أحق من يقبل على رأسه (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 869 - عددالزوار : 119253 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4936 - عددالزوار : 2024265 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4511 - عددالزوار : 1301512 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40250 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 367121 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر > من بوح قلمي
التسجيل التعليمـــات التقويم

من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 25-06-2021, 03:44 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة : Egypt
افتراضي أحق من يقبل على رأسه (قصة)

أحق من يقبل على رأسه (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه








غمَرَتْه الفرحة والسعادة حينَ تخرَّج في كلية الشرطة بدرجة امتياز؛ إنه الملازم "هشام حسن".



لقد سهر الليالي باذرًا حَبَّه، وظلَّ منتظرًا جَنْيَ تلك الثمار، إنه حلمُه وحلمُ والده الذي لطالما عانيَا معًا حتى يَصِلا إلى ما وصل إليه هشام.



إنها شجرتُه وشجرةُ أبيه الباسقة، وثمرتهما اليانعةُ، فقد حان قطفُها؛ ليتناولها المجتمع، وينتفع بها الآخرون.



تخرَّج في الكلية وكلُّه أملٌ وحيوية ونشاط في خدمة وطنه ومجتمعه؛ فهو من تربَّى تحتَ سمائه، وأكل من خيراته، واستنشق هواءه.



تخرَّج فما إن وصل إلى مكان عملِه حتى طار صِيتُه في الأفق وكأنه بدرٌ أضاء ليُنيرَ للآخرين دروبًا قد جثَم عليها ظلمةُ الليل الحالك.



فما تَحدُثُ مشكلة أو جريمة في المدينة إلا وتَشرَئِبُّ إليه أعناقُ زملائِه، وكأنه هو الفارس الذي لا يُبارى في ميادين القتال.



فهو الجندي الناجحُ، والقائد الفذُّ لدحر كلِّ جريمة تَحدُثُ، إنه مَن يكسر شوكةَ العصاة والمذنبين.



إنه القائد الذي حَرَم بقيَّة الضباط والمسؤولين أخْذَ ما اعتادوا عليه من رشوةٍ لتزييف الحقائق، فلطالما بكى الكثير وندم البعض، وقهر مَن تبقَّى لأخذ حقوقهم ممن هم أقوى منهم، وأكثر منهم مالًا!



إنه الرجل الذي لا يُظلَمُ عنده مَن كانت قضيتُه بيد "هشام"؛ لقد تربَّى على يد "حسن".



تمنَّى كلُّ قائدٍ عَرَفه أن يكون هشام ولدَه؛ ليفتخرَ به أمام زملائه ومحبِّيه، لكنْ هناك أمرٌ يُؤرِّق هشامًا، لطالما حرَمه منامَه، وأقلق حياتَه، يُفكِّرُ فيه أيامه ولياليه؛ الأمر الذي فرَّق بينَ الناس جميعًا، الأمر الذي تَفتخِرُ به كلُّ القبائل، وذمَّه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((لا فرقَ بينَ عربيٍّ ولا أعجميٍّ إلا بالتقوى)).



يستيقظُ أكثر أيَّامه وقد أنهَكَه الأرَقُ؛ إنه يُفكِّرُ في حاله ماذا يقول لزملائِه وقاداته لو سأله أحد أصدقائه: مَن يكونُ؟ وابنُ مَن هو؟ هل يخبرُهم أنه ابنُ "حسن" الحلَّاق الذي يقضي حياتَه متنقلًا من قرية إلى أخرى ليُزيِّن أبناءهم؟ لا يعلم قادتُه أنه ابن رجل تَنتقِصُه القبائلُ، وكأنه خلق من طينةٍ أخرى!



يُفكِّر لو عرف أصدقاؤه ابن مَن يكونُ، فهل يتركُ والدَه الذي أفنى عمرَه ليصل ولدُه إلى ما وصل إليه؟



هل يقول لهم: إن والدَه قد مات، وما "هشام" إلا فرع من شجرةٍ قُطع ساقُها، فهَوَتْ في مكان سحيقٍ؟



هل يُزيِّفُ حياتَه ليُقنِعَ الآخرين أنه ابنُ شيخٍ صاحب مالٍ كثير، له الحَشَم، والخَدَم؟



ظلَّ أيامًا يُفكِّر في أمره كيف يَصنَعُ أمامَ تلك المهنة المحتقرة من أبناء المجتمع، فهو ليس له ذنب في موقع أبيه الاجتماعي؟



عاد يومًا من الأيام إلى والدِه فأخبره بالأمر، وطلَب من والده أن يتركَ تلك المهنةَ التي أرَّقته أيامَه ولياليَه؛ فلا حاجة له بها بعد أن صار "هشام" ضابطًا لا يساويه أحد في مكانتِه.



قال لوالده: إني أذوب حياء أمام أصدقائي لو علموا أني ابنُ حلَّاق!



نظر إليه والده قائلًا: ولدي "هشام"، مِن هذه المهنة بَنيْتُ منك رجلًا تَشرئِبُّ إليه أعناق مَن عرفوك، منها جعلتُك شمسًا تُضيء للآخرين، يتمنَّى الشيوخ والقادة والمعلمون والدكاترة أن تكون ابنًا لأحدهم، ويتمنى الآخرون أن يكون أبناؤهم في مكانك.



من هذه المهنةِ جعلت منك قائدًا لا يُبارَى، فإن كنتَ يا ولدي خجولًا، فاصنع ما بدا لك، إن أردتَ أن تتخلَّى عن والدك، فهذا أمرك، فقد انتهَتْ مهمتي في تربيتك، فما عليك إلا أن تواصل المسير.



واعلم يا ولدي أن الزبير بن العوام كان جزارًا، إلا أن مهنته لا تَثْنيه عن مصاحبة رسول الله والجهاد في سبيل ربِّه.



بعد كلِّ ما قال له والدُه قرَّر "هشام" ألَّا يُخفي سرَّه عن زملائه وقاداته.



دارتِ الأيام، وإذا بهشام يعلن في مكان عمله دعوةً لحضور زفافه الميمون، وجعل الدعوة عامة للجميع، إنها يوم الخميس القادم.



جاء الخميس، حضر كلُّ مَن يعرف هشام من زملاءٍ وقادة، وفي أثناء جلوسهم في المجلس طلب بعضُ أصدقائه معرفةَ والده؛ حتى يباركوا له زفاف ولده.



ذهب هشام لإحضار والدِه، وما هي إلا دقائق حتى دخل والده؛ ليُعرِّفَه إلى الجميع، وهناك قال للحاضرين: هذا هو والدي، هذا من اشتغل حلَّاقًا لأبنائكم من أجل أن يبنيَ رجالًا من أمثالي، ألا يحقُّ أن أفتخرَ به أمامَكم؟



تقدَّم القادة نحوَ والده لتقبيل رأسِه قائلين: أنت أحقُّ مَن يُقبَّل رأسُه!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.92 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]