كيف أهدأ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدود وخلفيات الإلحاح الأوروبي على الدولة الفلسطينية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مراتب صيام عاشوراء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الشهيد السيد الحسين رضي الله تعالى عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سُنّة إجابة الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الانكشاف الكبير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          حرارة الصيف .. دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أزمة التلقّي: لماذا نقرأ القرآن ولا ننتفع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ‏شرف المؤمن قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          سُنّة: الذكر المشروع عند الإعجاب بشيء من الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          انتهاء حرب الأيام الـ12: سلام تحقق بالقوة أم هدنة على فوهة بركان؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-06-2021, 02:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,892
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أهدأ

كيف أهدأ


أ. أريج الطباع



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أثِقُ في موقعكم كثيرًا، فقد سبق وأن استشرتُكم، وكانت المشورةُ مسدَّدة، توافق شَرْع الله؛ إذ أولاً وأخيرًا هو ملاذُنا.

أختي أريج، تزوجتُ رجلاً يكبرني بأربعةَ عشرَ عامًا، متزوِّج بأخرى، بينهما سلسلةٌ من المشاكل.

وسأختصر المشكلة:
1 - نحن في حي واحد.


2 - كل الناس تُزكِّي الرجل.

3 - وافقتُ على الاقتران به بناءً على تزكية إخْوتي وأهل الحي قاطبةً.

4 - تزوجتُه بصورة سريعة، ولم أتحدَّث معه، فقد كان عقْدُ النكاح يومَ الخميس، والزواج يومَ السبت، ولا أريد التفصيل هنا (فليس هذا هو موضوعي).

5 - أنا محتاجةٌ لهذا الزواج كثيرًا، ولا أريد التفريطَ فيه.

6 - مشكلتي: رغمَ تدينه (وهذا للأسفِ ما نفهمه خطأً، وهو أنَّ كل المتدينين سواء) يُراقب مكالماتي الهاتفيَّة، وهذا ليس ظنًّا مني، ولكني لاحظتُ عليه في فلتاتِ لسانه، بالإضافة إلى أنَّه أخبرني أنَّه راقَبَ زوجتَه قبلَ ذلك هاتفيًّا.

ليس لديَّ أدْنى شكٍّ في أنَّ الرجل مريض، والطبيب شخَّص حالته بأنَّه مكتئب، وأنا أرى أنَّه وسواس - وهو شكٌّ، والله أعلم.

المهم: أنَّه الآن يتناول دواءَ الاكتئاب، ولا ينام إلا بالدواء.

7 - أنا أؤمن بفَضْل الدُّعاء، وأشغل نفسي بالدروس، وحِفْظ القرآن.

لكن هل أُواجهه، وأُذكِّره بالله، أو أسكتُ وأتركه يتصنَّتُ على أسرار أُسرتي وأخواتي وصديقاتي، أو أنَّ مثل هؤلاء المرْضى (الكُثر بيننا) لا حُكمَ لهم، ولا يستوعبون النِّقاشاتِ والأمور الاجتماعية؟

وجزاكم الله خيرًا، ودمتم سالمين.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أشكر لك ثِقتَك بنا، وأسأل الله أن نَكونَ أهلاً لها، وأن يرزقَنا الله الإخلاصَ والسَّداد في القول والعمل.


لم تُخبرينا ماذا كانتِ استشاراتك الماضية؟
اعذريني لتأخُّري عليك رغمَ اهتمامي بمشكلتك، وادْعِي لنا بالبركة في الوقت والجهد.


مِن الواضح عليك - ما شاء الله - أنَّك شخصيَّة متوازِنة وواثقة، وهذا سيُعيننا كثيرًا - بإذن الله - وسيُعينك على تخطِّي مشكلاتِك بمهارةٍ أكبر.

الشكُّ مدمِّر للحياة حينما لا نُجيد التعاملَ معه وفهْمه، وحينما يكون دون وعيٍ وتوازن، لكنَّه في مشكلتك أهونُ مِن غيره؛ إذ يقتصر على مراقبةٍ فحسب.

للأسف رغم خُطورة الأمر والنهي الوارد عنه، ورغم التحذير الصحيح من التجسُّس والاطلاع على عَوْرات الآخرين وخصوصياتهم، إلاَّ أنَّ كثيرًا من الرِّجال لا يفطنون لخطورةِ الأمر ويحسبونه حقًّا لهم؛ ربَّما لكثرة ما يسمعونه حولَهم مِن قصص وخيانات، ومِن واقع فاسِد، وفِتن لا حصر لها.

لكنَّ الحلَّ ليس بهذه الطريقة، التي لا تَزيدهم إلا تعبًا، ولا تزيد الحياةَ الزوجيَّة إلا دمارًا وآلامًا، والأصْل أن يحسن الرجلُ الاختيار، وأن تقومَ العلاقة على الثِّقة المتبادلة بيْن الزوجين.

وضْعُ زوجك يختلف قليلاً عن سواه؛ إذ إنَّه قد عانَى مع زوجة سابقة، ربَّما كانت سببًا في زِيادة شكوكه واكتئابه.

كما أنَّه يلجأ لطبيب نفسي، وهذه نُقطة مبشِّرة جدًّا؛ إذ قلَّة مِن الرِّجال يعترفون بالعلاج النفسي، أو يَقْبلون به، إضافةً لتزكية أهل الحي وإخوتك له، وبإذن الله هذه شهادةٌ بأنَّ به جوانبَ خيرٍ كثيرة في تعاملاته مع الناس.

تحدَّثي معه، لكن ليس بشكل مباشر، بل بحِكمة، ولا تواجهيه بشكِّك، لكن ركِّزي معه على أنَّك تثقين به، وتُحبِّين أن تكون علاقتكما مبنيةً على الثِّقة والوضوح.

لو كان مِن النَّوْع الشكَّاك، فكوني أنتِ واثقةً وواضحة معه؛ لتكسبي ثقته، وابتعدي عمَّا يَزيده شكًّا، أو يُثير التساؤلات في ذِهنه.

وفي الوقت نفسه كرِّري عليه أنَّ الحياة لكي تنجح فلابدَّ من احترامٍ لخصوصيات كلِّ طَرَف، خاصَّة تلك الأمور التي تتعلَّق بالآخرين، كأهلك أو صديقاتك، أو الأشخاص الذين يأتمنونك على أسرارهم بشكلٍ عام.

بعضُ أنواع الشك لا يُجدي معها سوى العِلاج الدوائي؛ إذ إنَّ سبَبها كيميائي، بموصلات عصبية بالدِّماغ، وهؤلاء الأشخاص يكون التعامل معهم أصعبَ من غيرهم؛ إذ يَميلون إلى الشكِّ والظنون، ويصعُب عليهم التفكير بمنطقية، لو كان زوجك منهم، فإنَّ تشجيعَه على مشاورةِ طبيبِه بمشاعره هذه سيُعينه كثيرًا.

بعض أدوية الاكتئاب تساعِدُ على تجاوز ذلك أيضًا، إذ تتداخل الأدويةُ النفسيَّة كثيرًا، وليس دائمًا، والطبيب يخبر عن التشخيص بدقَّة، فبعض الأدوية نفسها تؤخذ للاكتئاب، وللوسواس، وللمخاوف، وغيرها، لكن تختلف الجرعة فقط.

فلو كان زوجُك في بداية علاجه، فاصبري قليلاً عليه؛ لتلمسي الفرْق، أما إن لم تَجدي تغيُّرًا رغمَ أخْذه للدواء، فساعديه ليشاورَ الطبيب بخطَّة دوائيَّة أجْدَى.

كما أنَّ العلاج النفسي له دَورٌ كبير، ولا يصنع الدواءُ المعجزاتِ وحْده، والزوجة الحكيمة تلعب دورًا كبيرًا بالعلاج المعرفي، وأتوقع أنَّك قادرةٌ على مساعدته كثيرًا - بإذن الله.

فقط يحتاج منك الأمرُ تفهُّمًا، وإنصاتًا جيدًا، وكسب ثقته، وبعدَ ذلك ستكون الأمورُ أسهلَ عليك - لو وثق بك.

ويبدو أنَّه يحكي لك كثيرًا مِن أموره، فمجرَّد راحته معك ستُعينه على تخطِّي الكثير.

ابْحثي عن مفاتيحه، واحكي له قصصًا حقيقيَّة تُعالجين بها ظنونَه، والسِّيرة زاخرةٌ بقصص حيَّة ورائعة عن الغَيْرة برِيبة، وبغير ريبة، وعن تعامل الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - معها، كما أنَّ مجتمعنا لا يخلو من قصص دمار وتشتُّت بسبب ظنون وقِلَّة حِكمة من المرأة، أو بسبب شكوك مَرضيَّة - كلها قد تعينك.

المهم أن تَصلِي معه للسبب الذي يَفقد به الثِّقة، وأن تُعينيه على فكِّ التعميم، وأن يثقَ أنَّ أصابع اليد لا تتماثل.

والأهمُّ مِن كلِّ ذلك أن تُحافظي أنت على نفسيتك، وكونك تعرفين، فهذا سيساعدك أكثرَ، وثِقتك أنَّك لست سببًا في المشكلة، بل جزء مِن علاجها، ستُعينك كثيرًا.

وجيِّد أنَّك تدركين أثرَ الدعوات، فلا تهمليها، وأكثري منها وأنت متيقنةٌ أنَّ الله قريب مجيب.

أسأل الله أن يُعينك وأن يحميَك.


وافينا بأخبارك، وبما ستَصلِين له معه بإذن الله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.24 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]