ابني والفصحى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في ...﴾ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الطهارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          قبسات من علوم القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 549 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القادر، القدير، المقتدر) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حقوق الزوجة على زوجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 119 )           »          غابة الأسواق بين فريسة الاغترار وحكمة الاغتناء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فرق بين الطبيب والذباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 644 - عددالزوار : 136586 )           »          عفة النفس: فضائلها وأنواعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من تبصَّر تصبَّر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأمومة والطفل
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 10-06-2021, 03:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,451
الدولة : Egypt
افتراضي ابني والفصحى

ابني والفصحى


إسماعيل آيت عبدالرفيع








استَيقظتُ من قَيلولَتي كالعادة، تَوضَّأت بماء بارد؛ لأستردَّ نشاطي وحيويتي، فحرارةُ الجو تَجعل مني كائنًا رخوًا، بعد الصلاة رَفعتُ من عقيرة "المرناة" صِلتي الوحيدة بالعالم الخارجي، كانت المُذيعة "ترطن" بمُفردات غير مفهومة، مع ذلك حاولتُ الاعتماد على الصُّور لفهْم الرسالة، زوجي مُنشغِلة في المطبخ بإعداد الشاي، أما ريَّان الصغير فهو يَغطُّ في نوم عميق، ولعلَّه كبِر في أحلامه، وأصبح طبيبًا مشهورًا، إنَّه مهووس بهذه المِهنة، وطالما ارتدى وزرتي البيضاء، وحاول الإنصات لدقَّات قلب أخيه نجيب، في لعبته المفضَّلة: الطبيب والمريض.












عمرو، عمرو، افتح الباب، هل أنت أصمُّ؟








كانت تُناديني من المطبخ أنا الغائب الحاضر، صوتُ "المرناة" المرتفع أَنساني العَالَم الخارجي بما فيه، فتحتُ الباب على عجَل؛ فنجيب لا يُطيق الانتظار ، وما أنْ رآني حتى هتَف:



مساء الخير يا أبي، وهو يَطبع قُبلة على ظَهْر يدِي اليُمنى، وابتسامة عريضة تَعلو مُحيَّاه الصغير، محفظته الثقيلة على ظهره أَنهكته، فدَلَف إلى الداخل وهو يتخلَّص منها.



أهلاً بُني.







أَغلقتُ الباب وعدتُ لإتمام نشرةِ الأخبار، كان نجيب يجلس إلى جانبي لما نَدتْ عنه ضحكة لم يَستطع كتمانها، فما كان منِّي إلا أنْ استفسَرتُ عن السبب، فأجابني بسخرية:



ألَم تَسمع ما قالتْه هذه المذيعة يا أبي؟‍!







أدركتُ الآن أنَّه كان يَسخر من لغتِها الغريبة، ولم يكتف بذلك بل بادَرني بالقول:



أبِي، زميلي في الفصل زيد يتكلَّم بعربية فصيحة أحسن من هذه المذيعة، إنه لا يُخاطبنا - نحن التلاميذ والأساتذة - إلا بلغة عربيَّة فصيحة، ما جعَل الجميع يتعجَّبون ويَعجبون به وبفصاحته، الكلُّ ينعَته بالفصيح، إنَّه ظاهرة في مدرستنا يا أبي!







أثارني الموضوع فسألتُه محاولاً إشباع فضولي:



هل تفهمون كلامه؟



كيف لا نفهَمه يا أبي، وهو يتكلَّم كلامًا واضحًا فصيحًا؟








ردُّه المفاجئ والسريع جعلني أَشعر بنوع من الفَخر، أن أرى ابني في هذه السنِّ المُبكِّرة يُميِّز بين العامية والفُصحى، لكن هذا الفخر ممزوج بعتاب داخلي، فأنا متأكِّد بأنَّ لسان حال نجيب، وهو يستمع إلى صديقه بإعجاب ونَهَم شديدَين، يُردِّد: لماذا لم تُعلِّمني يا أبي اللغة الفصحى، وأنت أستاذ فيها، وقادر على تدريبي عليها استعمالاً؟







خشيتُ أن أكون قد أَثقلتُ عليه بنظراتي البَلهاء وفمي المُترَع، بحمْل شيء من شجوني، وأنا أسمع وأرى لُغتي، ذاتي، وهُويتي، تُقطَّع أوصالاً، وإرْبًا إرْبًا، فاستدركتُ وسألته:



أتُحبُّ أن تتكلَّم مِثل زميلك هذا بالعربية الفُصحى؟







ودون أن يُطيل التفكير، انقضَّ على سؤالي مُجيبًا، وعلامات الإصرار بادية على وجْهه:



وكيف لا يا أبي؟ إنَّه حُلم كل زملائي في المدرسة، فزيد حديث الصباح والمساء، إلا أنَّه أردَف بعدما لاحَظ على مُحيَّاي علامات الرِّضا:



لكن كيف يُمكن استعمالها عندما أكون في زيارة أبناء خالتي، وجيراني، وهم جميعًا لا يتكلَّمون الفُصحى؟







أجبته والحَيرة تَنهشني: الأمر بسيط بُني، ما دمتَ تَفهم ما يقولون، فإنَّهم سوف يفهمون كلامَكَ من غير عناء.




من يدري؟ فأنا لم أُجرِّب يومًا... ردَّ مُقاطِعًا.



وربما قلَّدوكَ فيما بعد، فيتعلَّمون الفصحى بسببك.







ابتسَمَ لفِكرتي التي أصبحتْ فِكرته، واتَّفقنا على ألا نتحدَّث داخل المنزل إلا بالفُصحى، مع مرور الأيام قوبِلت تَجرِبتنا بشيء من الاستغراب من قِبَل زَوجي، التي لم تكن تُجيد الفصحى بصورة كافية، ولم تَخلُ التجرِبة في بعض الأوقات من مواقف طريفة ومُضحِكة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.32 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]