حيْرَةٌ وفشل في اتخاذ القرار - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14853 - عددالزوار : 1086256 )           »          بيع العربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بيع حبل الحبلة والمضامين والملاقيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          لماذا أحب رسول الله؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الجحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع عن بعد ومن وراء حجاب لأحمد آل إبراهي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 483 - عددالزوار : 174622 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-04-2021, 02:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,449
الدولة : Egypt
افتراضي حيْرَةٌ وفشل في اتخاذ القرار

حيْرَةٌ وفشل في اتخاذ القرار


أ. شروق الجبوري






السؤال

منذ سنوات عديدة وأنا أشعر باضطراباتٍ وحيرةٍ، خاصة منذ أن أخفقتُ في الثانوية العامة، ولا أدري هل المشكلة كانتْ عندي مِن قبلها ولم أنتبه؛ لصِغَر سني، وعدم اتساع مداركي وعقلي وقتها للتفكير في عيوبي ومكامِن الضَّعْف في نفسي؟ أو لنجاحي وتفوُّقي الظاهر، وهو ما صَرَفني وصرَف مَن حولي عن التفكير في عيوبي والمشاكل والعيوب التي تعتري أي طفلٍ وتكون في حاجةٍ إلى مُعالَجة سلوكيةٍ وتقويمٍ مِن جانب الوالدين، اللذين انْشَغَلَا بتقويم أخي، واعْتَقَدَا أني لا أحتاج إلى تقويمٍ، فتكوَّنَتْ عندي عُيُوبٌ، ونقاطُ ضعفٍ لم أنتبه ولم ينْتَبِهَا لها، وتضخَّمَتْ مع مرور الزمن، ثم طفتْ على السطح، وظهرتْ مع أول وأكبر مشكلة واجهتها في حياتي وهي إخفاقي في الثانوية العامة؟ أو أن المشكلةَ تكوَّنَتْ داخلي بعد صَدْمتي وإخفاقي في الثانوية العامة؟ مما أوْجَد عندي شعورًا بالخوف مِن كلِّ جديدٍ بعد الفشل الذي كوَّنَ عندي عدة مشاعر؛ أولها: الخوف المرَضي مِنَ الفشَل في أي تجربةٍ جديدةٍ أُقْدِم عليها، فامتنعتُ عن مُواجَهة كثيرٍ مِن المشكلات التي واجَهَتْنِي، ولم أواجِهها دائمًا إلا مُضْطَرًّا، ورغم نجاحي في المواجَهات التي خضتُها، فإنني ما زلتُ متَّصفًا بهذا الخوف المرَضيِّ مِن كلِّ تجربة جديدةٍ، ويبدو أنَّ خَوْفي نابعٌ مِن الخوف مِن مُعاناة أَلَمِ الفشل.



وتكوَّنَتْ لديَّ عُقدةٌ تجاه والدي؛ حيث شعرتُ أني خذلتهما، وأصبحتُ أخاف مِن خذلان مَن يثقون بي، وعلى رأسهم والداي، ومَن أُحبهم ويحبونني، ويبدو أنَّ هذا الخوف أقْعَدَني عن الكثير مِن المهمات في حياتي، ولكن ما يُؤَرِّقني هو حالة الكسل التي تعتريني مِن سنين، فهل أنا كسولٌ بطبعي؟ أو أنَّ هذا الكسل هو أيضًا ناجم عن الإحباط والألم؟ ولكن المُحَصِّلة هي حالة مِن الكسل، أشعر بها تعيقني عن الإنجاز.



أحيانًا أشعر أنَّ ما يُعيقني عن البداية هو خوفي المسبَق مِن الفشل والإخفاق؛ فأسعى إلى تجنُّب ألم ومُعاناة المحاولة، ولكن لي تجارب سابقة أثْبَتُّ فيها نجاحًا لا بأس به.



المشكلةُ التي أرى أنَّها أكبر تحدٍّ يُواجهني هي: عدم ثقتي في نفسي، والتي قد تكون نتيجةً لكلِّ ما ذكرته سابقًا، ولكنها واقعٌ مرير، فلا أثق في نفسي ولا في قراري، ولا في تفكيري، أخشى كثيرًا من التعبير عن رأيي كتابةً على (الفيس بوك مثلًا)؛ خوفًا مِن أن أسقط مِن نظر أصدقائي، وخوفًا مِن أن أظهرَ أمامهم بمظهر الجاهل السفيه، أعتقد أنَّ هذا جبن مني!



أُحاول أن أظهرَ بمظهرٍ يعجب أصدقائي، ومن أحبهم وأهتمُّ بهم، حتى لو لم تكن هذه حقيقتي.



يؤرِّقني اتخاذ القرار، أُريد إنهاء الماجستير ولا أستطيع اتخاذ القرار، فهذا حلم يُراودني ولا أستطيع تحقيقه، أحيانًا أكسل وأشعر بمُعاناة وألمٍ، وربما يؤثر عليَّ كسلي ومِن ثَمَّ يؤثِّر على طموحاتي العلمية.



أنا الآن في سفرٍ بعيد عن بلدي، وينتابني شعورٌ متناقض بين العودة إلى بلدي والاستمرار في البلد الذي أعمل فيه؛ إذْ أوضاع بلدي الآن على غير ما يُرام، أخاف أن أعودَ إلى بلدي فأندم، وأخاف أن أستمرَّ هنا في البلد الذي أعمل فيه فأندم.



فهل إذا عدتُ لبلدي لتحقيق حلم الماجستير والتخلي عن الوظيفة هنا هو نوع مِن الشجاعة وتحدِّي العجز؟ وهل إذا ظللتُ كما أنا أكون بذلك أحطِّم طموحاتي العلميَّة؟



صلَّيْتُ استخارة، ودعوتُ الله كثيرًا، وبدأتْ نفسي ترتاح إلى العودة إلى بلادي، لكن يعوقني فقْد الثقة في نفسي والخوف.



أرشدوني للقرار الصحيح، وجزاكم الله خيرًا.




الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم



أخي الكريم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

نرحِّب بك في شبكة الألوكة، ونشكُر انضمامك لها، سائلينَ الله تعالى أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع المستشيرين.



أخي الكريم، أستَقرِئ مِن مَضمون رسالتك وأسلوبك في عَرْضِ مُشكلتك، أنك تُعاني مشاعرَ (الوَحْدَة النفسيَّة) على نحوٍ دَفَعَكَ للمُبالغة في الخشية مِن اهتزازِ صورتك لدى مَعارفك، بل وإحجامك على مُناقشة أفكارك مع المحيطين بك.



والوَحْدَة النفسيةُ لا ترتبط بِكَمِّ العلاقات الاجتماعيَّة التي تربط الإنسان بغيره، ولكنها أحاسيسُ يشعر معها بوجودِ فجوةٍ نفسيَّة أو فكريةٍ بينه وبينهم، رغم الظهور بمَظْهَر المُنْسَجِم مع تلك العلاقات، ومِن العوامل التي تَتَسَبَّب في مَشاعِر الوَحْدَة النفسيَّةِ، أو تزيد مِن حَجْمِها، هو الاغتراب عن الوطن، والابتعاد عن الأهل.



ولذلك فإني أجد في التحاقك بدراسة الماجستير في بلدك، عاملًا مُهمًّا يُساعد في تخلُّصِك مِن تلك المشاعر السلبية وما شاكَلَها، لا سيما وأنَّ رغبتك في تحقيق هذا الأمر تبدو واضحةً في مضمون عَرْضِك للمشكلة، وتَكْرار إشارتك للميل بالقيام به عدة مرات في سياق رسالتك، وكذلك بتأكيد ارتياحك النفسيِّ لذلك بعد إقامتك صلاة الاستخارة.



أما عن قلقك مِن الإخفاق في دراسة الماجستير، فأؤكِّد لك أنه قلقٌ طبيعيٌّ يواجِه أغلب الطلبة الملتحقين بالدراسات العليا، بل إنَّ بعضهم وبعد الالتحاق بالدراسة يُصاب باضطراباتٍ جسميَّةٍ نتيجة مُبالَغتِهم في هذا القلق، كارتفاع الضغط، والقولون العصبي، وغير ذلك، ثم تصبح تلك المشاعر مجرد ذكريات تُثير ابتسامتهم بعد تخرُّجهم وحصولهم على تلك المرتبة!



ولذلك فإني أنصحك بعدم الاستسلام لتلك المشاعر وغيرها، بل اعمدْ إلى استبدال العَزْم والبَذْل والاجتهاد بها؛ لأنَّ درجة النجاح تُترجِم مستوى الاجتهاد الذي بَذَلَهُ الإنسان، واعلمْ يا أخي أنَّ خشيتك مِن تَكْرار إخفاقك في مرحلة الثانوية إنما تمثل ما يسمى: (حيلة نفسيَّة دفاعيَّة) لتبرير عدم خَوْضِك في هذا الأمر أو ذاك، وما يدحض تلك التبريرات هو نجاحك الفعلي لاحقًا في الثانوية، ثم في الجامعة، ثم حصولك على عملٍ مُناسبٍ يُعَدُّ طُمُوحًا وهدَفًا لكثيرٍ مِن الشباب في بلدك، وغير ذلك مِن النجاحات التي أقررتَ أنت بها في سياق رسالتك.




أما عن شعورك بالتكاسُل عن أداء بعضِ المهمات - رغم رغبتك في أدائِها - فأنصحك بإكثار التعوُّذ مِن العَجْزِ والكَسَل، وكذلك بالاهتمام في ترتيب سكنك والعناية بمظهرِه، إذْ إنَّ هناك مُلاحظاتٍ بحثيةً تُشير إلى وجود ارتباط بين تردِّي مظهر ونظافة سكن الإنسان بضَعْفِ هِمَّتِه وأدائه، كما أنصحك بمُرافَقة أصحاب الهِمَمِ، والمجتهدين والطموحين، لا سيَّما في مجال الدراسة بعد التحاقك بها، فإنَّ تأثيرَ الصُّحبة كبيرٌ على الإنسان ومُيوله وتوجهاته.



وأخيرًا أختم بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحَ شأنك كله، ويفتحَ لك أبواب العلم والخير، وينفع بك، وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطيبة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.61%)]