|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الخجل الزائد أ. أسماء حما السؤال ♦ الملخص: شاب عقد زواجه مؤخراً، يشكو من خجل زوجته المبالغ فيه، ويسأل عن حل لذلك. ♦ التفاصيل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ حديث العهد بالزواج، أرجو أن تُشيروا عليَّ في أموري: خطبتُ فتاة أحببتها كثيرًا، وبدأنا في التواصل عبر الهاتف، وكان كلامُنا منضبطًا ولا خروج فيه؛ لأنها كانتْ كثيرة الحياء، مما جَعَلني لا أستطيع أن أُغازلها؛ لأنها كانت تُعاقبني بقطع التواصل معي كلما قلت لها كلامًا فيه غزَلٌ! كانت خجولاً جدًّا لدرجة أني كنتُ أتضايق كثيرًا منها، وزاد تعلُّقي بها وشعرتُ بالضيق مِن عدم قدرتي على التعبير عن حبي لها بحريةٍ، ولم أعدْ مرتاحًا لكوني أتساءَل باستمرار: هل ما أفعله حلال أو حرام؟ وهل يجوز أن أقولَ لها كل ما أريد؟! استشرتُ بعض الأصدقاء، وأشاروا عليَّ بالتعجيل في العقد عليها، وصليتُ صلاة الاستخارة وكنتُ مُطمئنًّا جدًّا لهذه الفكرة، ثم عقدتُ عليها عقد الزواج. ظننتُ أنَّ زواجنا سيُساعد على تجاوز هذه المشكلة، لكن للأسف لم تتغير كثيرًا، فهي ما زالتْ لا تستطيع حتى النظر إليَّ، وخجول بدرجة كثيرة. زاد حبي لها، وهي إنسانةٌ رائعةٌ وجميلةٌ وحساسة وطيبة كثيرًا، فكيف يُمكنني أن أساعدَ زوجتي على تجاوُز مشكلة خَجَلِها؟ خاصة أن الخجل بدأ يُسَبِّب بعض التوتُّر في علاقتنا، وللعلم فهي تخجل مني فقط، والخجلُ ليس طبعًا فيها! جلستُ معها مرة في مكان عامٍّ، ورفضت التقابل معي بل أعطتني ظهرها لأنها كانت خجلة، فاستحوذ عليَّ الغضب وعاتبتُها أمام الملأ، ثم ذهبتُ أنا وهي لأُرجعها للبيت وسبقتُها بخطوات، مما أدَّى إلى تحرُّش شابٍّ بها دون علمي، والآن هي غاضبة مني، وأرسلتْ لي عبر الهاتف كلامًا جارحًا مفاده: أنها أصبحتْ تشعُر بالندم على التسرُّع من الزواج بي، فاعتذرت لها، لكنها لم تقبلْ، وترفُض الحديث معي رغم اعتذاري لها. فماذا أفعل لإصلاح هذا الخطأ، ولتجنُّب سيطرة التشاؤم واليأس عليها؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا الجواب أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سعدنا بزيارتك لشبكة الألوكة واختيارنا لنرد على تساؤلك. قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ لكلِّ دينٍ خُلُقًا، وخلق الإسلام الحياء)؛ حسنه الألباني. هناك فرقٌ بين الحياء والخَجَل؛ فالحياءُ حالةٌ دالَّةٌ على الصحة النفسية الجيدة، فإذا أردنا مدْحَ شخصٍ قلنا: إنه حَيِيٌّ؛ مَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رجلٍ منالأنصار، وهو يَعِظُ أخاه في الحياء، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْهُ؛ فإن الحياء من الإيمان)؛ صحيح البخاري. فالحياءُ صفةٌ لازمة تتصف بها البنتُ، وهي دافعةٌ للحِشْمَة والتستُّر في اللباس، ولا شك أنَّ البنت التي تربَّتْ في البيئات المحافظة يَصْعُب عليها التكلُّم مع زوجها في بداية الزواج في كل شيء، وتشعر أن هذا يَخْدِش حياءَها. فالخجلُ البسيط أمرٌ طبيعيٌّ في أول الزواج، وهو أمرٌ يفْتَتِنُ به الرجلُ ويحبه ويريدها في كثير من الأحيان خجولاً ليُجَرِّئها هو بنفسه. أما الخجلُ المبالَغُ فيه فحالةٌ مرَضيَّةٌ، وهي عدم القدرة على المواجَهة والانسحاب مِن المواقف، ويحتاج إلى علاجٍ للتخلُّص مِن هذه الحالة. تبدأ المشكلةُ مِن تربية الأم العربية لابنتِها على الخجل المفْرِط والخلْط بين الحدود الشرعية التي لا ينبغي تجاوُزها أمام الرجال الأغراب، وبين اللازم والمطلوب أمام الزوج، ولأَجْلِه من غير صراحةٍ ولا حوار بين الأم وابنتها عند عمر الزواج مما يضع البنتَ في مشكلة حقيقيةٍ، فهي تعتقد أنها كلما بالَغَتْ في إظهار الخجل والرفض لزوجها، أصبحتْ محلَّ إعجابٍ وتقدير! ويُفَضَّل بأن تُصارحها بأن الخجلَ الزائدَ صفةٌ مَنْبُوذةٌ بين الزوجين، وأنك إنسانٌ طبيعيٌّ تعيش الحياةَ بعفَوِيَّةٍ طبيعية، وليس في تصرفاتك أمر شائنٌ، وعلاقةُ المرأة مع زوجها محترمة ومقدرة عند الله وعند الناس، بل كلما بالغت المرأة في إسعاد زوجها لها أجرٌ مِن الله، ومن حسن العشرة أن تتحسَّسَ الزوجة ما يحبه زوجها فتفعله وتمتنع عما لا يحب، وأن تنظرَ إليه وتُداعبه وتُضاحكه؛ جاء في الحديث الصحيح: (هلاَّ بِكْرًا تُلاعبها وتُلاعِبك). وجاء في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة الصالحة أنه قال: (وإذا نظَر إليها - أي: زوجته - سَرَّتْه). وأخيرًا، احمد الله على حياء زوجتك في هذا الزمن الذي ندرتْ فيه هذه الخصلةُ، واصبرْ على زوجتك، وصارِحْها بما تحبُّ بكلامٍ لَطيفٍ، ولعلك تحدَّثْتَ إلى والدتها فبادرتْ بتوعيتِها وإرشادِها. رَزَقك الله الخيرَ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |