|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خاطِب متميِّز، ومحتارة! أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم، بدايةً أعرِّفكم بأنني فتاة من عائلة محترمة، أبلغ من العمر (29) عامًا، وأعمل معيدة في الجامعة، وحاليًّا أكمل دراسة الماجستير، حالتي المادية ممتازة، ووضعي الاجتماعي متميِّز، جميع إخوتي جامعيون وفي وظائف ممتازة. تقدَّم لي العديد من الشباب ولم يحصل لي نصيب؛ لأن الله - جل في علاه - لم يكتب لي الزواج بعدُ، واليوم تقدَّم لي شخص طيِّب محترم، ذو أخلاق عالية ومن عائلة محترمة، لم يسبق له الزواج، وله وظيفة جيِّدة دخلها الشهري ممتاز جدًّا، لكن المشكلة الوحيدة هي أن شهادته هي المتوسطة فقط. وما يقلقني في الأمر شيئان: الأول: أني أخشى ما سيقوله الناس عنِّي؛ هل سيقولون: إنني اضطررت للزواج به هربًا من العنوسة، خصوصًا أن كل قريباتي اللاتي في سنِّي تزوَّجن من أزواج لا يقلُّون عن الشهادة الجامعية أو الثانوية على الأقل، وبعضهن لها من الأولاد 3 و4، والكل في العائلة بدأ ينظر إليَّ نظرة الشفقة التي أمقُتُها؟ والثاني: أني أخشى أن يكون هذا الفرق بيننا سببًا في إثارة المشاكل وحدوث الطلاق - لا قدَّر الله - لأن كثيرًا من الرجال لا يحبُّ أن تكون زوجاتهم أعلى منهم في شيء، ويسبِّب هذا الأمر عندهم حساسيةً تجاه أيِّ كلمة تقولها الزوجة أو أي تصرف يبدر منها. أسعفوني برأيكم، بارك الله لكم. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، لا شكَّ أن قرار الزواج من أصعب القرارات التي تتَّخذها البنت في حياتها، خاصَّة أنه قرار مصيري، ويكون أصعب حينما تكبر البنت وتكون هي التي تحمل المسؤولية الأكبر، نقدِّر كلَّ ذلك، ونزيد عليه أنَّنا بزمنٍ يصعب فيه أن تجد الفتاة الزوج الصالح الذي يسعدها بسهولة، وقد تلاحظين ذلك من استشارات الأَخَوات وتكرار هذه المشكلة، إضافة لمشكلات الزواج وعدم التوافق الزوجي - للأسف. تقولين: إن الشابَّ الذي تقدَّم لك يحمل الكثير من المواصفات الجيدة: "تقدَّم لي شخص طيِّب محترم ذو أخلاق عالية ومن عائلة محترمة لم يسبق له الزواج، وله وظيفة جيِّدة دخلها الشهري ممتاز جدًّا"، فأنت كيف ترينه؟ هل تشعرين أن الدراسة عائق بالنسبة لك ستجعلك لا تقدِّرينه مثلاً، أو تنظرين له بتعالٍ؟ يعود الأمر كثيرًا لطبيعتك، فالمرأة الذكية قادرة على أن تشعر زوجها بالتقدير، وأنه السند الذي طالما انتظرتْه، ووقتَها لن يهمَّ كثيرًا الفارقُ بينهما، لكن ذلك لن يكون إلا إنْ قدَّرتْه فعلاً، واستطاعتْ ذلك من قلبها دون تمثيل. أمَّا عمَّن حولك، فلا تلقي الكثير من الاهتمام لنظرتهم، بكلِّ الأحوال سيعلِّق الناس، ولن تسلمي من تعليقات بالبداية ككلِّ زواج، فكيف إن كنتِ قد تأخَّرت بنظرهم؟ ستكونين وقتَها محطَّ اهتمام أكثر، لكن أنت بثقتك بنفسك ستستطيعين تجاوز الأمر، ولو كنت أنت تقدِّرينه ستفرضين احترامه على البقية تلقائيًّا. أيضًا يختلف الأمر كثيرًا إذا كان الشخص مثقفًا ومطلعًا، ولو لم يكن متمًّا لدراسته، أو كان عاميًّا لا يجيد التفكير بعمقٍ، أو لا يمتلك ثقافة تُعِينه على التواصل بشكل جيد. سيعينك كثيرًا أن تكون علاقته جيدة بإخوتك الشباب، وأن يستطيعوا هم تقديره، شاوريهم؛ فالشباب أقدر على فَهْمِ بعضهم، ومعرفة إن كان الشخص يعاني من عقدة نقص بسبب دراسته قد تؤثِّر على حياته أم لا. بعض الرجال يمكنك دعمهم بعد الزواج لمتابعة مسيرتهم الدراسية، وبعضهم يكونون واثقين ولا يهتمُّون كثيرًا بالفارق، بل أعرف طبيبة زوجها مؤهِّله متوسِّط ورغم ذلك تقدِّره جدًّا وعلاقتهما جيدة، والأكثر من ذلك هو مَن دعمها بعد الزواج لتتابع دراستها، والكلُّ حينما يرى زوجها يُعجب به. لكن ذلك لا ينفي أن بعض الرجال يعاني نقصًا يخرج معه بطريقة تسلُّطية أو بحساسية بتعامله مع زوجته، ولذلك عليك السؤال عنه، وعن مدى تأثير الموضوع عليه، وأيضًا أن تركزي على نظرتك أنت كيف ستكون؟ فهي ستنتقل له بالتأكيد. ولا تنسي الاستخارة، فالله أعلم بما سيكون عليه الغد معه، والله وحده هو القادر على اختيار الخير لك، فاستخيري واستشيري وفكِّري بما يناسبك، ولا تتردَّدي إذا وجدتِه قد أعجبك، وثِقِي أن الناس سيخفت صوتها بعد أن تثبت قدمك بالطريق الذي اخترتِه لنفسك بثقة - بإذن الله. وفَّقك الله، ويسَّر لك الخير حيث كان.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |