|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سمعت كلاما عن خطيبي أ. مروة يوسف عاشور السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاة مخطوبة من شاب على خُلُق، تخاف مِن فَسْخِ الخطبة بسبب كلام وَصَلَ لأهل خطيبها أنه عقيم، ولا تدري ماذا تفعل؟ ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاة عمري 22 عامًا، ترددتُ في الكتابة كثيرًا، لكن كان لا بد أن أراسلكم لما وصلتْ إليه معاناتي. منذ أربعة أيام وأنا لا يهنأ لي أكل أو شرب؛ فقد خُطبتُ منذ مدة لشابٍّ معروف بالدين والخُلُق، بعد الخطبة أخبرتُ صديقتي المقرَّبة وهي من عائلة هذا الشابِّ، فقالتْ: خطيبُك عصبي جدًّا، وبخيل، وجلستْ تُعدِّد أمورًا سلبية كثيرة عنه، ومِن ضمن الكلام قالتْ: كان أُصيب في حادث وربما يكون عقيمًا! جن جنوني بعدما سمعتُ ما قالت، ولم أرتح ولا أنام، وخفتُ كثيرًا مِن كلامها، وللأسف أنا إنسانة خوافة. أخبرتُ أخي بما عرفتُ، واتصل بمن يعرف، وعرف أنه أصيب في حادثٍ بالفعل، لكن ما قالته الفتاة عنه بشأن عقمه غير صحيح. حدثتْ مشكلة كبيرة بسبب هذا الكلام، ووصل الكلام لأهل الخاطب، وأرادوا أن يعرفوا من قال هذا الكلام عنه، وأشعر أنهم غضبوا جدًّا مما وصل إليهم، وأن هناك من يريد أن يضع فتنة بيننا! كل ما أخشاه أن تُفسخَ خطبتي، وأخاف أن يصل الكلام لخطيبي نفسه أو لأبي، ويحدث ما لا يحمد عقباه. أكتب لكم ودموعي على خدي لم تزلْ تنزل، الخوفُ يتملَّكني، ولا أعلم ماذا أفعل؟ صليتُ استخارةً، ولا أدري ماذا يمكن أن أفعلَ لأهدئ الخوف الذي بداخلي! الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. على رِسلكِ يا بُنيتي، أَكُلُّ هذا الخوف والرعب لأجل أنكِ استفسرتِ عن أمرٍ مِن كامل حقكِ الاستفسار عنه؟! إنَّ الإنجاب مِن أعظم مقاصد النكاح، وهو عند الفتاة الحُلم الأول، والهدف الأكبر في الحياة؛ فنرى الفتاةَ منذ أن تشبَّ تتخيل نفسها أمًّا، فتُهدهد دميتها بحنان، وترعى إخوتها الصغار، وتُسبغ على كل ما حولها مِن فيض مشاعرها الدفاقة، فتُشبعهم وتَشبع بتلك المشاعر التي اختصها اللهُ بها، فلا عجب مِن تَمَسُّككِ الشديد بهذا الأمر، ومِن كامل حقكِ التحري الدقيق عن فتنةٍ أُثيرَتْ بهذا الشأن. أيتها العزيزةُ، كلُّ فتاةٍ سوية ترغب في الزواج، وقلَّ أن نجدَ فتاة لم تتخيلْ نفسها وقد ارتدت الثوب الأبيض الجميل، ووقفتْ تزهو بجمالها، وهي تُزف إلى زوجها، لتبدأ حياةً جديدةً ترسمها معه بأملٍ، وتخط لوحتها الجميلة بأحلامها الوردية. لكن... لا أوافقكِ على التمادي في مَشاعر الخوف الذي اعتراكِ، والرعب الذي تملك قلبكِ الصغير والتهويل المبالَغ فيه خشية أن ينصرفَ عنكِ خاطبكِ! الإيمانُ بالقضاء والقدَرِ مِن أعظم وآكد أركان الإسلام، والزواج مِن الأقدار التي قدرها الله وكتبها على عباده كسائر الأرزاق، وقد ورَد في أكثر مِن مَوضعٍ مِن القرآن والسنة أنه ما مِن أحد بيده تغيير أرزاقنا أو التحكم في أقدارنا، ولو بذل ما بذل مِن جهدٍ؛ قال تعالى: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]، وقال تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ [الذاريات: 22]، فلا ينبغي لمن عَلِمَ ذلك وأيقنَ به أن يخشى فوات رزقه، وانظري عزيزتي كم مِن مرةٍ كررتِ كلمة: "خائفة" في رسالتكِ، وكلها حول أمورٍ مستقبلية لم تحدُث إلا في مخيلتكِ أنتِ، مجرد تكهنات وتوقعات لشرٍّ لم ولن يأتي بإذن الله. ورِزْقُكَ ليس يَنقصه التأنِّي ![]() وليس يَزيدُ في الرزقِ العناءُ ![]() فهَوِّني عليكِ، ودعي الغد لخالقه، ولا تستجلبي أفكارًا لن تجني مِن ورائها إلا الهم والغم وربما المرض؛ وقد ثبَت علميًّا أن الحزن مِن أسباب الكثير من الأمراض، وها أنتِ قد ترَكتِ الطعام، ولم تستسغْه معدتكِ قبل أن يحدثَ شيء ذو بال، فكيف إذا قضى الله أن يذهب هذا الخاطب لا قدَّر الله؟! نحن لا نعلَم مِن أمرنا إلا ما أَطْلَعَنا اللهُ عليه، ولا نَدري مِن سُبُل الخير إلا ما كَشَفَ اللهُ عنه، وكم يكون الشر فيما نراه عين الخير والعكس! عليكِ أن تبدئي حياتكِ الزوجية بحُسن الظن بالله، وصِدق التوكل عليه، والتلطف في ردود الأفعال، فالحياةُ مَليئةٌ بالمواقف وأنتِ بحاجة لشيءٍ مِن الاتزان والحكمة والهدوء في تلقي كل خبر، وثقي أن الذي أرحم بكِ من والدتكِ ووالدكِ والناس أجمعين لن يردَّكِ خائبة مخذولة بعد التوكُّل عليه. فكِّري في المواقفِ الماضيةِ مِن باب التعلم والاستفادة فقط؛ فما كان لكِ أن تتحدثي عن خاطبكِ ولا حياتكِ الخاصة مع صديقةٍ، ومتى ما أردتِ الاستفسار عن أمرٍ فليكنْ بطُرقٍ واضحةٍ وصريحةٍ تنم عن قوة الموقف وليس الضعف والانهزامية التي لا مجال لها عندكِ. هذه وصية عامة لكِ ولغيرك وأنت مقبلة بإذن الله على حياتكِ التي أسأل الله أن يجعلها سعيدة هنيئة طيبة عامرة بطاعة الله ورضوانه. والله الموفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |