن خلالها تتبين الأم كيف كان يوم ولدِها، وما هي المشكلات التي تعرَّض لها، وما هي الأشياء الجميلة التي تمتَّع بها، وهذا مهمٌّ جدًّا جدًّا لتربية علاقة حب سليمة، فاستمعي لابنك بكل حواسك، وراقبيه واقرئي مشاعره وأفكاره، ودوِّني انطباعات ذلك اليوم على نفسيته.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.24 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.32%)]