دلالات الميراث والتوريث في القرآن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير سورة العاديات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: دراسة لغوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 489 - عددالزوار : 200382 )           »          تفسير سورة النصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ويستمد منها علم التفسير تفصيلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تفسير سورة القارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {ألم نجعل الأرض مهادا} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3120 - عددالزوار : 503552 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-06-2021, 01:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,443
الدولة : Egypt
افتراضي دلالات الميراث والتوريث في القرآن

دلالات الميراث والتوريث في القرآن


مسعود صبري




حين يسمع الناس كلمة الميراث والتوريث، فأول ما يتبادر إلى الذهن ذلك المال الذي يتركه الإنسان بعد موته لورثته من أهله وأقاربه، بل لا يتبادر إلى الذهن غير هذا المعنى، بل يكاد لا يعرف غير هذا المعنى، بل يعترض أحيانا على غير هذا المعنى إن صدر من أحد. وانكماش دلالات الكلمات القرآنية إلى بعض معانيها ضرب من الخطأ في جناب القرآن، وقصور في فهم معانيه ودلالاته الواسعة، وتحجير لواسعه وفيوضاته.

ذلك أن القرآن الكريم لما نزل بلغة العرب، لم يقتصر في كلماته على المعاني التي وردت عند العرب، بل أضاف إليها دلالات أخرى، فمع كونه نزل بلغة العرب كما قال تعالى: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُو} [فصلت: 3] إلا أنه أثرى اللغة العربية من جانب آخر، وأضاف إليها؛ ليكون القرآن للغة العربية حافظا، وليحقق لها الاستدامة والانتشار.
ورغم الجهود التي بذلت في مجال المعجمية العربية، إلا أن الجهود في المعجمية القرآنية مازالت تحتاج إلى مزيد بذل وعطاء، وذلك عبر دائرة الاختصاص من اللغويين وعلماء القرآن، وكذلك من جهة استعمال المجتمع المسلم لهذه الكلمات بدلالاتها ومعانيها المتنوعة، التي تحدث ثراء في الاستعمال اللغوي، وثراء في الفهم، وثراء في تطبيق المفهوم.
فالميراث والتوريث في القرآن له مجالات ودلالات عدة، على أن الجامع في معنى (الميراث) و(الإرث) و( التوريث)، فهو كل ما يتركه الأجيال لمن بعدهم، ماديا كان أو معنويا، فالمال إرث، والدين إرث، والعلم إرث، والأخلاق إرث.
ولسنا بحاجة إلى الحديث عن المعنى المتبادر إلى الذهن للميراث، فهو مشتهر ومعروف، ولكن القصد بيان غيره من المعاني والأنواع.
ومن أعظم أنواع الميراث والتوريث في القرآن، ميراث النبوة، ومنه قول الله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [النمل: 16]، وإن كان سليمان – عليه السلام- قد ورث الملك والنبوة معا، ومنه دعاء زكريا- عليه السلام- حين أراد الولد، فلم يرده إلا للنبوة، كما قال تعالى على لسانه: {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا } [مريم: 5، 6].
ومنه ميراث الدين، وما يجب على المسلمين من توريث العقيدة والأصول والأحكام والآداب والأخلاق من جيل لجيل حتى يوم القيامة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:” اثبتوا على مشاعركم، فإنكم على إرث أبيكم”. أخرجه الحاكم.
ويأتي الميراث بمعنى الاستخلاف، كأن يستخلف قوم قوما آخرين، ومن ذلك قوله سبحانه: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَ ا بَنِي إِسْرَائِيلَ} [الشعراء: 59]، ومنه قوله: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَ ا قَوْمًا آخَرِينَ} [الدخان: 28]، ومنه قول الله للصحابة: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا} [الأحزاب: 27].
ومنه ميراث الجنة، كما قال تعالى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43]، ومثله قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [الزخرف: 72]، ومنه قول الله تعالى: {ولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ .الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 10، 11].
ومن الميراث ميراث العلم، وهو من أشرف المواريث، ومنه قول الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32]، وقوله تعالى: {وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ} [الشورى: 14]، وكذلك كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، كما عند الترمذي: ” وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر”.

ولقد جرت الأمة سلفا عن خلف في تمكين التوريث في أجيالها، وحمل أمانة الدعوة والدين والعلم جيلا بعد جيل، بل كان هناك التوريث الاجتماعي من خلال التربية، فيما كان يقوم به الآباء والأجداد والأمهات والجدات، فكان حال الأمة أفضل مما عليه الآن.
فنحن بحاجة إلى التوريث في الدين والدعوة، وإلى التوريث في العلم، والتوريث في التربية والأخلاق، والتوريث في الصناعات والإنتاج، ذلك أن التوريث أهم معالم الأمة الحضارية.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.40 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]